ثقافة وفن

أديب الطفولة والطفل عبد الرزاق جعفر

| وائل العدس

في الجزء الخامس والأربعين من سلسلة «إعلام ومبدعون» الشهرية الموجهة لليافعة، أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب كتاباً يسلط الضوء على حياة أديب الطفولة والطفل الراحل عبد الرزاق جعفر من تأليف الكاتب سراج جراد مؤلف من 53 صفحة من القطع الصغير.
جعفر أديب سوري، كتب الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي، فكان متميزاً ومبدعاً، وقد تفتقت موهبته في أدب الطفل أيضاً فكتب القصة القصيرة المتميزة للأطفال، فضلاً عن الحكاية والطرفة والتمثيلية والمسلسل، وكل ما يمتعهم ويرقى بملكاتهم الفكرية والوجدانية والأخلاقية، ولم يهمل فعالية من فعالياتهم الفنية والفكرية إلا وشارك فيها حاملاً سنيّ حياته على عاتقه، فترك لنا إرثاً معرفياً غنياً تتناقله الأجيال.

وجاء في الكتاب أن الأديب الراحل ولد في مدينة دير الزور، وحصل على الإجازة في التربية من كلية التربية في دمشق عام 1957، ثم حاز درجة الدبلوم العامة في التربية عام 1962 حول «المرأة والتعليم في سورية»، ثم نال الدكتوراه في علوم التربية من جامعة كان الفرنسية.
عمل مدرساً لمواد التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد في دور المعلمين والمعلمات في سورية منذ عام 1957، وانتخب عضواً للمكتب التنفيذي لنقابة المعلمين عام 1970.
تسلّم رئاسة تحرير مجلة «صوت المعلمين»، ودرّس في قسنطينة في الجزائر، ونشر العديد من القصص في مجلات محلية وعربية، كما أذيعت له بعض الأعمال القصصية في الإذاعة والتلفزيون.
شارك في دورة لإعداد وإخراج برامج الأطفال في التلفزيون العربي السوري لعام 1992، وشارك في ندوة «البيئة والأطفال» التي أقامها اتحاد الكتّاب العرب بالتعاون مع اليونيسيف عام 1994، وحاضر في كلية التربية في دمشق لعدة سنوات.
هو عضو اتحاد الكتّاب العرب، وعضو جمعية القصة والرواية، وعضو جمعية أدب الأطفال، وكاتب قصة متميز للأطفال والكبار.
صديق الأطفال

ذكر الكاتب أنه قلما تجد في عالم الأدب أديباً سخّر أدبه وقلمه وحياته للأطفال مثلما كان الدكتور عبد الرزاق جعفر الذي نجده قد تفرّغ لأدب الطفل وترك موروثاً كبيراً من هذا الأدب الذي تربى عليه جيل كبير من الأطفال، والمتتبع لنتاجه الأدبي يجد هذا الاهتمام واضحاً في كتاباته.

الأديب الناقد
اهتم الدكتور جعفر بالدراسات والأبحاث النقدية التي تتعلق بأدب الطفل، ولعل «أدب الأطفال» و«الحكاية الساحرة» و«الأطفال والكتاب» و«الأطفال والشعر» من أشهر أعماله الأدبية، والمطلع عليها يجد البعد النقدي الذي يتعامل معه، والأسس النقدية التي ينطلق منها، والقواعد المرنة والتوجيهات للأدباء عامة في أثناء كتابتهم للأطفال.
لعلنا نرى أن الباحث ينطلق من كتابته للطفل من خلال دراسة علم نفس الطفل لأهميته في التعامل ومن منحه القدرة على توصيل الفكرة إليه.

الخيال العلمي
يرى جعفر أن الطفل يبحث في الخيال العلمي عن أمور كثيرة، من بينها إرضاء فضوله إزاء العلم، وإزاء استكشاف الفضاء والعوالم المجهولة.

وفاته
مرض الدكتور عبد الرزاق وأجرى عملية في القلب وبقي شهراً كاملاً في المشفى، كان على الرغم من حالته الصحية الصعبة ممسكاً بقلمه ودفتره يدوّن فيه خواطره وعناوين قصصه التي ينوي كتابتها. كان يسأل كل من يزوره أو يلتقيه عن الجديد، وعن أهم ما تطبعه المطابع من جديد في أدب الأطفال.
وقد اشتد المرض عليه، وأصبح غير قادر على التواصل مع الآخرين، وفي يوم الثلاثاء 29/10/1997 توفي، وكانت وصيته أن يدفن في مسقط رأسه بعد حياة مليئة بالبحث والإبداع، وقد استقبلته مدينته بالحب والوفاء، فخرجت كلها في تشييعه وأقام له اتحاد الكتّاب العرب في دير الزور تأبيناً حضره كبار الأدباء والمبدعين، وألقيت الكلمات والقصائد التي تترجم حب زملائه له وتقديرهم لحياته الحافلة بالتأليف والعطاء.

مؤلفاته
للدكتور عبد الرزاق جعفر كثير من المؤلفات منها:
– أدب الأطفال، اتحاد الكتّاب العرب، 1979.
– وادي النقاء، قصة طويلة مستمدة من التراث، وزارة الثقافة.
– الحكاية الساحرة، اتحاد الكتّاب العرب، 1985.
– الطفل والثقافة، دار ابن هانئ، دمشق 1986.
– النوم والأحلام وأحلام الأطفال، دار الأهالي، دمشق 1988.
– سادة الندى من أدب أميركا اللاتينية «ترجمة»، دار المثلث، بيروت 1981.
– حمدان، قصص، اتحاد الكتّاب العرب، 1982.
– البحيرة، من الأدب الياباني.
– ليالي أجمل من أيامكم، رواية من الأدب الفرنسي، دار ابن هانئ، دمشق 1986.
– العاشق، رواية من الأدب الفرنسي، دار منارات، عمان 1986.
– ترجم بالتعاون مع الدكتور ميخائيل أسعد بعض الكتب في علم النفس والتحليل النفسي منها «فن التحليل النفسي، طفلك والجنس، انزع القناع من نفسك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن