سورية

العدوان التركي يتسبب بمأساة إنسانية كبيرة لأهالي شرق الفرات

| وكالات

أجبر العدوان التركي على شمال سورية الآلاف من الأهالي على النزوح والدخول في مأساوية كبيرة شملت الإقامة واللباس والطعام والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات، وسط خشية لديهم من أن يقوم النظام التركي بالاستيلاء على منازلهم.
وقالت وكالة «رويترز» في تقرير: «قبل أسبوعين كان ليث أحمد (13 عاماً) مشغولاً بدراسة اللغة الانجليزية واللغة العربية في مدرسة بشمال شرق سورية عندما أجبره الهجوم التركي العابر للحدود على الفرار مع أسرته طلباً للنجاة».
وأضافت: «الآن يعيش أحمد وأفراد أسرته على بعد 80 كيلومتراً في قاعة دراسية مكتظة بالنازحين في مدرسة بمدينة الحسكة»، وقال أحمد: إنه كان سعيداً بدراسة اللغة الإنجليزية واللغة العربية في المدرسة التي كان فيها ويريد أن يعود إليها.
ولفتت إلى أن أحمد فر مع والديه وشقيقيه من بلدة رأس العين الحدودية بعد أن تعرضت للضربات الجوية من قبل سلاح الجو التابع للنظام التركي، وبينت أنه من غير المرجح أن يعودوا قريباً بعد أن تم أخلاء أكثر من 40 مدرسة أخرى في الحسكة لإيواء النازحين الذين يتدفقون على المدينة.
وذكرت الوكالة، أنه في المدرسة التي تحولت إلى مأوى وأقامت فيها أسرة أحمد كانت أسرة تنام على الدرج بينما قاعات الدراسة مزدحمة بما يصل إلى 15 شخصاً لكل فصل.
وأشارت، إلى أن الأمهات والأطفال كانوا نياماً على قطع من الفراش بينما تم إخراج المكاتب والمقاعد إلى الممر، والحمامات مشتركة.
ونقلت الوكالة عن النازحة بفعل العدوان التركي، أمينة محمد (21 عاماً) وقد حملت رضيعها في قاعة دراسية أخرى مكتظة، قولها: إنها تأمل في العودة إلى دارها لكنها لا تعرف إن كان ذلك ممكناً، وأضافت: إنها تشعر بالقلق على زوجها المنضم إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، موضحة، أنه اتصل بها آخر مرة ليل الإثنين قبل انقطاع الخط فجأة.
وقالت بريكان خليل التي تعمل بالإغاثة، حسب الوكالة: إن المنظمة المحلية التي تعمل لها تساعد في إدارة مدرسة اعتماداً على التبرعات، بينما قالت زميلة لها تدعى نهيردين عبد القادر تعمل في مدرسة أخرى بها فيها 200 نازح: «هناك طعام لكن لا توجد ملابس للشتاء»، ولفتت إلى أنه ستنخفض درجات الحرارة بشدة ابتداء من الشهر المقبل.
وقالت نهيردين: إن الأطفال لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس لأن نازحين أكثر وأكثر يأتون ولم يعد هناك مكان لتلقي الدروس.
وأضافت وقد تنهدت بعد أن أشارت إلى مفكرة تسجل فيها أسماء القادمين الجدد إنها امتلأت: هناك أسر فرت منذ عشرة أيام وما زال أفرادها يبحثون عن مأوى في المدارس.
وبحسب الوكالة فإن كثيراً من النازحين يخشون من أن تقوم تركيا بإعادة توطين اللاجئين السوريين العرب الموجودين في تركيا في ديارهم.
وقال مصطفى (38 عاماً): إنه يريد العودة لكن لا يمكنه ذلك ما دام الأتراك هناك، وأضاف: إنه لا يعرف ما جرى لبيته وورشة الحدادة التي يملكها، بعد أن نزح وزوجته وطفلاه الرضيعان ووالداه من رأس العين.
بدورها قالت ديانا إسماعيل (32 عاماً): إن «زوجها قتل وهو يحارب داعش»، مشيرة إلى انخراطه في صفوف «حماية الشعب»، وأضافت: «إنها لم يعد لها غير ابنها محمود وتريد أن تسافر إلى الخارج سواء أوروبا أو أميركا أو أي مكان آخر».
في سياق متصل، قالت الشرطة السويسرية، وفق الوكالة «رويترز»: إن «رجلاً كردياً سورياً في الثلاثينات من عمره» أضرم النار في جسمه أمام مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف، الأربعاء، وتم نقله في الحال إلى المستشفى.
وقال المتحدث باسم شرطة جنيف، سيلفان جيلوم جنتيل: «نتصور أن الدافع هو الوضع السياسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن