سورية

الجبير يطالب بـ«دولة سورية مدنية ديمقراطية» «كما هو الحال في السعودية» وأنقرة على مواقفها … إيران تلحظ تغييرات في «المواقف الخاطئة» حيال سورية

وكالات :

بينما كانت تركيا والسعودية تصعدان ضد الرئيس بشار الأسد وترفضان أي دور له في المرحلة الانتقالية، وذلك من أجل احتواء المواقف الأوروبية المنفتحة على دمشق، كانت الدبلوماسية الإيرانية تؤكد على أولوية مقاتلة الإرهاب في سورية قبل إطلاق الإصلاحات السياسية، وتلحظ تغييرات في «المواقف الخاطئة» حيال سورية. فعلى هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن لا مستقبل للرئيس الأسد في العملية الانتقالية بسورية، وأعرب عن أمله في أن تتوصل القمة الأميركية الروسية إلى توافق حول إبعاد الرئيس الأسد عن أي حل سياسي للأزمة السورية.
وأضاف الجبير في مقابلة مع قناة «الحرة» التلفزيونية: إن أساس الحل في سورية لم يتغير عما ورد في بيان «جنيف 1»، مشيراً إلى أن بلاده تأمل في قيام دولة سورية مدنية ديمقراطية تتصدى لإيران.
تصريحات الجبير جاءت عقب اجتماع مصغر عقد صباح أمس في نيويورك حول الوضع في سورية، حضره وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والأردن والسعودية. وأوضح الوزير السعودي أن غرض الاجتماع كان لتنسيق المواقف بشأن الأزمة السورية.
وسعى الجبير إلى التقليل من أهمية الخلافات مع الدول الغربية بشأن سورية، عبر الإيحاء بعدم تغيير مواقفها من الأزمة السورية، وقال: إن «الغرب يتكلم عن مرحلة انتقالية يتم خلالها إقامة مجلس محلي، يرحل (الرئيس) الأسد بعدها، ثم تجري انتخابات وتقوم دولة سورية جديدة». واللافت أن تركيا لم تحضر الاجتماع التنسيقي، والتي أعلن رئيس وزرائها أحمد دواد اوغلو معارضته أي انتقال سياسي في سورية يكون فيه دور للرئيس الأسد في تراجع عن موقف سبق أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت صحيفة «حرييت» عن داود أوغلو الموجود في نيويورك، أن تركيا تقبل أي حل سياسي يوافق عليه السوريون لكن يجب ألا يكون (الرئيس) الأسد جزءاً منه. ومضى موضحاً اعتراضاته على مشاركة الرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية، وقال: «نحن مقتنعون بأن بقاء (الرئيس) الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم. ما نقتنع به في هذا الشأن لم يتغير»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء «رويترز». وعقب عودته من روسيا أعلن أردوغان الأسبوع الماضي، أن «عملية انتقالية من دون (الرئيس) الأسد أو بـ(الرئيس) الأسد ممكنة». ولم يتمكن داود أوغلو من جسر هوة الخلافات بين بلاده وإيران حيال سورية. فقد أعلنت مصادر تركية وفقاً لوكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن لقاء جمع داود أوغلو بالرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك، تطرق إلى مسألة محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق، لكنها أشارت إلى أن الجانبين أكدا «استمرار الحوار بين الدولتين رغم اختلاف وجهات نظرهما في بعض الأحيان فيما يتعلق ببعض القضايا الإقليمية».
من جانبه ذكر روحاني، خلال حوار مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار، أن بلاده ليس لديها «حوار مباشر» مع أميركا حول سورية وأضاف قائلاً «لكننا نتبادل وجهات النظر بشكل غير مباشر عبر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة».
وفي لقاء مع جمهور من المعاهد البحثية والصحفيين في الولايات المتحدة، شدد الرئيس الإيراني على أولوية قتال المتشددين في سورية، وقال: «إذا لم تكن الأولوية لهزيمة الإرهاب فإننا نرتكب خطأ كبيراً»، وأضاف «هذا لا يعني أنه ليس هناك حاجة لإصلاح الحكومة السورية.. بالطبع هناك حاجة»، وفقاً لـ«رويترز».
وفي إشارة إلى الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تنظيم داعش في سورية، قال روحاني: إن هزيمة المتشددين «غير ممكنة من خلال العمليات الجوية وحدها»، وأشار إلى أن بلاده «مستعدة للتعاون مع أي دولة ترى الحل في مكافحة الإرهاب في سورية»، موضحاً أن الروس أعلنوا أنهم عازمون على التصدي لتنظيم داعش بمزيد من الجدية بما يضمن تعزيز الحكومة السورية ونحن نعتقد أن الأزمة في سورية يجب حلها من قبل الجيش السوري نفسه والحكومة السورية»، وأشار إلى أن مواقف روسيا وإيران بشأن سورية «شبه متطابقة». ولاحظ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وفقاً لوكالة «سانا» للأنباء، أن السياسات الخاطئة حيال سورية والمنطقة تغيرت إلى حد ما، وأصبح هناك تصريحات ومواقف لبعض المسؤولين الأوروبيين تنم عن نظرة واقعية تجاههما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن