هل عادت جلسات التدخل من جديد؟ … مصادر مقربة من «المركزي» تؤكد ضخ الدولار عبر شركات الصرافة اليوم.. شركات تنفي.. و«المصرف» لا يرد!
| علي نزار الآغا
تناقلت يوم أمس بعض صفحات التواصل الاجتماعي عبر «فيسبوك» منشوراً يتضمن معلومات من مصدر خاص بأن حملة الوقوف بجانب الليرة السورية التي أعلن عنها ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من اليوم الأحد، إذ إن شركات الصرافة ستبدأ بضخ الدولار، من دون أي أوراق أو شروط للراغبين بالشراء.
وجاء في المنشور المتداول «لفتت المصادر إلى أن قرار البدء بتنفيذ الحملة جاء بعد اجتماع حاكم مصرف سورية المركزي مع شركات صرافة، وتم الاتفاق على بدء ضخ الدولار الذي سيكون موجها للفعاليات الصناعية والتجارية لتغطية طلباتهم من الدولار».
اتصلت «الوطن» بعدد ممن نشروا تلك المعلومات، وهم مقربون من وسط الأعمال، فأكدوا أن المصدر الخاص هو رجل أعمال معروف، وأن المصرف المركزي قد اجتمع يوم الخميس الماضي مع شركات الصرافة، من أجل التدخل ببيع الدولار اليوم، وأن التدخل سيكون من أموال الصندوق الذي تقرر إنشاؤه ضمن مبادرة قطاع الأعمال السوري للوقوف إلى جانب الليرة السورية، وليس من احتياطي المصرف المركزي.
مصادر مقربة من المصرف المركزي أكدت لـ«الوطن» أن التدخل سيبدأ بالفعل اليوم لتحسين سعر الصرف وتفعيل مبادرة القطاع الخاص، وذلك بضخ الدولار عبر شركات الصرافة من الأموال المودعة في الصندوق، من دون الإعلان عن سعر التدخل.
من جهته تحدث الاقتصادي شادي أحمد مؤكداً أنه سيتم اليوم تدخل في سوق الصرف، وسوف يتم ضخ الدولارات اللازمة من أجل امتصاص التضخم في السوق السوداء، بحيث يتم استكمال المبادرة التي أطلقها اتحاد غرف التجارة بالتعاون مع اتحاد غرف الصناعة.
وأكد أن هذا التدخل لن يكون بأموال المصرف المركزي، ولن يتم مسّ الاحتياطات في المصرف المركزي، وإنما بأموال أودعها كبار رجال الأعمال السوريين في الصندوق المخصص لدعم الليرة.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين أحمد أنه حين يتم الضخ، لا يمكن عملياً، ولوجستياً، إلا أن يكون عن طريق شركات الصرافة، لكنه حتماً لن يكون إلا بأموال المبادرة، وليس من الاحتياطي، مبيناً أن دور المصرف المركزي في الضخ الذي سوف يحدث اليوم، مرتبط بشكل أساسي بتنسيق السياسات النقدية العليا، لأجل ضمان أن يكون ذلك مرتبطاً بمسألة كبح التضخم وتخفيض سعر الصرف.
وتوقع أن تتحسن الليرة تدريجياً، بحيث يصل سعر الصرف إلى 500 ليرة للدولار مع نهاية العام الجاري.
من جانبه، نفى مدير شركة صرافة مرخصة ذلك، مؤكداً أن المصرف المركزي لم يلتق شركات الصرافة يوم الخميس، وليس لديهم أي توجيه ببيع الدولار، لافتاً إلى حديث عن لقاء للحاكم مع بعض التجار متوقعاً أن يتم اليوم.
يعني ذلك أن الاجتماع الذي ذكر أنه عقد الخميس الماضي، وفي حال انعقد فعلاً، لم يكن يشمل كل شركات الصرافة، أو أن بعض الشركات تخفي أمر الاجتماع والتدخل عمداً.
هذا وحاولت «الوطن» التواصل مع مصرف سورية المركزي لحسم الأمر، وسط تضارب المعلومات، ولكن من دون جدوى، وقد تم إرسال رسالة نصية لنائب الحاكم محمد حمرة لوضعه في صورة الأمر، ولكن من دون أي رد حتى تاريخ كتابة المقال مساء أمس.
في الوقت ذاته، نقلت قناة «سما» عن مصادر خاصة أنه «بإشراف مصرف سورية المركزي سيبدأ تدخل قطاع رجال الأعمال لخفض سعر الدولار بالنسبة لليرة السورية الأحد 13/10/2019».
وجاء في خبرها أيضاً «إن مساهمة كبار التجار ورجال الأعمال في الصندوق تترافق مع تدخل سري وفعال للمصرف المركزي في سوق القطع من شأنه تحسين الليرة السورية أمام الدولار، وتوقع رجال أعمال ومراقبون بدء تحسن الليرة، تدريجياً اعتباراً من يوم الأحد، وانخفاض سعر صرفها إلى حدود دنيا نهاية الأسبوع، هذا وقد أعلنت غرفة تجارة دمشق التزامها بالإعلان اليومي لسعر الدولار في السوق الموازية ما يعكس حقيقة العرض والطلب لإلغاء أي دور للمواقع الوهمية مع الالتزام التام بتسعير المواد الأساسية المستوردة والممولة بسعر الصرف الرسمي لضمان عدم ارتفاع الأسعار في السوق المحلية».