موسكو: حقول النفط يجب أن تكون تحت سيطرة دمشق.. ترامب: سننسحب من شمال سورية … الجيش يسير دورية مشتركة مع الشرطة الروسية في عين العرب ويستعد للانتشار على الحدود مع تركيا
| خالد زنكلو- وكالات
على نحو عملي وسريع، بدأ سريان الخطوات التنفيذية لاتفاق سوتشي الذي أبرم أول من أمس بين روسيا والنظام التركي، فأوقف العدوان، وأرسل الجيش العربي السوري المزيد من قواته لتعزيز انتشاره في منطقة الجزيرة، وللبدء بنشر نقاط مراقبة له على طول الحدود مع تركيا، فيما أعلن عن تسيير أول دورية مشتركة مع الشرطة العسكرية الروسية داخل مدينة عين العرب، في ظل رفض معلن لكل ما يجري من قبل قادة «قسد» الذين لم يستفيقوا على ما يبدو من صدمة التخلي الأميركي عنهم، ولم يسمعوا جيداً آخر تصريحات دونالد ترامب التي أكد فيها بأن «قواته ستغادر الشمال».
التوازنات الجديدة التي تفرض، دفعت بموسكو إلى التذكير بأن حقول النفط في شمال شرقي سورية، يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة السورية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده تأمل في أن يقدم المقاتلون الأكراد ضمانات للخروج من منطقة الحدود التركية السورية.
وزارة الدفاع الروسية بالمقابل كشفت أن الجيش السوري يعتزم إنشاء 15 نقطة مراقبة على طول الحدود مع تركيا، وأعلنت أن الشرطة العسكرية التابعة لها أطلقت، دوريات على الحدود، مشيرة إلى أنها ستنشئ قاعدة لها في مدينة عين العرب.
في الأثناء سير الجيش دورية مشتركة مع الشرطة العسكرية الروسية ولأول مرة داخل مدينة عين العرب، على حين سيرت الأخيرة دورية عسكرية داخل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأكدت مصادر محلية في عين العرب لـ«الوطن»، دخول بضع عربات عسكرية من الجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية إلى مركز المدينة، ثم تابعت طريقها نحو ريفها الغربي ثم إلى قرية زور مغاير المحاذية للحدود مع تركيا، التي سبق وأن انتشر الجيش السوري في بعض نقاطها وفي معبر المنطقة، على أن توكل المهمة إلى القوات الروسية لإخلاء المدينة من «قسد».
وأشارت المصادر إلى أن «قسد» لم تبدأ بعملية سحب قواتها من مدينة عين العرب، التي يتواجد فيها الجيش السوري، حتى مساء أمس، لكن يفترض أن تغادر المدينة إلى ريف الرقة الغربي، بموجب «سوتشي»، خلال 6 أيام تمهيداً لتسيير دوريات عسكرية مشتركة روسية تركية على مسافة 10 كيلو مترات من الحدود شمال المدينة.
بالتزامن، سيرت الشرطة العسكرية الروسية باكورة دورياتها العسكرية داخل منبج، وبينت مصادر أهلية في منبج لـ«الوطن»، أن المدينة ما زالت تحتفظ بوجود لقوات الأسايش التابعة لـ«قسد»، وأشارت إلى أن الدوريات الروسية، التي ستتواصل، ستضمن انسحاب كل قوات «قسد» من منبج خلال المهلة المحددة.
ومع دخول اتفاق «سوتشي» الجديد حيز التنفيذ، حاولت أنقرة الإيحاء بأن كل ما يجري هو بمثابة إنجاز لها، دون الإشارة إلى إخفاق جميع الأهداف العدوانية التي وضعها رئيس النظام التركي قبيل بدء عدوانه على سورية، فلا منطقة آمنة للأتراك، ولا احتلال تركي لأي منطقة سورية، خصوصاً أن الاتفاق شدد على تطبيق اتفاق أضنة الذي سيعيد بالضرورة ضبط الحدود الشمالية وفقاً لقواعد ما قبل عام 2011.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أشاد باتفاق «سوتشي» ووصفه بـ«النجاح الكبير» نعى رسمياً تحالفه مع «قسد» بالإعلان عن نية قواته مغادرة الشمال السوري، وقال: «القوات الأميركية ستنسحب من شمال سورية»، في رسالة لم يفهمها قياديو «قسد» الذين أعلنوا رسمياً عن رفضهم لاتفاق «سوتشي» فيما أصر قائدهم مظلوم عبدي، على إجراء اتصال شكر لترامب، والاستحصال على وعد بالحفاظ على ما سماه الشراكة والدعم!