شؤون محلية

مهندسو إسمنت حماة وفروا 200 ألف لتر مازوت سنوياً

| حماة - محمد أحمد خبازي

استطاعت الشركة العامة لصناعة الإسمنت ومواد البناء بحماة التغلب على إجراءات الحصار الغربي المفروض على استيراد القطع التبديلية للمنشآت العامة عبر ابتكار معدات وأساليب جديدة للعمل والتنوع بالإنتاج، ما ساهم في توفير اعتمادات كبيرة من القطع الأجنبي، وتخفيض كلف الإنتاج وتأمين الإسمنت لمشاريع بعض الجهات العامة، إضافة إلى السوق السورية، ما انعكس على زيادة أرباحها.

وبيَّنَ مدير الشركة علي جعبو لـ«الوطن» أن الشركة وبكوادرها من مهندسين وفنيين نجحت بكسر الحصار الجائر على سورية ومنعكساته السلبية وفي التغلب على تأمين قطع التبديل اللازمة لاستمرار إنتاج الشركة وصمودها في وجه الإرهاب، وتغطية حاجة السوق المحلية من مادة الإسمنت الأساسية في عملية البناء وإعادة الإعمار.
وأوضح أن من أبرز أعمالها إنتاج الإسمنت المقاوم للكبريتات، والإسمنت الخاص بآبار النفط بالطريقة الجافة لأول مرة في سورية ما غطى احتياجات السوق من هذين الصنفين بأيد وخبرات وطنية، بدلاً من الاتجاه إلى استيرادهما من الخارج.
وهو ما وفر مئات الملايين من الليرات، لأن استهلاك الفيول بالإنتاج بالطريقة الجافة أقل بكثير من الطريقة الرطبة.
وقال جعبو: غيّرت الشركة نظام التحكم بمستف المواد الأولية من سلكي إلى لاسلكي، حيث توصل الكادر الفني بعد عدة تجارب إلى استخدام تجهيزات لاسلكية تنقل الإشارة إلى المستف وبوثوقية عالية، ما أتاح الاستغناء بشكل كامل عن المنظومة القديمة المصممة من قبل شركات عالمية، ما حقق وفراً سنوياً يقدر بنحو 2 مليار ليرة، إضافة إلى أن الأعطال في نظام التحكم الجديد نادرة الحدوث ويمكن إصلاحها بسرعة كبيرة وكلفة منخفضة ما انعكس إيجابياً على استقرار الإنتاج.
وأضاف جعبو: كما تمت الاستفادة من الطاقة الحرارية المنبعثة من مبرد الكلنكر، حيث جرب الكادر الفني زرع 3 مبادلات حرارية داخل جدران مبرد الكلنكر ليمر الزيت داخل هذه المبادلات ويكتسب الحرارة اللازمة لتسخين الفيول إلى درجة الحرارة المطلوبة، وتم الاستغناء عن تشغيل حراق الشودير بنسبة 40 بالمئة ما أدى إلى وفر يقدر بأكثر من 200 ألف لتر مازوت سنوياً.
كما تم تصنيع جكات هيدروليكية لمبرد الكلنكر في المعمل رقم 2 التي تعد من أكثر قطع التبديل أهمية لاستمرار العملية الإنتاجية، والتي عادة ما يتم استيرادها من الشركات الصانعة، غير أنه في ظل الحصار الجائر على سورية وصعوبة تأمينها تم تصنيعها بأيدي وخبرات الفنيين في الشركة مع الاستعانة ببعض الورشات في السوق المحلية، وتم تجريبها وهي تعمل اليوم بشكل ممتاز يضاهي كفاءة القطع الموردة من الشركات الأوروبية الصانعة.
كما تم تصنيع مضاجع مطاحن الإسمنت في السوق المحلية وبإشراف ومساعدة مباشرة من فنيي الشركة، وتم بذلك الاستغناء عن استيرادها من أوروبا، ما وفر على الشركة مئات ملايين الليرات أيضاً.
وعن إنتاج الشركة بيَّنَ جعبو أنها أنتجت منذ بداية العام الجاري ولغايته أكثر من 120 ألف بلوكة و510 آلاف طن إسمنت، وباعت 440 ألف طن من مختلف أصناف الإسمنت بقيمة 20 مليار ليرة.
وأنها أنتجت ولأول مرة وبجهود نوعية إسمنتاً بورتلاندياً عادياً صنف 42.5 استجابة لطلب بعض جهات القطاع العام مثل مديرية المشاريع المائية في المنطقة الشمالية والسكك الحديدية للحد من الكلف المادية العالية المترتبة على استيراده من الخارج بالقطع الأجنبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن