لا شك أن اجتماع اتحاد غرب آسيا بدمشق كان الحدث الأبرز ليس فقط على الساحة السلوية الأسبوع الماضي، بل الأهم على الساحة الرياضية، وخلال الأيام الأخيرة لرياضتنا وشارعها الذي بات ينتظر بلهفة لخبر مفرح، وبسمة حقيقية.
ما حدث بالمجمل يحسب لاتحاد السلة سواء أعجبنا أم لم يعجبنا، وسواء أحببناه أم لم نحبه، فالنتائج الكبيرة، تعكس قوة العمل بدءاً من استضافة أعضاء اتحاد غرب آسيا للاجتماع في دمشق وكسر الطوق الذي كان مفروضاً على رياضتنا، والأهم أن يثمر الاجتماع عن مقررات ما كنا نحلم بها قبل الأزمة، فكيف لها أن تتحقق في ظل الأزمة وتداعياتها.
قلناها مراراً بأن التحرك خارج حدود الملعب لا يقل أهمية عن التحرك بأرض الملعب، إن لم يكن أهم في بعض الأحيان والعمل الإداري يتوازى مع الجهد الفني، والدبلوماسية الرياضية الخارجية ضرورية وهاهي تثبت جدواها وتثمر عن قرارات لمصلحة سلتنا بعدما نجحت مؤخراً في دخول اتحادات غرب آسيا والاتحاد الأسيوي أيضاً، وبالتالي فالعلاقات الدولية الإيجابية ضمن المؤسسات الرياضية الإقليمية والقارية أعطت نتائجها الحقيقية على أرض الواقع.
منح سورية حق تنظيم بطولتي غرب آسيا لمنتخبات الشباب (تحت 18 سنة) والناشئات (تحت 16 سنة) مسألة مهمة لم تتحقق لكرة السلة السورية قبل الأزمة، فكيف للأمل أن يتحقق اليوم.
سلتنا حققت المراد من خلال استضافة حدثين دوليين مهمين، والثالث والأكبر هو إمكانية استضافة سورية لمباريات منتخبها لسلة الرجال على أرضها، فيما لو لم يعترض أي من المنتخبات التي سنواجهها في التصفيات الأسيوية.
الأحداث الثلاثة قوية ومهمة ومنتظرة، وسنوات طويلة لم نر فيها منتخبنا، أو أحد منتخباتنا يخوض مباراة رسمية على أرضه، واليوم تحلو تلك اللقاءات ولاسيما بعد النجاحات التي سجلتها السلة الأنثوية على الصعيد الدولي، سواء في الفئات العمرية للناشئات والشابات، أو حتى الآنسات.
والأهم أن تثبت كرة السلة السورية قدرتها التنظيمية على استضافة هذه الأحداث الرياضية الجماهيرية المهمة، فالبنية التحتية أساسية في هكذا استحقاقات دولية، سواء على صعيد اللوحات الإلكترونية، أم بالعمليات الإحصائية وتخديمها للمعنيين والمتابعين، أو بالجانب الإعلامي وسبل إنجاحه ولاسيما بوجود إعلاميين مرافقين لمنتخباتهم من بقية الدول.
ما حدث هو نجاح بالامتحان، وامتحان للنجاح، فهل نحن قادرون..؟!