شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وجوب مغادرة جميع القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على الأراضي السورية، وبين أن بقاء القوات الروسية يرتبط برأي الحكومة السورية، في حين قدم نواب أميركيون تشريعاً بهدف فرض عقوبات قاسية على النظام التركي الذي يشن عدواناً على مناطق شرق الفرات.
وقال بوتين في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» حسب وكالة «سانا»: على كل من هم موجودون على أراضي أي دولة وفي سورية تحديداً بشكل غير شرعي مغادرتها. هذا ينطبق بشكل عام على جميع الدول، يجب تحرير أراضي سورية من الوجود العسكري الأجنبي وبجب استعادة وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية بالكامل».
وأكد بوتين في المقابلة، وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن القوات الروسية الموجودة في سورية بطلب من دمشق، ستنسحب من الأراضي السورية إذا قالت القيادة الشرعية لسورية إنها لم تعد بحاجة لها.
وتشن قوات النظام التركي عدواناً على الأراضي السورية بريفي الحسكة والرقة بقصف جوي ومدفعي استهدف العديد من القرى والبلدات فيهما مركزاً على البنى التحتية والمرافق الحيوية كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية والأحياء السكنية ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين ووقوع أضرار ودمار كبير في البنى التحتية.
ومن جانبه، قال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، حسب «روسيا اليوم»: «بالنظر إلى بدء العملية (العسكرية التركية شمال سورية)، فإننا نعتبر أنه من المهم أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس، وأن تدرس بعناية خطواتها العملية – بشكل أساسي حتى لا يلحق الضرر بالتدابير المتخذة للتسوية السياسية اللازمة للعملية السياسية».
وشدد أوشاكوف على أن اجتماع اللجنة الدستورية يجب ألا تحبطه أي أعمال «غير حذرة»، مؤكداً أنه «يجب ألا يعاني المدنيون من العملية العسكرية (التركية) في سورية، وأنه يجب ضمان إجراءات الاستقرار مع مراعاة مصالح جميع الجماعات العرقية والطائفية».
وشدد أوشاكوف على أن «هناك قواعد قانونية دولية أساسية تدعم الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب واستعادة السلام في سورية، أولاً وقبل كل شيء، الالتزام بوحدة سورية وسلامتها الإقليمية واحترام سيادتها».
على خط مواز، أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية، ستانيسلاف غروسبيتش، حسب وكالة «سانا» أن العدوان التركي الذي يشن على شمال سورية يمثل خرقاً فظاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مزاعم النظام التركي من ورائه كاذبة وتعد قمة في التهكمية.
بدورها، قالت القيادة القطرية للتنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي ومنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية «قوات الصاعقة» في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: «أخيراً اتخذ أردوغان المهووس بالعقلية العثمانية البائدة قرار بدء الحرب الاستعمارية العدوانية القذرة على شمال شرق سورية، وأضاف البيان: «إننا نعلن مجدداً إدانتنا الشديدة واستنكارنا الحازم لهذه الحرب العدوانية القذرة».
من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، في بيان مماثل أن عدوان النظام التركي على الأراضي السورية يندرج في «إطار الحرب الكونية الصهيونية الأميركية على سورية وشعبها، وأن أردوغان يظن واهماً أن مشروعه العثماني سيجد موطئ قدم له في سورية».
وفي السياق، قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حسب وكالة «رويترز»: «إن فرنسا والولايات المتحدة اتفقتا على التواصل الوثيق بشأن حملة تركيا في شمال سورية»، على حين أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال اتصال مع أردوغان، بحسب وكالة (أ ف ب) على دعم بلاده وتضامنها مع العدوان التركي على سورية.
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: إن بلاده تعمل مع شركائها على صياغة خطوات حماية الميليشيات الكردية الانفصالية، مشيراً إلى أن حمايتها «أمر مهم وصائب»، وأميركا تسعى لتحقيق ذلك، حسب «روسيا اليوم».