سورية

أنقرة: لقاء بوتين- أردوغان بالغ الأهمية.. وواشنطن: الانسحاب من سورية ماض على قدم وساق … الكرملين:التطورات شمال شرق سورية تثير قلقاً شديداً لدينا وقد تضر بالتسوية السياسية

| وكالات

بينما أعربت روسيا عن قلقها الشديد من التطورات الأخيرة شمال شرق سورية، حيث يشن النظام التركي عدواناً على المنطقة، واعتبرت أن هذه التطورات قد تضر بالتسوية السياسية في البلاد، وصف النظام التركي لقاء رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقرر غداً بأنه «بالغ الأهمية»، لأن التفاهمات التي ستخرج عنه ستساهم في المضي قدماً في العملية السياسية بهدف تسوية الأزمة السورية، في وقت أكدت واشنطن أن الانسحاب الأميركي من سورية ماض على قدم وساق.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، في مقابلة مع برنامج «موسكو- الكرملين- بوتين» الذي تعرضه قناة «روسيا-1»، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن التطورات الأخيرة شمال شرق سورية تثير قلقاً شديداً لدى الكرملين، وأن هذه الأحداث «قد تضر بالتسوية السياسية».
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، وفق وكالة «رويترز»: إن من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سورية والتي يبلغ عددها نحو ألف جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد مسلحي تنظيم داعش ولـ«المساعدة في الدفاع عن العراق».
وأضاف للصحفيين وهو في طريقه إلى الشرق الأوسط: «إن الانسحاب الأميركي ماض على قدم وساق من شمال شرق سورية، إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياماً»، وتابع: إن عملية الانسحاب تتم من خلال طائرات وقوافل برية، وأضاف: «إن الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق»، وقال: إن «عددها يبلغ نحو ألف فرد».
لكن مسؤولاً أميركياً كبيراً، قال وفق «رويترز»: «إن الوضع ما زال غير مستقر وإن الخطط قد تتغير»، وأضاف موضحاً: «هذه هي الخطة الحالية، الأمور يمكن أن تتغير بين الوقت الحالي وموعد استكمالنا الانسحاب ولكن هذه هي خطة التحرك الآن».
في غضون ذلك، قال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وفق «روسيا اليوم»: إن بلاده «لا تشعر بالحاجة لأخذ إذن من أحد عندما يتعلق الأمر بالوطن واستقرار شعبنا»، وأضاف بلهجة تصعيدية: «إن المنطقة الآمنة التي حددتها تركيا ستكون من جرابلس إلى حدود العراق بطول 444 كيلومتراً وبعمق 32 كيلومتراً».
وشدد على أن اتفاق وقف إطلاق النار «كان مع واشنطن وليس مع الإرهابيين، ونتمنى من الأميركيين الالتزام بوعودهم تجاهنا هذه المرة»، وتوعد «باستئناف عملية نبع السلام فور انتهاء مهلة الـ120 ساعة في حال عدم تنفيذ البنود الـ13 التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة»، علماً أن النظام التركي لم يلتزم بالاتفاق وواصل عدوانه على شمال شرق سورية.
على خط مواز، قال وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، وفق «رويترز»: إن بلاده ستناقش مع روسيا إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من مدينتي منبج وعين العرب بشمال سورية خلال محادثات في سوتشي هذا الأسبوع.
وأضاف: إن «تركيا تتوقع إخراج وحدات حماية الشعب من المناطق التي انتشرت فيها القوات الحكومية السورية المدعومة من موسكو في شمال سورية»، وأضاف: «إن تركيا لا تريد أن ترى أي مسلح كردي في المنطقة الآمنة بسورية بعد هدنة الأيام الخمسة».
على صعيد متصل، دعت أنقرة واشنطن إلى استخدام «نفوذها» لدى القوات الكردية لضمان انسحابها المنظّم من شمال شرق سورية، حسب ما أكد المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم قالين وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء، مضيفاً: إن تركيا لا نية لديها في «احتلال» هذه المنطقة الحدودية.
وقال: «نحن متمسكون بهذا الاتفاق، وينصّ على رحيلهم خلال مهلة خمسة أيام وقد طلبنا من زملائنا الأميركيين استخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان أنهم (المقاتلون الأكراد) سيغادرون من دون حوادث».
وبينما اتّهمت الميليشيات الكردية النظام التركي بانتهاك الاتفاق بين أنقرة وواشنطن عبر مواصلة عمليات القصف، نسب قالين «كل الأحداث» إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأضاف: «جنودنا يتواصلون مع نظرائهم (الأميركيين) لضمان أن (مقاتلي) وحدات حماية الشعب الكردية سيغادرون من دون قتال».
وأكد قالين الذي تحتل بلاده مناطق من شمال سورية إثر عدوانين سابقين، أن «تركيا لا تعتزم البقاء فيها»، وزعم قائلاً: «ليست لدينا أية نية لاحتلال أي جزء من سورية أو للبقاء فيها إلى أجل غير مسمى».
واتّهم قالين الميليشيات الكردية باستخدام الدواعش المحتجزين لديها كـ«وسيلة ابتزاز للحصول على دعم الغرب»، كما اتهمها بـ«تعمّد تحرير العشرات منهم في الأيام الأخيرة لزيادة الضغط الدولي على تركيا بهدف وقف هجومها».
وأكد قالين أن اللاجئين هم الذين سيختارون نقلهم إلى ما يسمى «المنطقة الآمنة»، وقال: «لن نلجأ أبداً إلى وسائل قد تُرغم اللاجئين على الذهاب إلى أي مكان بشكل مخالف لرغبتهم أو ينتهك كرامتهم».
ووصف لقاء أردوغان المرتقب في 22 تشرين الأول في سوتشي مع نظيره بوتين، بأنه «بالغ الأهمية»، وتابع: «نعتقد أن الاتفاق الذي أبرمناه مع الأميركيين والتفاهمات التي سنتوصل إليها مع الروس ستسهم في المضي قدماً في العملية السياسية بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة عن طريق التفاوض».
في الأثناء أكد القيادي في «قسد» ريدور خليل وفق وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، أن «قسد» ستسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية مع تركيا بطول 120 كم الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض وبعمق 30 كم إلى داخل الأراضي السورية.
في غضون ذلك، بحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع رئيس النظام التركي في اتصال هاتفي، إمكانية عقد لقاء رباعي يجمعهما بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بشأن العدوان التركي على الأراضي السورية، وذلك بحسب بيان صدر في لندن في أعقاب المكالمة بين جونسون وأردوغان، أمس، وفق «روسيا اليوم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن