مقتل فرنسي في «اعتداء» بمحافظة بنزرت التونسية … بعد فوز سعيد بنسبة 76.9 بالمئة العرب يباركون لتونس رئيسها المتواضع
| الميادين- شينخوا
أعلن التلفزيون الرسمي التونسي مساء أول أمس المرشح قيس سعيّد رئيساً لتونس، حيث فاز بنسبة 76.9 بالمئة من الأصوات، حسب نتائج سبر الآراء، بدوره أكد سعيد الحفاظ على الدولة بتشريعاتها وقوانينها وقال إنه سيحرص على إعادة تنظيم العلاقات الداخلية بين الحكام والمحكومين ودعم القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويحتفل الناشطون العرب على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأحد بفوز المرشح قيس سعيّد في الانتخابات الرئاسيّة التونسيّة، وبالمثال الديمقراطي الذي برهنت عليه تونس كنموذج عربيّ واعد.
وترى فئة واسعة من التونسيين أن سعيد رجل الصرامة و«النظافة»، كما في نظر الناشطين العرب الذين احتفلوا بعد فوزه بكونه مستقلاً «ابن الطبقة الوسطى، المتحدث الطليق بالعربيّة الفصحى والمدافع الشرس عن القضيّة الفلسطينيّة».
ونافس سعيّد المرشح عن حزب «قلب تونس» نبيل القروي، الذي تمّ توقيفه بتهم متعلقة بالفساد وتبييض الأموال، وحامت في الآونة الأخيرة شكوك حول علاقته بشخص يدعى محمد بو دربالة وشركة الضغط الكندية Dickens and Madson التي يمتلكها ضابط سابق في الموساد الإسرائيلي.
وعبر ناشطون عرب من مختلف الجنسيات عن فرحهم بفوز سعيّد، وبالديمقراطية التي شهدتها الانتخابات التونسيّة والتي أفرزت رئيساً من خارج السلطة الحاكمة بعد «ثورة 2011».
ولاقت وسوم # تونس و# قيس_سعيد و# تونس_تنتخب تفاعلاً كبيراً على مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي وكانوا ضمن الوسوم الأكثر تداولاً في العديد من الدول العربية كلبنان ومصر والجزائر وقطر.
ولفت نظر الناشطين بشدة التمويل البسيط للحملة الانتخابية لسعيّد، وتبنيه نهجاً تقشفياً في إدارة حملته الانتخابية، واعتماده على المتطوعين من مؤيديه، ورفضه الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة للمرشحين.
وتشَدُّد سعيّد في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتمنيه في أوّل كلمته له بعد فوزه أن يرفع العلم الفلسطيني إلى جانب العلم التونسي خلال احتفالات أنصاره، موقفان شهدا ترحيباً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهتف التونسيون المحتفلون بفوز قيس سعيد في شوارع العاصمة التونسية « الشعب يريد تحرير فلسطين» و«فلسطين حرة حرة الصهيوني على برا»، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية.
واعتبر الناشطون أنّ سعيّد يقدم نموذجاً للرئيس العربي الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل قاطع، في وقت يتجه العديد من الدول العربية إلى التطبيع من دون الاكتراث بمواقف شعوبها الرافضة.
وشكر الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الشعب التونسي على دعمه الدائم لقضيته المحقة ضد الاحتلال الإسرائيلي، موجهين تقديرهم ودعمهم المطلق للتونسيين في مسارهم الديمقراطيّ.
كما بارك الناشطون العرب لتونس بانتخاباتها الديمقراطية وبفوز المرشح المستقل قيس سعيّد الذي اتخذ من عبارة «الشعب يريد» شعاراً لحملته، متمنين تطبيق الديمقراطية نفسها في بلادهم، بإجراء انتخابات نزيهة وفوز مستقلين بعيدين عن الأحزاب المتحكمة في السلطة.
ويعتبر النموذج التونسي اليوم فريداً وملهماً في العالم العربيّ وللشعوب العربية المعانية من أزمات اقتصاديّة كبيرة وحروب خانقة، ومن أحزاب رأى الناشطون أن أغلبيتها لا تمثلهم وتتحكم بالسلطة لمصالح ضيقة.
في سياق آخر أفادت وسائل إعلام رسمية ومحلية في تونس، بمقتل فرنسي وإصابة جندي أمس إثر «اعتداء» نفذه متشدد ديني بمحافظة بنزرت شمال البلاد.
وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية: إن شخصاً يبلغ من العمر «28 عاماً» عمد صباح أمس إلى «الاعتداء على عسكري بآلة حادة على مستوى الوجه قبل الفرار، ثم الاعتداء على شخص ثان يحمل الجنسية الفرنسية بمنطقة ساحة حمام الساحلي ببلدة جرزونة على مستوى الرقبة والوجه والصدر».
ونقلت الوكالة عن المدير الجهوي للصحة ببلدة جرزونة قوله: إن «المُصاب الأجنبي توفي جراء الإصابة قبل الوصول إلى مستشفى الحبيب بوقطفة الجامعي»، مضيفاً إن حالة الجندي مستقرة ولا تشكل خطورة حيث تم توجيهه للمستشفى العسكري بمدينة بنزرت.
من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني، أنه «تم التعرف على المعتدي وهو معروف في قضايا حق عام»، مشيراً إلى أن الوحدات الأمنية تبذل كل الجهود الممكنة لإيقافه والتعرف على خلفيات وظروف الحادثة.
وقبل ذلك، قالت وسائل إعلام محلية نقلاً عن مصادر أمنية لم تذكرها بالاسم، إن شخصاً أقدم على طعن جندي وسائح أجنبي في بلدة جرزونة.
ووصفت وسائل الإعلام ذلك المُعتدي بأنه «متشدد ديني، وتكفيري»، وأشارت نقلاً عن شهود عيان، إلى أنه ردد عبارة «الله أكبر..كفار وطواغيت» قبل الاعتداء على الجندي.
وكانت محافظة بنزرت شهدت في الثالث والعشرين من أيلول الماضي عملية طعن مُماثلة نفذها مُتشدد ديني حسب وصف وزارة الداخلية، ذهب ضحيتها ضابط شرطة وسط مدينة بنزرت.