تركيا ترتكب المزيد من المجازر وأميركا تتجه لسحب المئات من جنودها … الجيش العربي السوري يتحرك شمالاً ويدخل «منبج» و«عين العرب»
| قصي المحمد - وكالات
تطورات متسارعة شهدها الميدان السوري أمس، دفعت بالجيش العربي السوري للإعلان رسمياً عن بدء تحركه صوب الشمال لمواجهة العدوان التركي، في وقت فرض إخفاق خيارات الميليشيات المسيطرة في تلك المناطق، وسقوط رهانها الأميركي إعلانها التوصل لاتفاق يقضي بتسليم مدينتي منبج وعين العرب إلى الجيش السوري، ليدافع عن أهلها، في حين كانت الولايات المتحدة تستعد لترحيل المئات من جنودها عن الأراضي السورية، لحمايتهم من الخطر الذي بات محدقاً بهم.
وكالة «سانا» الرسمية أكدت مساء أمس، أن وحدات الجيش العربي السوري بدأت بالتحرك باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية، بالمقابل أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، دخول الجيش السوري إلى كل من مدينتي «منبج» و«عين العرب»، حيث تمكنت وحدات الجيش من فصل المناطق التي توجد فيها الميليشيات التابعة للاحتلال التركي وبين مدينة منبج، وبحسب المصدر فقد فتحت «القوات المحلية» الموجودة في المدينة جميع حواجزها أمام مرور الجيش السوري تمهيداً لمواجهة العدوان التركي.
وبحسب مصادر «الوطن» فقد جرى الاتفاق بين دمشق والقوات المحلية في منبج وعين العرب، لدخول الجيش العربي السوري، بهدف الدفاع عن أهالي المنطقة، من العدوان التركي المتواصل.
«الإدارة الذاتية» أصدرت بدورها بياناً أكدت فيه أن مشروعها السياسي لم يكن يوماً في شمال وشرق سورية، يدعو إلى الانفصال، وقالت: «لكي نمنع ونصد الاعتداء التركي فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية» كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورون» وكشف البيان أن هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات.
وكالة «سبوتينك» الروسية، نقلت عن مصادر مقربة من قيادة «الوحدات الكردية» في مدينة القامشلي، تأكيدها التوصل إلى الاتفاق على عودة «التنسيق الكامل» بين قيادة «الوحدات» مع الدولة السورية في كافة مناطق سيطرة «قسد» شمال وشمال شرق سورية.
ولم تخف المصادر أن «الخطوات القادمة ستكون ربما بريف الرقة الشمالي والغربي لقطع الطريق على توسع الاحتلال التركي في هذه المناطق بعد سيطرته بمساندة الميليشيات التركمانية والإخوانية على مدينة تل أبيض وبلدة سلوك وعلى بلدة مبروكة وقراها المحيطة بريف الحسكة الجنوبي الغربي، وتوجهه نحو عين عيسى شمال الرقة».
هذه التطورات تأتي بعيد ساعات قليلة من إعلان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن الرئيس دونالد ترمب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سورية، ونقلت شبكة «سي بي إس» عن إسبر قوله: تحدثت مع الرئيس بعد نقاشات مع باقي أعضاء فريق الأمن القومي، ووجه بأن نبدأ بسحب للقوات من شمال سورية»، وأوضح: «نجد أن لدينا قوات عالقة على الأرجح بين جيشين في حالة مواجهة يتقدمان وهو وضع لا يمكن السماح باستمراره».
إسبر قال لشبكة «فوكس نيوز»: إن عدد العناصر الذين سيتم سحبهم هو «أقل من ألف»، وأضاف: «لا يمكنني تقديم جدول زمني لأن الأمور تتبدل كل ساعة، نريد أن نضمن أن نقوم بذلك بشكل آمن للغاية ومدروس».
الــرئيس الأميـــــركي بــــدروه أعلـــن أن عدم تورط الولايات المتحدة في القتال العنيف على طول الحدود التركية غاية في الحكمة، وجاء ذلك في تغريدة له على حسابه في تويتر: «من الذكاء ألا نكون منخرطين في القتال على الحدود التركية من أجل التغيير، أولئك الذين دفعونا خطأ إلى حروب الشرق الأوسط ما زالوا يدفعون لذلك، ليس لديهم أي فكرة عن القرار السيئ الذي اتخذوه، لماذا لا يطلبون إعلان الحرب»؟!
بالتوازي أعلن مسؤول أميركي لم يكشف عن اسمه، لوكالة «أسوشيتد برس» أن القوات الأميركية في شمال سورية المعرضة لخطر «العزلة» قد تتصادم مع القوات المدعومة من تركيا، كاشفاً أن القوات الأميركية و«حلفاءها» الأكراد، لم يعودوا يسيطرون على خطوط الاتصال الأرضية، وليس لديهم سيطرة على الطائرات التركية.
التطورات المتغيرة سريعاً على الأرض، جاءت في وقت يواصل به الاحتلال التركي عدوانه، مرتكباً المزيد من المجازر كان آخرها مجزرة بحق المدنيين والصحفيين في غارة شنها على قافلة في السوق المغلق بمدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص بينهم صحفيون أجانب بحسب مصادر إعلامية محلية.