ثقافة وفن

عرض فلكلوري سوري وكوبي في يوم الثقافة الكوبية … السفير الكوبي: لن نتخلى أبداً عن مواقفنا إلى جانب سورية وفنزويلا والشعب الفلسطيني

| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني

احتفاء بيوم الثقافة الكوبية والذكرى الـ54 لتأسيس العلاقات السورية الكوبية، أقامت سفارة جمهورية كوبا في دمشق بالتعاون مع وزارتي الثقافة في البلدين أمسية ثقافية فنية تضمنت عروضاً غنائية وراقصة من البلدين على مسرح دار الأوبرا في دمشق، وذلك بالاشتراك مع المركز الإسباني للغة الإسبانية في سورية الذي حيّا الحضور بالإسبانية والعربية من خلال طلاب اللغة الإسبانية السوريين، وافتتح العرض بأغنية باللغة الإسبانية قدمها شاب سوري رافقته شابة سورية على أنغام آلة البيانو، كما قدمت شابة أغنية إسبانية من الفلكلور الكوبي يرافقها شاب عازف على آلة الغيتار.
وقدمت الفرقة دبكات من تراثنا بالزي التراثي السوري ورقصات من تراث كوبا بالزي التراثي الكوبي.
عيد الثقافة الكوبية

وقال سفير جمهورية كوبا في دمشق ميغيل بورتو بارغا: إنه «ومنذ تسعة وثلاثين عاماً والكوبيون يحتفلون بعيد يتسم بالجمال والإبداع والروحانية، إنه عيد الثقافة الكوبية الذي يصادف العشرين من تشرين الأول من كل عام، ففي مثل هذا اليوم من «1868» عُزف ولأول مرة النشيد الوطني لكوبا، ويعتبر هذا اليوم التعبير الأسمى للثقافة الكوبية، فهو يوم ميلاد الجمهورية الأول وميلاد النشيد الوطني لأمة ثائرة وعاشقة للاستقلال وهي اليوم كوبا».
وأشار السفير إلى «أنه في الأيام القليلة القادمة ستقدم كوبا مرة أخرى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يدين الحصار المفروض على بلدي والمستمر منذ ما يقرب من ستة عقود، لقد تبنت الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة 27 قراراً يدين الحصار، وحاولت اثنتي عشرة إدارة تعاقبت على الولايات المتحدة الإطاحة بالثورة الكوبية بأي وسيلة، والإصرار على تحقيق ذلك أمر مستحيل لأننا لن نتخلى أبداً عن مواقفنا المبدئية بالوقوف إلى جانب سورية وفنزويلا والشعب الفلسطيني».
وأوضح السفير: «نحتفل هذه الأيام بذكرى مرور خمسمئة عام على تأسيس هافانا، عاصمة كوبا، التي أصبحت مدينة الموسيقا والعلم والعمل والبناء، ومدينة جميع الكوبيين، ورحلت عنا قبل أربعة أيام راقصة الباليه الكوبية العالمية أليسيا ألونسو، والذي أقل ما يمكن أن نقوله عنها إنها أسطورة الرقص الكلاسيكي، فبجهودها وجاذبيتها وموهبتها جعلت الباليه الكوبي السمة الرئيسية للهوية الثقافية لبلدنا».
وبيّن السفير أن «كوبا وسورية متحدتان أيضاً بالثقافة، وأهم قيمة لهذا العرض هو أن تحضيره وأداءه تم من شباب سوريين يغنون ويرقصون مثل الكوبيين، هو عرض للموسيقا والرقص الشعبي السوري ممزوج بموسيقا وأغان ورقص كوبي، يؤديه شباب أدركوا أن الثقافة توحد الشعوب وتكسر حواجز اللغة والمسافات، وتحظى بهوية في خضم التنوع، فالثقافة ليست مجرد حوار تعبيري وإنما أيضاً هي عملية استماع ومشاهدة وتعلم».
ولفت السفير إلى أن «أغلبية الحاضرين هم من الشباب السوريين والفلسطينيين ومن جنسيات أخرى، لذلك كرسنا هذا المهرجان للشباب وللشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم ولأولئك الذين يعملون لبناء هذه الأمة العظيمة».

عشاق الحرية
وخلال كلمة أمام الحضور بينت معاون وزير الثقافة المهندسة سناء الشوا :«إن هافانا في قلب دمشق العاصمة المتقدة كرامة وكرماً وحيوية، هافانا على مدى عقود هي ملتقى مثقفين ومفكرين وأدباء تحتفي بهم في هذا الصرح الثقافي بين حنايا أقدم عاصمة مأهولة على وجه الأرض، وهافانا عاصمة الدولة الكوبية العظيمة، ترنو إليها أحلام عشاق الحرية والإنسانية في العالم، ولا أعتقد أنها مصادفة تلك التي جمعت هذين الرمزين الأثيرين ليفيضا عبقرية وحميمية (سورية وكوبا)، من يقرأ رواية (مملكة هذا العالم) للمبدع الكوبي أليخو كاربنتييه يدرك كم من الفصول تتلاقى مع ما أبدعه الأدباء السوريون وهم يرسمون الغد لوطنهم حراً نقياً من أي عبودية أو ارتهان، فنحن متحدون بالثقافة».
وأضافت الشوا: «إن خوسيه خوليان الشاعر والمفكر والفيلسوف وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل وبدر الدين الحامد رسل الاستقلال المجيد لوطنينا سورية وكوبا، في قلب كل سوري حب لكوبا الوطن المدافع عن الحرية والعدالة والإنسانية، وتجمعنا أمنيات سامية لمستقبل إنساني مفعم بالتسامح والمحبة، لقد التقت قيادتا الدولتين سورية وكوبا في توجهات إستراتيجية متمثلة في دعم حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، وكان لهذا التلاقي قوة مؤثرة في الساحة الدولية، واليوم نحتفي بالصداقة الثقافية السورية الكوبية التي توجت مؤخراً بتوقيع اتفاق تعاون ثقافي بين البلدين لنؤكد أننا متحدون بالثقافة. ونهنئ كوبا قيادةً وشعباً على الحضور الإنساني الذي يسهم في رسم مستقبل الشعوب سلاماً وعدالة، فهنيئاً لسورية وقوف أصدقائها إلى جانبها إسهاما في تحقيق الانتصار الكبير على أعداء الحق والسلام، ولتبقَ رايات أمنياتنا خفاقة لا توهنها مؤامرات الحاقدين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن