عربي ودولي

ارتفاع عدد ضحايا القصف السعودي لقاعة زفاف إلى 130 … ضغوط دولية من أجل تسوية سياسية للحرب في اليمن

تتواصل الجهود الدولية الهادفة إلى وقف الحرب في اليمن وإبرام اتفاق سياسي يجنب الأوضاع في البلاد المزيد من التدهور، وسط تأكيدات بعدم وجود حل عسكري للأزمة اليمنية.
ويتواصل في العاصمة العمانية مسقط بذل جهود دولية وإقليمية من أجل إبرام اتفاق سياسي يؤدي إلى وقف القتال في اليمن، وعودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة الحوار بعد انقضاء ستة أشهر على بدء عمليات الاعتداء العسكرية للتحالف العربي حيث تتعرض الأطراف اليمنية لضغوط كبيرة من أجل القبول بالمقترحات التي طرحها المبعوث الأممي وفق مصادر يمنية رسمية.
ومع قبول الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبد اللـه صالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي والتحفظ على العقوبات الدولية المفروضة على زعيم الحوثيين والرئيس السابق وآخرين من حلفائهم تتمسك السلطة اليمنية بضرورة إصدار إعلان صريح بقبول هؤلاء قرار مجلس الأمن، لكن الدول الـ18 الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن وبينها روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعمل بلا كلل من أجل إلزام الجانب الحكومي بتقديم تنازلات مماثلة لما قدمه الحوثيون وصالح والدخول في مفاوضات مباشرة لوضع آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 واستئناف مسار التسوية السياسة.
مصادر قريبة من المفاوضات ذكرت أن سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن بتينا موشايت موجودة في العاصمة العمانية مسقط، لمواصلة جهود تقريب وجهات النظر بين الطرفين بعد أيام من اتصالات ولقاءات بين مجموعة الدول الراعية للتسوية وأطراف سياسية يمنية في داخل وخارج البلاد، من أجل إقناعها بضرورة العودة للحوار ووقف القتال. المصادر بينت أن الأطراف الدولية الراعية للمبادرة الخليجية التي نظمت عملية خروج الرئيس السابق من السلطة، ترى أن مخاطر أمنية كبيرة ستترتب على استمرار القتال في اليمن، وأن هذه المخاطر سيتجاوز تأثيرها المنطقة إلى العالم، مع انحراف الصراع الداخلي نحو اتخاذ طابع مذهبي، ما أوجد مناخاً ملائماً للجماعات المتطرفة، ولتفاقم الأوضاع الإنسانية حيث وصلت نسبة اليمنيين المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى 80%.
وطبقاً لهذه المصادر فإن الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي امتدت إلى المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، والرياض أبدت موقفا مرنا من المساعي التي يبذلها المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ووفق مصادر يمنية فإن السفير الألماني لدى اليمن فالتر هاسمان انضم إلى فريق الدبلوماسيين المتواجدين في العاصمة العمانية والتقى أول أمس عارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق وقيادات الحزب المتواجدة في مسقط، واستعرض الجانبان مسار الحرب والجهود المبذولة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الهادفة إلى إيقاف الحرب والعودة إلى المسار السياسي.
هذا وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أنه منفتح «على كافة جهود الحل السياسي التي يدعم المجتمع الدولي الوصول إليها والتي تمر عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بنية صادقة ومخلصة».
من جانبه قال أحد مستشاري الرئيس اليمني محمد العامري: إن هناك حراكاً دولياً لإيجاد تسوية سياسية في اليمن وأضاف: إن هناك حراكاً دولياً لإيجاد تسوية سياسية مع الحوثيين وصالح ولا يزال موقف الحكومة ثابتاً من خلال تمسكها بتنفيذ القرار الدولي 2216 مشدداً على ضرورة أن تقبل وتلتزم به جماعة الحوثي وحلفاؤها دون شروط.. واتهم العامري الحوثيين بالمراوغة وممارسة أعمال عدوانية وعرقلة العملية السياسية بأعمالهم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد جدد دعوته لوقف الحرب في اليمن، مؤكداً أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة اليمنية. ولفت الأمين العام في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلى ما سببته الحرب من قتل للأبرياء والأطفال والنساء وتدمير للمدن والبنى التحتية والتراث التاريخي في اليمن. وحث جميع الأطراف اليمنية المتنازعة على تسوية الخلافات عبر الحوار والعودة إلى طاولة المفاوضات بوساطة مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لافتا إلى وجود 21 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.
ميدانياً تواصلت المعارك العنيفة في محافظة مأرب بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحوثيين وحلفائهم فيما نفى التحالف العربي قتل 135 مدنيا في غارة استهدفت حفل زفاف في محافظة تعز.
ووفق مصادر يمنية فإن المعارك ما تزال متواصلة بين الجانبين حيث تقوم قوات التحالف بقصف مواقع الحوثيين وقوات صالح بالمدفعية الثقيلة، كما نفذت طائرات الأباتشي أكثر من ثلاثين غارة على مواقعهم.
وفيما أكد الحوثيون أنهم صدوا هجوماً للقوات الموالية للرئيس هادي مسنودة بقوات التحالف على مواقعهم، أفادت المصادر أن الجيش الوطني واللجان الشعبية تمكنا من السيطرة على مرتفعي الحجيلي والمصارية وكافة المواقع المؤدية إلى سد مأرب وأن طلائع قواتهما وصلت إلى مشارف السد وتواصل التقدم.
إلى ذلك أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان ارتفاع عدد ضحايا قصف طائرات النظام السعودي لقاعة زفاف في مدينة المخا اليمنية إلى 130 قتيلا بينهم نساء وأطفال. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان روبرت كولفيل قوله في تصريح صحفي في جنيف: «إن هذا الحادث سيكون الأكثر دموية منذ بدء الأزمة في اليمن».
وكان طيران النظام السعودي قصف بالصواريخ قاعة كانت تشهد حفل زفاف في مدينة المخا الواقعة على البحر الأحمر جنوب غرب البلاد ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
ويشن النظام السعودي بدعم من بعض الدول العربية عدواناً جوياً على اليمن منذ نهاية آذار الماضي تحول خلال الفترة الأخيرة إلى عدوان بري عبر إرسال آلاف المرتزقة لدعم المسلحين الموالين للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي.
من جانبه اعترف النظام السعودي بمقتل أحد عناصر قوات أمنه قرب الحدود مع اليمن من جراء سقوط قذائف.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ناطق باسم وزارة الداخلية قوله: «إن عنصرا من وزارة الداخلية قتل بقذائف أطلقت من شمال اليمن على فرع إدارة المجاهدين في منطقة جازان قرب الحدود بين البلدين».
وتشهد المناطق الحدودية بين البلدين اشتباكات متواصلة منذ بدء العدوان السعودي على اليمن بين الجيش اليمني واللجان الشعبية وبين جنود آل سعود أسفرت عن مقتل عدد كبير منهم وسيطرة الجيش اليمني على العديد من المواقع الحدودية ونقاط المراقبة العسكرية.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن