ثقافة وفن

جان غولميه في سورية

| د. راتب سكر

جان غولميه (1905-1997م) مستشرق فرنسي، كان في الرابعة والعشرين من عمره عندما عين مديرا للدروس الفرنسية في حماة (زمن الانتداب الفرنسي 1920-1946)، واستمر في حماة ثلاث سنوات حتى انتقاله عام 1932 إلى دمشق التي استمر عمله فيها مدة سنتين، انتقل بعدها عام 1934 إلى حلب التي استمر عمله فيها حتى عام 1939، كما عمل في بيروت بين عامي 1941-1944، زار سورية بعد طول غياب عام 1986، مشاركاً في مؤتمر «الشرق وعصر التنوير» المنعقد بين 29\9 و2\10، وفي إهدائه بحثه أشار إلى صديقه في حماة أ. ناظم الريس (أواخر القرن التاسع عشر-1982) الذي يكبره بسنوات، وكان مدرساً في تجهيز حماة، ثم نقل إلى عمل في وزارة المعارف في دمشق، وغدا مديراً لمكتب عنبر.
سيرة أ.الريس حافلة بتفاصيل جديرة بالتقصي والبحث منذ تخرجه في كلية الحقوق، ومشاركته في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، ووقوعه أسيراً قرب طبرية… لقد تابعت اهتمام د. سوسن القطيني بتلك التفاصيل (وهو جدها لأمها)، ومن الراجح أن هذه الكلمات ستشكل لها حافزا لمتابعة اهتمامها هذا، مستفيدة من وثائق العائلة وأرشيفها، لإثراء السعي الثقافي الجاد في إضاءته على أعلام التربية والتعليم والثقافة في القرن العشرين.
ذكر جان غولميه في كتاباته ومقابلاته الإعلامية أسماء عدد من الذين عرفهم في سنوات عمله في سورية من تلامذته أو زملائه في التعليم، مثل الأدباء د. عبد السلام العجيلي (1818-2006) (الرقة)، وفريد جحا (1927-2005) (حلب)، وعبد الرزاق الأصفر (ولد عام 1925أمد اللـه في عمره)، (حماة)، ومن الراجح أن تعميق البحث عن صلاته بهؤلاء الأدباء الكرام وغيرهم، يقدم فوائد لدراسة تاريخ الثقافة والتعليم.
نشر غولميه كتبا متنوعة عنيت موضوعاتها بثقافة سورية ومثقفيها، ما يطرح أهمية مراجعة تلك الكتب ودراسة ما تقدمه ترجمتها من الفرنسية إلى العربية من فوائد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن