سورية

نزوح مئات الآلاف.. ومخاوف من انقطاع المياه.. ومنظمات إغاثة أوقفت عملها … «نبع السلام» يتسبب بكارثة إنسانية في شمال وشمال شرق سورية … الأمم المتحدة تحمل نظام أردوغان مسؤولية الجرائم بحق المدنيين

| الوطن- وكالات

أكدت منظمات دولية وإغاثية، تسبب العدوان الذي يشنه النظام التركي في مناطق شمال وشمال شرق سورية بكوارث إنسانية، على حين حملت الأمم المتحدة نظام رجب طيب أردوغان المسؤولية عن الجرائم التي ترتكبها الميليشيات المسلحة التابعة له ضد المدنيين في المنطقة.
وفي بيان تلقت «الوطن» نسخة منه قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «تتسبب الأعمال الدائرة بآثار مدمرة على السكان المدنيين، إذ يفر عشرات الآلاف من بلداتهم وقراهم الواقعة بالقرب من الحدود (مع تركيا)، وقد تسفر الأعمال القتالية الدائرة عن نزوح نحو 300 ألف شخص يعيشون في مدن رئيسية في محافظتي الحسكة والرقة، التي تدور حولهما الأعمال القتالية الحالية».
ولفتت اللجنة إلى أن انقطاع المياه يمثل أحد التحديات الرئيسية التي تعمل اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري على مواجهتها، مؤكدة أن هناك مخاوف من انقطاع المياه تماماً عن مدينة الحسكة التي يبلغ تعداد سكانها 400 ألف نسمة تقريبًا، على إثر تضرر محطة المياه الرئيسية التي تخدم المنطقة.
ولفتت اللجنة إلى أن المدنيين الذين فروا من ديارهم بحاجة إلى مأوى ومساعدات إنسانية عاجلة.
وكمثال لمدى الضرر الواقع على إحدى الأسر من جراء القتال، نقلت اللجنة عن المواطنة أم علي، (38 عاماً)، من بلدة عين عيسى قولها: «لم نكد ننتهي من تناول الغداء حتى وقع انفجار هز أركان منزلنا. تملك الذعر أطفالي الصغار وأخذوا يبكون. أسرعت بأخذ الأطفال أنا وزوجي وغادرنا المنزل وسرنا لساعات. لم يكن بحوزتنا أي مال لاستئجار سيارة تقلنا إلى الحسكة، لذا استغرق وصولنا إلى المدينة يومين. والآن نحن نقيم في هذه المدرسة حيث نشعر ببعض الأمان، ولكننا لم نحضر معنا أي طعام أو مياه أو فُرُش للنوم».
على خط مواز، قال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، روبرت كولفيل في إفادة صحفية في جنيف، وفق وكالة «رويترز»: إن المكتب حصل على لقطات تصور عمليات القتل التي نفذها فيما يبدو مقاتلو جماعة «أحرار الشرقية» قرب منبج.
وأضاف: «تركيا قد تعتبر دولة مسؤولة عن انتهاكات جماعات تابعة لها ما دامت تمارس سيطرة فعالة على هذه الجماعات أو العمليات التي حدثت خلالها تلك الانتهاكات».
وأعلنت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في بيان، حسب وكالة «أ ف ب» أن منظمات إغاثة دولية أوقفت عملها وسحبت موظفيها من شمال شرق سورية، محذرة من التداعيات الإنسانية لذلك، بعد أسبوع من بدء النظام التركي والمليشيات المسلحة الموالية له العدوان على شمال شرق سورية.
وقالت الإدارة الذاتية في بيان: «ازدادت الأوضاع الإنسانية التي يتعرض لها أهلنا النازحون من المناطق التي طالها العدوان سوءاً، وسط انقطاع تام للمساعدات الإنسانية وقيام جميع المنظمات الدولية بإيقاف عملها وسحب موظفيها من مناطق (سيطرة) الإدارة الذاتية»، التي ذكرت، وفق «رويترز» أن أكثر من 275 ألف شخص نزحوا بسبب العدوان التركي.
وأعلنت منظمة «ميرسي كور» الإثنين «تعليق عملياتها في شمال شرق سورية وإجلاء موظفيها الدوليين» في منطقة عملت فيها منذ عام 2014 لتقديم المساعدات الإنسانية.
ووصف نائب مدير المنظمة لشؤون سورية مايد فيرغسون ما يحدث بأنه «السيناريو الكابوس»، وقال: «هناك عشرات آلاف الفارين ولا يمكننا الوصول إليهم».
وأضاف: «سحبنا موظفينا الدوليين من شمال شرق سورية، لم نعد قادرين على العمل بفاعلية تحت القصف الكثيف مع طرقات مغلقة وتغير دائم للأطراف المسلحة على الأرض».
وكانت نحو 14 منظمة إنسانية غير حكومية بينها مرسي كور وأوكسفام حذرت الأسبوع الماضي من تداعيات العدوان، منبهة إلى أنها قد تضطر إلى وقف المساعدات ونقل موظفيها.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ليلاً أنه «نتيجة التطورات الأخيرة، فإن المزيد من طواقم المنظمات الدولية اضطرت للانسحاب وتعليق العمليات».
وقال إنه بدءاً من الإثنين، «بدأ العاملون الدوليون في عمليات المنظمات الدولية غير الحكومية العابرة للحدود» الانتقال إلى أربيل أو دهوك في إقليم كردستان العراق.
ولا يشمل قرار تعليق البرامج وكالات الأمم المتحدة، وفق ما أكد متحدثون باسمها.
وتسبّب عدوان النظام التركي منذ الأربعاء الماضي، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، باستشهاد نحو 70 مدنياً وإصابة العشرات في منطقة تفتقد مستشفياتها للإمكانات.
وأحصت منظمة «يونيسيف» وجود 70 ألف طفل بين إجمالي النازحين الذين فروا من منازلهم، مشيرة إلى تعرض «ثلاثة مراكز طبية ومركبات تقدّم الرعاية الطبية ومدرسة للقصف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن