ليون زكي: الفرصة سانحة وملحّة لإنشاء «لوبي مشرقي»… والبداية من الولايات المتحدة
أكد الكاتب والباحث السوري ليون زكي أن الفرصة مواتية وملحّة الآن، أكثر من أي وقت مضى، لتأسيس «لوبي مشرقي» للدفاع عن حقوق المشرقيين ومساعدتهم على التشبث بأرضهم، على أن تنطلق الفكرة في بداياتها من الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح زكي في مداخلته خلال المؤتمر الأول للقاء المشرقي، الذي عقد في ١٤ الجاري وعلى مدار يومين في فندق هيلتون حبتور- بيروت برعاية وحضور رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، أنه لطالما جرى الحديث في الندوات والمؤتمرات خلال السنوات الماضية عن الأفكار والطروحات التي تشجع المشرقيين على التشبث بأرضهم «ونحن بأمس الحاجة اليوم كمشرقيين، وفي هذه المرحلة الدقيقة والحساسة سياسياً واقتصادياً، وأكثر من أي وقت مضى، إلى وحدة الصف وتجاوز الطائفية والمذهبية وترجمة الأقوال إلى أفعال، وذلك عبر إنشاء لوبي مشرقي في عواصم القرار، على غرار اللوبي اليهودي وحتى الأرمني الذي تشكل أخيراً في الولايات المتحدة، للدفاع عن حقوق المشرقيين ومساعدتهم على التمسك بأرضهم، كما كنا ننادي ونطالب في كل مناسبة ومن دون نتيجة تذكر إلى اليوم».
وشدد زكي في المؤتمر، الذي حمل عنوان «لقاء وصلاة فطور، لبنان وطن الحوار والحضارات» وشارك فيه مسؤولون لبنانيون ومن خارج لبنان حاليون وسابقون، على أن الخطوة الأولى والعملية لذلك «هي بعقد مؤتمرات في عواصم الحل والقرار في بلدان الاغتراب، وبخاصة في الولايات المتحدة، وبحضور مغتربين مشرقيين ووزراء ونواب حاليين أو سابقين فيها، ومن الإعلاميين والاقتصاديين كذلك، بهدف تأسيس وتنظيم وتفعيل اللوبي المشرقي وتحقيق مآربه في خدمة المشرقيين».
وفيما أشار رئيس مكتب الحوار وأمين سر لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين في الفاتيكان المونسنيور خالد عكشة، بعد الافتتاحية، إلى «رسالةِ التعددية والعيش المشترك والعدالة والمساواة بين المواطنين» في لبنان، لفت مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار إلى أن «العيش المشترك يعني وجود الآخر الذي ليس قاصراً على أتباع الرسالات السماوية، بل حتى أولئك الذين لا يعرفون معنى للوحي أو للمعجز».
ورأى رئيس اللجنة الرئاسية العليا الفلسطينية لشؤون الكنائس الوزير رمزي الخوري أن المسيحية في الشرق «هي جزء متأصل لا ينفصل عن الهوية، مستقبل المسيحيين المشرقيين لا يكون بالانعزال والتقوقع ولا بالهجرة والاغتراب والاستسلام لقوى الشر والتطرف، بل بالتصدي والمواجهة»، على حين خاطب أمين عام اللقاء المشرقي ورئيس الرابطة السريانية حبيب أفران الرئيس اللبناني ميشيل عون بالقول: «نحن نعتبر أن فخامتكم هو الرئيس المشرقي بامتياز، ليس لأنه الرئيس المسيحي الوحيد من إندونيسيا إلى المغرب، بل لأنه بعمق إدراكه أكد أن الشرق جذورنا وساحاتنا».
بدوره، بيّن عون في كلمته بعد افتتاح المؤتمر أن المشرق هو أكثر بكثير من منطقة جغرافية «هو فكرة، هو روح، هو أرض جمعت وحضنت.. هكذا كان عبر التاريخ وهكذا يجب أن يبقى، نموذجاً مستقبلياً للبشريّة جمعاء وصورة مشرقة لثقافة السّلام». وأردف: «كلّ واحد منّا هو الآخر بالنسبة لآخر، ومعلوم أنه إذا خالفك آخر فافتح معه حواراً، لأن الإنسان عدو لما ولمن يجهل». وأشار إلى أن مفهوم الإسلاموفوبيا «جزء من الحرب في المشرق، لتستفيق العنصرية، وتتعاقب أجيال خائفة متعصبة وحاقدة. ويصبح الحديث عن صراع الأديان والحضارات حقيقياً وواقعاً. والمطلوب تفتيت المشرق طائفياً ومذهبياً وعرقياً وجغرافياً تمهيداً لإرساء تحالفات على أسس عنصرية، مذهبية وإثنية، تتماشى مع ما يُرسم للمنطقة، والذي صار يُعرف باسم صفقة القرن. وإسرائيل تسعى لفرض أمر واقع جديد، بدءاً بتهويد القدس، مروراً بسياسة الاستيطان والتشريعات العنصرية».
وتطرق عون إلى ما يسمى «الربيع العربي»، فقال: «مشرقنا يتعرض لخضات كثيرة: حروب داخلية ربيعية مزقت مجتمعاتنا، وحروب إرهابية تدميرية خلفت مئات آلاف الضحايا والمهجرين، وحفرت ذاكرة أجيالنا بصور وحشية لن تمحى بسهولة، وصبت حقدها على معالم تاريخية ودينية وثقافية. وهناك حروب اقتصادية فرملت كل محاولات النمو وأضعفت الإنتاج فتلاحقت الأزمات».