سورية

من المستحيل إجراء انتخابات فلسطينية شاملة في ظل حالة الانقسام … أبو السعود لـ«الوطن»: العدوان التركي على سورية غيّر قواعد الاشتباك

| فلسطين المحتلة - حاوره محمد أبو شباب

قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد أبو السعود: إن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تصدت بقوة للعدوان التركي، وإن نهاية المجموعات الإرهابية اقتربت وسيتم طردهم من كل الأرض السورية، منتقداً بقوة موقف حركة حماس من العدوان التركي لافتاً إلى أن محور المقاومة يزداد قوة.
وأشار أبو السعود إلى أنه من المستحيل إجراء انتخابات حرة يشارك فيها الكل الفلسطيني في ظل حالة الانقسام الفلسطيني الراهنة، ورفض حركة حماس لإجراء تلك الانتخابات في قطاع غزة من دون توافق وطني شامل على عقد انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة، محذراً في الوقت ذاته من خطورة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الأسرى داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة أن هناك من مضى على وجودهم بشكل متواصل 37 عاماً في سجون الاحتلال يتعرضون للتعذيب والتنكيل والقمع والعقاب وضغوط مادية ومعنوية ونفسية.
ولإلقاء الضوء على مزيد من التفاصيل حول العديد من الملفات الساخنة حاورت «الوطن» عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير السابق في معتقلات الاحتلال أحمد أبو السعود وهذا نص الحوار:
• سورية تعرضت لعدوان تركي قراءة في هذا العدوان والموقف العربي والإسلامي منه، وكذلك الموقف الفلسطيني وخاصة الفصائل الفلسطينية
تعرضت سورية على مدى أكثر من ثماني سنوات لهجوم عالمي بهدف المس بمكانتها السياسية ودورها الإقليمي، لكنها بقيت صامدة وعصية على التطويع أو التطبيع، وكل من حلم بنهش لحم سورية انكفأ خائباً سواء كان أميركياً أو إسرائيلياً أو الدول الرجعية، وها هي تركيا تحاول محاولتها الأخيرة في احتلال جزء من الأرض السورية، إلا أن الشعب والجيش والقيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد يتصدون بقوة لهذا العدوان إلى جانب الموقف الرافض من أغلبية الدول العربية باستثناء قطر، وكذلك دول العالم ترفض هذا العدوان باستثناء حكومة الاحتلال الصهيونية، وموقف حركة حماس الذي خرج عن الإجماع الفلسطيني بتأييد العدوان التركي، وهذا فيه استهجان واستنكار فلسطيني قبل أن يكون عربياً، فنحن شعب يقاتل منذ أكثر من مئة عام ضد الاحتلال كيف لحركة حماس التي تمثل جزءاً من الشعب الفلسطيني أن تؤيد عدواناً كهذا؟
• كيف سيسهم هذا العدوان في تغيير قواعد الاشتباك والخارطة السياسية في سورية وكذلك على محور المقاومة؟
أعتقد أن العدوان التركي على شمال سورية سوف يسرع بإنهاء وجود الإرهابيين على الأرض السورية وتطهيرها من الإرهاب وإخراج كل من فرضوا وجودهم على الأرض السورية بحجة مقاومة الإرهاب، من وجود عسكري أميركي أو رجعي عربي أو اعتداءات صهيونية وغيرها، بالتالي فإن القوات الإرهابية والدول المعادية لسورية ستنهزم، ويقوى محور المقاومة وتشرع سورية باستعادة دورها وحضورها ومكانتها من خلال إعادة البناء والدور الإقليمي في المنطقة.
• كيف تبدو أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلات الاحتلال وصمود الأسرى؟
الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال تمكنوا من خلال نضالاتهم فرض حضورهم واستقطاب دعم فلسطيني وبعض الدعم العربي والعالمي، أي باتت قضية الأسرى أكثر حضوراً من السابق، وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هي الاعتداءات المستمرة على الأسرى باستهداف حياتهم وكرامتهم وكرامة ذويهم يومياً، ما يدفع الأسرى إلى إعلان الإضرابات عن الطعام بين وقت وآخر، عدا الإضرابات الفردية شبه الدائمة من المعتقلين الإداريين، ورغم كل ذلك فإن الأسيرات والأسرى من أطفال وزهرات وشيوخ وأسرى مرضى بالمئات وقدامى الأسرى خاصة هناك من مضى على وجودهم بشكل متواصل 37 عاماً في السجون يتعرضون لتعذيب وتنكيل وقمع وعقاب وضغوط مادية ومعنوية ونفسية، أهمية الوقوف لجانب الأسرى بكل الاشكال الممكنة تعبر عن موقف سياسي وإنساني ووطني وقومي.
• هناك توجه لدى السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات تشريعية باعتقادك هل ستنجح هذه التجربة في ظل عدم التوافق الوطني عليها؟
مؤخراً قدمت ثمانية فصائل فلسطينية موقفاً موحداً يعبر عن الأغلبية العظمى من أبناء الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام ووضعت آلية للشروع بذلك وقدمت الأفكار لطرفي الانقسام، فتم رفضها من قيادة السلطة الفلسطينية في رام اللـه وتم قبولها من قيادة حماس، وفي محاولة للالتفاف على موقف الفصائل الثمانية قدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استعداده للانتخابات، للأسف ما يزال الانقسام سيد الموقف ولم يقدم طرفاه استعدادا لتجاوزه لأن لكل طرف أجندة ترتبط بدول وقوى خارج نطاق الشعب الفلسطيني، وطالما لم ينته الانقسام وتتم بلورة موقف وطني فلسطيني فلن تنجح أي انتخابات حتى البلدية منها، لأنها ستعبر فقط عن اتجاه وليس عن الشعب كاملاً، وخاصة أن المتفق عليه سابقا انتخابات للمجلس الوطني أينما أمكن ذلك والتوافق عندما يتعذر بأي مكان، معها انتخابات للمجلس التشريعي ولرئاسة السلطة الفلسطينية، حتى لو أصرت السلطة الفلسطينية على الانتخابات بمفهومها، فلن تسمح حكومة الاحتلال بإجرائها في القدس، مثلما لن تسمح حماس بها في غزة، بالختام لن تنجح قضية وطنية كالانتخابات دون موقف وطني متفق عليه.
• استمرار الاحتلال الإسرائيلي في المماطلة في تنفيذ تفاهمات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة هل يقرب المواجهة مع الاحتلال؟
اثبت الاحتلال على مدى عمره أن هدفه اقتلاع الشعب الفلسطيني من الأرض الفلسطينية، وكل الاتفاقات التي جرى توقيعها بين الفلسطينيين والاحتلال لاقت مماطلة وتسويفا في التزام حكومات الاحتلال بها، وهي خارجة على القوانين الدولية بدعم أميركي وصمت عربي وعالمي، لذلك لا جديد حينما يماطل الاحتلال بتنفيذ أي تفاهمات هنا أو هناك، أما حول بعد أو قرب المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، اعتقد أن الاحتلال الصهيوني ليس من مصلحته على الأقل في هذه الأوقات الدخول في مواجهة كبرى لأنه سيكشف عن عجز أكثر أمام المقاومة الفلسطينية، فعلى مدى سنوات طويلة عجز الاحتلال عن مواجهة الصواريخ التي تمتلكها المقاومة، وسيعتمد فقط على ضربات هنا وهناك وخرق التفاهمات أحياناً وقبولها حينا.
• ما مستقبل الاتفاقيات مع الاحتلال في ظل حديث السلطة الفلسطينية أكثر من مرة عن الانفكاك من هذه الاتفاقيات؟
لا اتفاق مع الاحتلال الذي يشكل أغلبية مجتمعة قوى يمينية حاقدة وترفض أي وجود فلسطيني أو عربي على الأراضي المحتلة، وقد وقال خبراء في سياسات حكومات الاحتلال، أن ما يسمى دولة الكيان الصهيوني لا تقبل بأي أمر إلا حينما يصوب المسدس لرأسها، والحل هو المقاومة وتطوير وسائلها وأشكالها حتى اقتلاع الاحتلال من الأراضي الفلسطينية والعربية طال الزمان أم قصر، أما السلطة الفلسطينية وتهديداتها فهي بهدف الضغط على الاحتلال كخطوة تكتيكية ليس أكثر، بهدف تحقيق مطالب تكتيكية، هناك قرارات صدرت عن المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني وقطع العلاقات مع الاحتلال ولم يتم تنفيذها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن