اعتبر المستشار الإعلامي السابق لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين، ريزان حدو، أن من واجب السوريين جميعاً دعم الاتفاق بين دمشق و«قسد» وترسيخه كخيار وقرار إستراتيجي وليس تكتيكياً.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أشار حدو إلى أن «سورية مقبلة على عدة استحقاقات مهمة، اللجنة الدستورية، انتخابات مجلس الشعب، انتخابات الرئاسة، وينبغي أن نخوض هذه الاستحقاقات معاً في الخندق ذاته لتحقيق الأهداف ذاتها، لكي نعزز من موقفنا كسوريين ونشد من أزر بعضنا بعضاً، فالانتصار العسكري يجب أن نرسخه بانتصار سياسي وهذا يجب أن يكون هدفنا كسوريين وطنيين».
ولفت حدو إلى أن الغاية الحقيقية وراء مشروع ما يسمى «المنطقة الآمنة» التي أعلن عنها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا، هو إنشاء جدار بشري داخل الأراضي السورية على غرار الجدار الإسمنتي التي بناه على طول الحدود السورية التركية.
وحسب حدو، فإن الهدف من هذا الجدار البشري هو السيطرة على الشمال السوري عبر إنشاء مستوطنات تضم الحاضنة الشعبية للنظام التركي من تنظيم «الإخوان المسلمين»، وهو خطوة على طريق تكرار السيناريو القبرصي، لافتا إلى أن «مثل هذا الجدار البشري سيمثل حارساً أميناً غير مكلف للحدود التركية، ومستودعاً كبيراً للعناصر الإرهابية يتم استخراجهم وإرسالهم إلى دول ومناطق أخرى حسب المصلحة التركية، وفي حال تعذر تحقيق الهدف الثاني تكون الخطة التركية البديلة هي الإمساك بالشمال السوري كورقة تفاوض، وبالتأكيد سيكون الملف الكردي حاضراً كأحد الأهداف التركية مع تأكيد أنه ليس الهدف الرئيس والإستراتيجي للمشروع التركي».
وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي التركي، اعتبر حدو أن هذا الاتفاق «فيه غموض وهناك نقاط بحاجة للتوضيح»، مشيراً إلى أن نائب الرئيس الأميركي تحدث كثيراً عن انسحاب «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، «لكن لم يكن هناك أي إشارة إلى انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية التي احتلتها، وعلى الأقل مبدئياً كخطوة أولى انسحاب الجيش التركي وأدواته من الأراضي السورية التي احتلتها منذ 9 من تشرين أول ناهيك عن عفرين»، ولافتاً إلى أنه «إذا كان الجيش السوري هو من سيحل محل «قسد» في المناطق التي حسب مايك بانس يجب أن تنسحب منها «قسد» فهذا أمر مرحب به، أما إن كان الجيش التركي هو الذي سينتشر أو هو الذي سيشرف على تلك المناطق عبر ما يسمى «الجيش الوطني» الحليف لأنقرة، فهذا معناه استكمال للتغيير الديمغرافي، ولكن هذه المرة تحت مسمى اتفاق السلام، وسكان تلك المناطق لم ولن يقبلوا أن يعيشوا تحت سلطة أنقرة وحلفائها من الفصائل».
ووجه حدو رسالة لقادة «قسد»، مذكراً إياهم بأن دماء آلاف الشهداء سالت دفاعاً عن الأرض، ومقاومة عفرين أمانة في أعناقكهم، لذلك عليهم «ألا يقبلوا بالاحتلال التركي للأرض سلماً، بعد أن عجز عن احتلالها حرباً، وإن كان الانسحاب لا مفر منه فعليهم إكمال الاتفاق مع الجيش السوري، لينتشر في كامل جغرافيا شمال شرق سورية، والقتال تحت لواء الجيش السوري لسحب ذريعة التركي»، داعياً إلى أن يكون شعارهم: «لا للثقة بالأميركي، لا للتغيير الديموغرافي باسم السلام، لا للمنطقة الآمنة التركية، لا لنسيان الأراضي المحتلة».
ونبه حدو من أن الاتفاق الأميركي التركي جاء ليؤكد المؤكد، أن لواشنطن حليفين إستراتيجين فقط في المنطقة هما تركيا وكيان الاحتلال «الإسرائيلي»، والرئيس الأميركي رمى حبل النجاة لأردوغان بعد أن قلب اتفاق دمشق مع «قسد» وتحرك الجيش السوري إلى الشمال الطاولة على عملية «نبع السلام» المتعثرة، فوجد أردوغان نفسه محشوراً بزاوية العودة إلى التنسيق مع الحكومة السورية، استناداً إلى تفاهمات ما قبل 2011، حيث كان من المنتظر أن يكون لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان الأسبوع المقبل بمنزلة إعلان أردوغان عن خضوعه وإذعانه للوضع الجديد بما فيه من تحجيم للدور التركي في سورية، ولكن الأميركي عاد وخلط الأوراق من جديد، مشدداً على أنه ينبغي الانتظار لمعرفة كيفية وماهية رد محور «دمشق- طهران- بكين- موسكو» على الاتفاق الأميركي التركي.