سورية

شملت واشنطن ومدناً فرنسية وألمانية وأوروبية أخرى.. ومشاركون: أردوغان زعيم داعش.. وترامب سفاح … التظاهرات ترفض العدوان التركي والأمم المتحدة تتوقع نزوح 400 ألف شخص

| الحسكة - دحام السلطان - دمشق – الوطن - وكالات

تواصلت في شمال سورية وعواصم غربية أمس المظاهرات والوقفات الاحتجاجية المنددة والرافضة للعدوان التركي الذي يستهدف منطقة شرق الفرات، ، واصفة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بأنه المتزعم الفعلي لتنظيم داعش الإرهابي والرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«السفاح»، في وقت توقعت فيه الأمم المتحدة أن يتسبب هذا العدوان بنزوح أكثر من 400 ألف مواطن.
وفي التفاصيل، فقد نفذت أهالي الحسكة وقفتين احتجاجيتين في ساحة السيد الرئيس بمدينة الحسكة والسبع بحرات بمدينة القامشلي، استنكاراً وتنديداً بالعدوان التركي السافر الذي استهدف المدن ومناطق وبلدات وقرى الريف الحدودي الشمالي مع تركيا.
وأكدت الكلمات والشعارات التي رفعها أبناء المحافظة رفض العدوان التركي بكل أشكاله وصوره، معتبرة أنه خرق سافر للعهود والأعراف والمواثيق الدولية من دولة معتدية وغازية كتركيا التي كانت عاملاً سلبياً على سورية منذ بدء الأزمة وإلى اليوم.
ودعت الكلمات والشعارات التي أطلقها المشاركون ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» إلى العودة إلى حضن الوطن والانخراط تحت مظلة الجيش العربي السوري، الذي يمثل الشرعية والسيادة الوطنية في البلاد والمعني بحماية الحدود من كل أشكال العدوان.
بدورها وكالة «سانا» لفتت إلى أن المشاركين في الوقفات الاحتجاجية في الحسكة دعوا ميليشيا «قسد» وكل من يراهن على المحتل الأميركي والدعم الغربي إلى أن يأخذوا العبر من درس تخلي واشنطن عنهم حفاظاً على مصالحها مع النظام التركي وأن يعودوا إلى حضن الوطن الذي يتسع لجميع أبنائه، مطالبين بتوحيد الجهود خلف الجيش العربي السوري والمشاركة في طرد المحتل.
ونقلت الوكالة عن أحد وجهاء عشيرة البوخطاب ويدعى حسناوي الجدوع قوله: إن أبناء الحسكة بكل مكوناتهم الاجتماعية يؤكدون أن لا بديل من سيادة الدولة السورية والجيش العربي السوري الذي يمثل جميع أبناء الوطن والقادر الوحيد على دحر العدوان التركي ومرتزقته كما دحر قطعان الإرهاب الدولي وداعميهم ومموليهم على مر السنوات الماضية.
من جانبه، قال راعي الكنائس الإنجيلية الوطنية في محافظة الحسكة الأب فراس فرح في تصريح مماثل: «وقفة اليوم هي استنكار للغزو التركي الذي يهدد الناس الآمنين الأبرياء، وكل أبناء المحافظة يدعون الجيش العربي السوري إلى إعادة انتشاره في جميع مناطق المحافظة فلا بديل من سيادة الدولة ولن نتخلى عن ذرة من ترابنا ويجب أن يعود لحضن الوطن كل من غرر به وعلى الأكراد السوريين الشرفاء التكاتف مع بقية أبناء الوطن للوقوف خلف جيشنا لطرد كل محتل.
أحد وجهاء قبيلة طي ويدعى حسن فرحان العبد الرحمن، أشار إلى أن القبائل والعشائر والمكونات المجتمعية كافة تجتمع لتقول بصوت واحد: إن الجزيرة السورية في قلب سورية، ولن ينال العدوان التركي من وحدتنا الوطنية وصمودنا ودفاعنا عن حقنا المشروع ضد كل تهديد يواجه شعبنا وأهلنا، في حين أكد أحد وجهاء عشيرة العيدان ويدعى نمر عبد اللـه العايد، أن أبناء المحافظة يدعون إلى وقف العدوان التركي على الأراضي السورية ويرفضون رفضاً قاطعاً أي وجود غير شرعي على أرض المحافظة وأن الضمان الوحيد لوحدة أرضنا وشعبنا هو الجيش العربي السوري.
الشابة إسراء إبراهيم من جانبها، أوضحت أن المطامع التركية لم تتوقف تجاه أرضنا فهم الذين يحتلون لواء اسكندرون واليوم يعودون مع المرتزقة لاستكمال مسلسل الأطماع التي سنواجهها بكل ما يتوفر لدينا من قوة.
وفي ريف دير الزور الغربي نفذ أهالي بلدة الشميطية، حسب «سانا»، وقفة احتجاجية ضد العدوان التركي طالبوا خلالها بطرد المحتل الأميركي، مؤكدين تمسكهم بوحدة وسيادة الأراضي السورية.
وأدى العدوان التركي على الأراضي السورية في ريفي الحسكة والرقة إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين وتدمير البنى التحتية من محطات تحويل الطاقة الكهربائية وإلحاق أضرار بالشبكات الكهربائية التي تغذي محطتي علوك والمبروكة وسرقة الحبوب من الصوامع وتدمير منازل واستهداف الفرن الآلي في القامشلي والكنائس والجوامع بقصف مدفعي لقوات الاحتلال التركي ناهيك عن تهجير عشرات الآلاف من المدنيين من مناطقهم.
دولياً، ذكرت «سانا»، أن عشرات الأشخاص تجمعوا أمام البيت الأبيض ورددوا هتافات تندد بالتواطؤ الأميركي مع العدوان التركي وتطالب نظام أردوغان بوقف عدوانه على شمال شرق سورية.
كما تظاهر أكثر من 20 ألف شخص بينهم شخصيات سياسية في عدة مدن فرنسية تنديداً بالعدوان التركي، حيث تجمع أكثر من أربعة آلاف شخص في ساحة الجمهورية في العاصمة باريس ثم توجهوا نحو ساحة شاتليه في قلب المدينة.
ورفع المتظاهرون لافتات وصفت ترامب بـ«السفاح» وأردوغان بـ«القائد الفعلي لداعش» ونددوا بالصمت الأوروبي تجاه هذا العدوان كما طالبوا بفرض عقوبات ملموسة على النظام التركي.
على خط موازٍ، نظم آلاف الأشخاص تظاهرات في عدد من المدن الأوروبية منها نيقوسيا وأثينا ووارسو وبروكسل ولاهاي وبودابست وفيينا، في حين شارك آلاف الأشخاص في مختلف المدن الألمانية بتظاهرات منددة بالعدوان.
جاءت تلك التظاهرات المنددة بالعدوان، في وقت أعلن فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا عن مناطق ريفية في محيط مدينتي تل أبيض ورأس العين الحدوديتين في شمال شرق سورية، نتيجة العدوان التركي.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي في حسب وكالة «أ ف ب»: «انتقلنا إلى سيناريو الاستعداد لنزوح ما يقرب من 400 ألف شخص داخلياً في أنحاء المناطق المتأثرة بالعملية التركية»، مضيفاً إن هؤلاء سيكونون «بحاجة إلى المساعدة والحماية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن