الأولوية للانتشار على الحدود مع تركيا وأحياء شمال حلب في عهدة الجيش خلال يومين … العلم الوطني يرفرف فوق منبج والطبقة وتل تمر وانسحاب أميركي فرنسي من الشمال
| حلب - خالد زنكلو
رفع علم الجمهورية العربية السورية في مدينة «منبج»، وانتشرت وحداته في أحيائها، وفي تل تمر بريف الحسكة ومدينة الطبقة وعين عيسى بريف الرقة وغيرها من المدن والبلدات، معلناً دخول الشمال مرحلة ميدانية جديدة، ودخول «الحرب على سورية» مرحلة التغيرات الجذرية، التي تتم مع إعلان الولايات المتحدة وفرنسا بسحب قواتهما من الشمال السوري قريباً.
مصدر ميداني أكد لـ«الوطن»، أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة رفعت علم الجمهورية العربية السورية في مدينة منبج بقرية السلطانية مدخل منبج الشرقي، في وقت كان فيه ضباط برتب عالية يشرفون على انتشار الوحدات العسكرية في المدينة والريف، ويتفقدون وحدات الجيش المنتشرة في مدينة منبج والجبهات فيها.
هذا التطور جاء في وقت واصلت فيه ميليشيا «الوطني» حشودها في الطرف المقابل قادمة من جهة جرابلس، حيث توعدت في تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بدخول المدينة، لكن الجيش السوري لم يأبه للتهديدات وتابع تقدمه.
أهالي مدينة منبج رفعوا اللافتات التي رحبت بدخول الجيش السوري إليها، وكشف قائد ميداني في «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لـ«الوطن» أن معظم قيادييها ومقاتليها غادروا المدينة إلى عين العرب، وأنهم أزالوا أغلبية حواجزهم من مداخلها وشوارعها لتسهيل دخول الجيش السوري إليها.
وبين مصدر ميداني شمال شرق حلب لـ«الوطن»، أن الجيش السوري واصل تعزيزاته باتجاه عين العرب عن طريق سد تشرين ومن جهة بلدة صرين، ولفت إلى أن الجيش سلك طريق حلب الرقة للوصول إلى بلدة عين عيسى في ريف الرقة التي سيطر عليها، وواصل تقدمه منها نحو عين العرب التي هيمن في ريفها الجنوبي الغربي على بلدة الجلبية، وباتت تفصله عنها ٦ كيلو مترات فقط.
وبينت مصادر أهلية لـ«الوطن»، في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وبني زيد والسكن الشبابي شمال مدينة حلب، أن قوات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والعمود الفقري لـ«قسد»، ما زالت تحتفظ بحواجزها فيها، ونوهت بأن الأهالي خرجوا أمس بمظاهرات نددوا فيها بالغزو التركي للأراضي السورية، وطالبوا بإعادة سكان عين العرب، التي هجرتهم تركيا منها أثناء احتلالها، إليها.
وقال مصدر ميداني في «حماية الشعب» لـ«الوطن»: إنها ستخلي أحياء شمال حلب، التي هيمن عليها الإرهابيون سنة ٢٠١٣، واحتفظت بوجود فيها بعد طرد الإرهابيين من أحياء حلب نهاية ٢٠١٦، خلال اليومين القادمين بعد التوصل لتفاهمات مع الدولة السورية حول ذلك.
وحدات الجيش دخلت صباح أمس مدينة الطبقة وريفها، ومطار الطبقة العسكري وبلدة عين عيسى، بريف محافظة الرقة الشمالي وعدداً كبيراً من القرى والبلدات في أرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والشمالي.
واحتشد الأهالي على مدخل بلدة عين عيسى، لاستقبال وحدات الجيش، معربين عن ثقتهم بأن الجيش وحده القادر على حماية التراب السوري من أي معتد أو محتل.
كما دخلت وحدات أخرى من الجيش بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وسط ترحيب شعبي كبير، وتم رفع العلم الوطني فوق عدد من مؤسسات الدولة ومنها المدارس في مدينتي الحسكة والقامشلي.
دخول الجيش للمدن والبلدات شمالاً، رافقه استمرار للعمليات العسكرية التي يقودها العدوان التركي، والتي اعتبرها الكرملين بأنها لا تتطابق بشكل تام مع مبدأ احترام وحدة الأراضي السورية، وشدد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، في تصريح صحفي، أمس رداً على أن النقطة الأهم تكمن في «أن يتصرف الأتراك بشكل متكافئ مع الوضع وألا تعرقل الإجراءات التي يتخذونها تطوير التسوية السياسية في سورية».
الانتقاد الروسي انسحب على إيران التي اعتبر رئيسها حسن روحاني أن العدوان التركي على الأراضي السورية غير مقبول ويزعزع الاستقرار في المنطقة.
في الأثناء كشف موقع «روسيا اليوم» ووكالة «رويترز» أن وزارة الدفاع الأميركية أصدرت أوامر لجميع جنودها بالانسحاب من شمال سورية، من جانبها ذكرت مصادر لوكالة «أ ف ب»، أن فرنسا قد لا تجد أمامها من خيار سوى سحب قواتها من التحالف المزعوم ضد «داعش» في شمال سورية، وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي في باريس، أنه سيتم اتخاذ إجراءات «لضمان سلامة العاملين الفرنسيين العسكريين والمدنيين في المنطقة».
وكانت صحيفة «التايمز» كشفت الأسبوع الماضي، أن بريطانيا مستعدة كذلك لسحب قواتها الخاصة العاملة في شمال سورية، في حال انسحاب القوات الأميركية.