عربي ودولي

أكثر من 7 ملايين ناخب يدلون بأصواتهم … بين سعيّد والقروي… تونس تنتخب رئيسها السادس

| أ ف ب- الميادين

قام التونسيون أمس بالتصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد في اقتراع يتنافس فيه المرشح المستقل قيس سعيد ومرشح حزب «قلب تونس» نبيل القروي، إثر حملة انتخابية اشتدت فيها المنافسة في اليومين الماضيين.
ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها من الساعة الثامنة على أن تغلق عند الساعة 18.00، باستثناء بعض المراكز في ولايات حدودية مع الجزائر.
وأكدت الهيئة المستقلة العليا للانتخابات أن نسبة التصويت في الداخل وصلت إلى 39.20 بالمئة حتى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية حوالي خمسين في المئة.
كما واصل أمس التونسيون في الخارج لليوم الثالث التصويت في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، حيث يحق لنحو 400 ألف ناخب تونسي في الخارج الإدلاء بأصواتهم.
وعنونت صحيفة «المغرب» أمس «الآن الآن وليس غداً»، بينما كتبت «الشروق» في الصفحة الأولى التي حملت صورتين للمتنافسين «اليوم…يحسم التونسيون».
وقال القروي إثر خروجه من مكتب الاقتراع للصحفيين: «اليوم عندنا فرصة لاسترجاع تونس الحداثة وتونس المرأة، لا يجب أن نترك الحكم في يد واحدة يجب التوازن».
بدوره أكد سعيّد في تصريحات صحفية: «أبناء الوطن.. إنكم اليوم تختارون بكل حرية بل إنكم صنعتم مفهوماً جديداً للثورة» مضيفاً: «احتكموا فقط إلى ضمائركم، حينها ستعود السيادة إليكم».
كما أدلى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بصوته في أحد مراكز الاقتراع في المرسى.
وأمل الشاهد في تصريح له أن «تُفرز الانتخابات رئيساً يحفظ أمن تونس وعلاقاتها الخارجية»، مشيداً بـ«العملية الديمقراطية التي تكرست في هذه الانتخابات»، وأكد «ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة للانكباب على معالجة مشاكل التونسيين».
وفي مشهد التحالفات الانتخابية فقد أعلنت حركة النهضة وحركة الشعب والتيار الديمقراطي وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والتيار الشعبي دعمهم المرشح قيس سعيّد، في حين ترك حزب «تحيا تونس» الحرية لأنصاره في اختيار أيّ من المترشحيْن.
من جهته دعا حزب العمال إلى مقاطعة الدور الثاني للانتخابات، على حين أعلن كل من «الحزب الدستوري الحر» وحزب «أمل» دعمهما القروي.
وفيما دعا حزب التكتل إلى التصويت بكثافة للمرشح قيس سعيد، دعت مجموعة من الشخصيات المستقلة إلى التصويت بالورقة البيضاء.
وشهدت الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها 26 مرشحاً ما وصف «بزلزال انتخابي» إثر «تصويت عقاب» مارسه الناخبون ضد ممثلين عن الطبقة السياسية الحاكمة، وتمكن سعيّد من نيل 18.4 في المئة من الأصوات وحل القروي ثانياً بـ15.5 في المئة وانتقلا إلى الدورة الثانية.
وعللّ مراقبون هزيمة مرشحين من رؤساء حكومات ووزراء وحتى رئيس دولة سابق برد فعل التونسيين تجاه السلطات الحاكمة التي لم تتمكن من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم والذي أفرز احتقاناً اجتماعياً تزايدت وتيرته في السنوات الأخيرة.
واتسمت الحملة الانتخابية بالتشويق في أيامها الأخيرة خصوصاً بعد القرار القضائي بإطلاق سراح القروي «56 عاماً» بعدما قضى 48 يوماً في التوقيف بسبب تهم تلاحقه بغسل أموال وتهرب ضريبي.
وجمعت مناظرة تلفزيونية «تاريخية» وغير مسبوقة المرشحين ليل الجمعة، ولقيت المناظرة التي بثت على نطاق واسع في المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة والحكومية متابعة من قبل التونسيين داخل بيوتهم وفي المقاهي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولرئيس البلاد صلاحيات محدودة بالمقارنة مع تلك التي تمنح لرئيس الحكومة والبرلمان، وهو يتولى ملفات السياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع أساساً.
ويدعو قيس سعيّد بصوت جهوري إلى تدعيم السلطة اللامركزية وتوزيعها على الجهات ويرفع لواء «الشعب يريد» ويتبنى شعارات الثورة التونسية في 2011 «شغل حرية كرامة وطنية»، كما يشدد سعيّد على «كره الوعود الزائفة»، معتبراً أن «الشعب هو من يتصور الأفكار وهو من يطبقها» للخروج من الأزمات الاقتصادية.
إلا أن القروي يبدو براغماتياً أكثر ينطلق في وعود انتخابية على أساس إيجاد حل للطبقات الاجتماعية المهمشة، مستنداً في ذلك على سنوات قضاها في زيارات ميدانية للمناطق الداخلية يوزع مساعدات غذائية للمحتاجين والفقراء.
وأفرزت الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الفائت برلماناً بكتل مشتتة، وتلوح في الأفق بوادر مشاورات طويلة من أجل تحالفات سياسية بينها لأن حزب النهضة» الذي حل أولاً بـ52 مقعداً لا يستطيع تشكيل حكومة تتطلب مصادقة 109 نواب.
وتجري الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، وهي ثالث اقتراع خلال شهر، بينما ما زالت تونس تواجه تهديدات أمنية من قبل جماعات متشددة ومسلحة تنفذ هجمات استهدفت في السنوات الأخيرة سياحاً ورجال أمن وعسكريين، وأثرت على قطاع السياحة الذي يمثل أحد ركائز اقتصاد البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن