أردوغان أكد إصراره على المضي بالعدوان وانشاء «الآمنة» بعمق 32 كم! … لافرنتييف: محادثات بين دمشق وأنقرة ولن نسمح بحدوث اشتباك بين الجانبين
| وكالات
مع تأكيدها أنها لم تؤيد العدوان التركي ضد سورية، كشفت روسيا أمس عن الحكومة السورية والنظام التركي يخوضان محادثات متواصلة على وقع هذا العدوان، وأكدت أن اتصالاتها مستمرة لتفادي حصول اشتباك بين الجيش العربي السوري وجيش الاحتلال التركي، وأنها لن تسمح بحدوث ذلك.
جاء ذلك بينما، أكد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أنه سيواصل عدوانه وأنه يعتزم إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» داخل الأراضي السورية بطول 444 كم وعمق 32 كم.
وكشفت المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، في تصريح صحفي له أمس نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن أن الحكومة السورية وحكومة النظام التركي تخوضان حواراً ومحادثات مستمرة على وقع العدوان التركي على الأراضي السورية.
وقال لافرنتييف، تعليقاً على احتمال اندلاع اشتباك عسكري بين سورية وتركيا: «أعتقد أن حدوث أي اشتباك ليس في مصلحة أحد بل أمر غير مقبول، ولهذا السبب نحن بالطبع لن نسمح بذلك».
وأشار لافرنتييف إلى وجود حوار مستمر بين الدولة السورية والنظام التركي، وأوضح في هذا السياق أن الاتصالات جارية «عبر قنوات وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات».
وشدد لافرنتييف على أن روسيا لم تؤيد أبداً العملية العسكرية التي يشنها النظام التركي شمال شرق سورية، على الرغم من التصريحات التي أدلى بها الجانب التركي.
وقال رداً على سؤال حول الموضوع: «لا، دعونا تركيا دائماً إلى ضبط النفس، واعتبرنا دائماً أن تنفيذ أي عملية عسكرية في الأراضي السورية أمر غير مقبول».
وأكد لافرنتييف ضرورة أن يكون أمن حدود سورية مع تركيا مضموناً من خلال انتشار قوات الجيش العربي السوري في الأراضي الواقعة على طول المنطقة الحدودية بين البلدين.
من جانبها، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن لافرنتييف قوله: إن «إقامة حوار كردي مع دمشق سيكون خطوة كبيرة في استعادة سيادة سورية وسلامتها الإقليمية واستقلالها».
في الأثناء عبّر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للصحفيين، حسب «روسيا اليوم» عن أمل موسكو في عدم وقوع اشتباكات بين الجيش العربي السوري وجيش الاحتلال التركي، بسبب العدوان الذي يشنه الأخير على الأراضي السورية، مشيراً إلى استمرار الاتصالات لتفادي ذلك.
وقال بوغدانوف: «نأمل ألا تحدث هناك أي اشتباكات، على العكس، تجري اتصالات من أجل وضع طرق (لمعالجة القضية) وفقاً لأحكام ومبادئ القانون الدولي وأخذا في الاعتبار المصالح المشروعة لكافة الأطراف المعنية».
ورفض بوغدانوف التعليق على تقارير تتحدث عن وساطة روسية بين دمشق والمجموعات الكردية المسلحة، مكتفياً بالقول: «طبعاً، نأمل في أن يتوصلوا إلى توافقات، يجب أن يتوافق الجميع بمن فيهم السوريون والأكراد، والسوريون والأتراك».
بموازاة ذلك، كشفت صحيفة «جمهوريات» التركية المعارضة نقلاً عن مصدر، حسب مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة، أن وزير دفاع النظام التركي التركي، خلوصي أكار، أكد أن بلاده تبحث عن قناة تواصل مع الحكومة السورية، وأنها تحاول التواصل وإجراء مباحثات معها عبر مؤسسات.
جاء ذلك، في حين أكد أردوغان أنه سيمضي في عدوانه على الأراضي السورية، وأعلن هامش اجتماع القمة السابعة لـ«المجلس التركي»، للدول الناطقة بالتركية في العاصمة الأذرية باكو، عن أنه يعتزم إنشاء «المنطقة الآمنة» داخل الأراضي السورية بطول 444 كم وعمق 32 كم.
وقال أردوغان حسب «روسيا اليوم»: «الدعم المقدم حتى اليوم لقرابة 4 ملايين من طالبي الحماية في بلدنا معروف، ونفقاتنا تجاوزت 40 مليار دولار، وقلت لجميع القادة تقريباً، هلمّوا لنعلن شمالي سورية منطقة آمنة، الكل قال جميل، ولكن عند تقديم الدعم لم يخرج ولا قرش من جيوبهم».
وأضاف: «إننا الآن نعلن إنشاء منطقة آمنة بطول 444 كم من الغرب إلى الشرق وبعمق 32 كم من الشمال إلى الجنوب، سيعود إليها اللاجئون الذين في بلدنا»! في إشارة إلى نيته الاصطدام مع قوات الجيش العربي السوري التي بدأت انتشارها في المنطقة.
على صعيد متصل، هاجم أردوغان جامعة الدول العربية على خلفية إدانتها للعدوان التركي على سورية في مقال له نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، حسب وكالة «الأناضول».
وقال أردوغان: «إن الجامعة العربية بقراراتها التي لا تعكس النبض والمشاعر الحقيقية للشارع العربي، فقدت شرعيتها»!