كشف رئيس ضابطة المكافحة في الجمارك المقدم إياد عدرا لـ«الوطن» عن تحقيق الضابطة لأكثر من 900 مليون ليرة من قضايا التهريب والمصالحات عليها خلال الأشهر الأربعة الماضية، منها نحو 700 مليون ليرة من قضايا التهريب، ونحو 200 مليون ليرة من مكتب القطع، مبيناً أن هناك حالة تشدد في التعامل مع ظاهرة التهريب، وأن أي قضية يتم ضبطها تتابع، ويتم التعامل معها وفق الأنظمة والقوانين ولا يمكن التهاون معها، وأنه لا مكان للمحاباة في قضايا التهريب.
وعن أهم قضايا التهريب التي نظمتها ضابطة المكافحة بين المقدم أن آخرها ضبط شاحنة محملة بدهانات منتهية الصلاحية، وذلك على الطريق الدولي عند حمص قادمة من اللاذقية، وتتجه نحو الأسواق المحلية بدمشق، تزيد حمولتها على 11 طناً، وقد تم تنظيم قضية بها، وإحالتها لحماية المستهلك لاتخاذ الإجراءات الخاصة في مثل هذه الحالات بحق التاجر صاحب البضاعة، كما تم ضبط قضية مستودع يحتوي على قطع تبديل سيارات مهربة إضافة لكميات من مادة السمسم، كما تم ضبط شاحنة موز مهربة والعديد من القضايا التي تعمل على تنظيمها الضابطة مثل رولات القماش وغيرها.
واعتبر المقدم أن حركة التهريب انخفضت مؤخراً بسبب كثافة الحملة التي تنفذها الجمارك ويعمد المهربون لتغيير أساليبهم وتوخي الكثير من الحذر والحيطة لدى إدخال ونقل المهربات، مؤكداً أن الجمارك لا تهدف عبر حملاتها المكثفة وتشددها في التعامل مع ظاهرة التهريب إلى إرباك النشاط التجاري، وإنما تنفيذ السياسة الاقتصادية وحماية الصناعة الوطنية والليرة السورية، خاصة وأن البلد يمرّ بظرف اقتصادي صعب جراء حالة الحصار الاقتصادي المفروضة على البلاد منذ سنوات.
ونوّه بأن هناك توجيهات دائمة للعناصر بالتركيز على تنفيذ المهام الجمركية وفق الأنظمة المعمول بها، وأن هناك حالة متابعة للعناصر وتقييم مستمر، وأن أي ملاحظة يتم التعامل معها والمحاسبة لأن الجمارك تعتبر نفسها شريكاً في بناء وحصانة الاقتصاد الوطني، وهي تقوم بالدور الذي أوكل إليها من قبل الحكومة، إضافة لدور مهم للعمل الجمركي بحماية المواطن من التعرض لسلع ومواد دخلت للأسواق المحلية بعيداً عن الرقابة، وخاصة المواد الغذائية التي تمس سلامة المواطن بشكل مباشر.
وبين المقدم أن الكثير من المؤشرات باتت تظهر عودة الكثير من النقاط والمفارز التي توقفت عن العمل خلال السنوات الماضية، وأن ذلك يسهم في زيادة ضبط ظاهرة التهريب ومنع المهربين من العبور ضمن الكثير من النقاط التي كانوا يستخدمونها خلال الفترة الماضية.