الأولى

غيبت دمشق واجتمعت لمواجهة المشروع التركي العدواني … «الجامعة» تطالب باحترام سيادة الدولة وتستقبل وفداً عن الانفصاليين!

| الوطن - وكالات

في مشهد غريب لا يحصل إلا باجتماعات الجامعة العربية، ناقش وزراء خارجية الدول العربية الوضع في شمال شرق سورية، وأدانوا العدوان عليها، ودعوا لاحترام سيادتها، بغياب سورية نفسها، التي لم يترك العرب وسيلة إلا واستخدموها في سبيل إضعاف دولتها، ودعم كل الميليشيات والإرهابيين الذين تسببوا بتدميرها.
عرب الجامعة لم يتوقف مشهد استخفافهم بالعقول عند هذا الحد، بل وصل الأمر لحدود استقبال وفد من قيادات الميليشيات الانفصالية التي تعاونت مع الاحتلال الأميركي وجلبت العدوان التركي، والذين فضلوا الذهاب بعيداً صوب القاهرة والرياض، التي مولت ودعمت من يقتلون الشعب السوري اليوم في الشمال، على التفاوض مع حكومة بلادها، ليتمكن الجيش العربي السوري من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سبيل صد العدوان وحماية الأهالي.
ورغم خروج الصوت اللبناني والعراقي والجزائري، للمطالبة بعودة سورية للجامعة العربية، غير أن أمر العمليات الأميركي لم يأت بعد، وهو ما عبر عنه أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط، عندما اعتبر أن استعادة المقعد السوري بالجامعة العربية، مسألة معقدة وتحتاج لإجراءات وثمة حاجة لاجتماع بشأنها!
بالمقابل عكس بيان الجامعة العربية، حالة الصراع القائمة بين بعض الدول العربية وتيار الإخوان المسلمين بقيادة النظام التركي، دون الالتفات حقيقة لمصالح السوريين الذين يقاتلون وحدهم اليوم كل المشاريع الإخوانية والإرهابية، لتأتي المواقف على هيئة اتخاذ إجراءات عاجلة ضد تركيا، بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكري ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية معها.
واعتبر المجلس العملية التركية «تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين»، مؤكداً أن «كل جهد سوري للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن الأراضي السورية هو تطبيق للحق الأصيل لمبدأ الدفاع الشرعي عن النفس وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة»، من دون تحديد من السوريون الذين يقصدونهم، ومن دون تسمية الجيش العربي السوري صاحب الحق الوحيد بالدفاع عن الشعب السوري.
غرابة ما جرى بالأمس لم تتوقف عند حدود الإعلان عن دعم السيادة السورية دون وجود الدولة نفسها، بل وصلت حدود الإعلان عن دعم الميليشيات «الانفصالية» الكردية، التي رحب رئيسها المشترك رياض درار، بنتائج الاجتماعات معتبراً أنها كانت مثمرة.
وأشار الدرار إلى أن انعكاسات اللقاء الذي ضمه ورئيس المجلس التنفيذي إلهام أحمد، ومستشار ما يسمى «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية» سيهانوك ديبو، في وزارة الخارجية المصرية كانت إيجابية، حيث رفض بيان جامعة الدول العربية العملية التركية التي وصفها بـ«العدوان».

وعبر الدرار عن تمسك ميليشياته بخياراتها الأميركية بالقول: «لا يزال لدينا أمل في أن تدرك أميركا حقيقة الموقف وتوقف العملية التركية، وقد لمسنا من خلال اجتماعاتنا مع مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية إدراكاً للموقف، في حين أن الرئيس الأميركي يبدو أنه لا يعرف التاريخ حين قال إننا لم نشارك في معركة في الحرب العالمية الثانية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن