منذ الآن بدأ الحديث عن الهبوط وعن التتويج! متى كانت جولتان أو حتى نصف المشوار يحدد الهويات؟
دورينا صعب، وفرقه ليست مستقرة على مستوى فني لأن معظم العمل فيها ارتجالي ولو استقدمت أعتى المدربين وتعاقدت بالملايين، فالعبرة ليس فيما لدى اللاعبين من إمكانيات بقدر ما هي في مزاجهم وآليات العمل على هذا المزاج، وبالنهاية معظمهم متقاربون فنياً، والمدربون يتبعون نفس (الإستراتيجيات) فكلهم عندما تسجل فرقهم يطلبون من اللاعبين إغلاق المناطق الخلفية والإكثار من محاولات تعطيل اللعب، وكلهم عندما يخسرون يشتمون الحكام ويعلقون عليهم أسباب الخسارة.. إلخ.
القصة الأكثر وجعاً هي عند جمهورنا الكروي الحبيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، وغالباً وفق هذا الجمهور، كلّ ما يحدث مخطط له من أجل تتويج هذا الفريق أو إلغاء ذاك.
ما زلنا في الجولة الثانية من المنافسات، وهناك (72) نقطة متبقية، فعلام هذه الأحكام (القرقوشية) والتي لا تصلح للتداول؟
دورنا كجمهور أن ندعم الفريق الذي نحبّ، نساعده على النهوض من كبوته إن حضرت، وتعزيز انطلاقته إن تميّزت أما المطالبة بتغيير المدربين وفسخ عقود اللاعبين والمشوار في بدايته ففي هذا بعض الاستغراب.
مطالع الدوري هذا الموسم ليست سيئة، بل قد تكون مبشّرة، وكل ما نحتاجه من الجميع هو الهدوء، وقراءة ما يحصل بعناية فائقة، وإذا ما استمرت الفرق بما قدمته في الجولتين السابقتين فقد نستعيد الكثير من توهّج بطولتنا المحلية الأهم، بطولة الدوري المحلي، مع ضرورة التأكيد على قضاة ملاعبنا أن يبذلوا قصارى جهدهم ليقتربوا من العدالة وإن كان الحصول عليها بالمطلق أمراً مستحيلاً، وبعض القرارات التي تابعناها في أول جولتين كانت متسرعة، أو على الأقل لم تكن موجبات اتخاذها واضحة، وتكرار هذا الأمر قد يخلق مشكلة في قادمات المنافسات.
نتمنى التوفيق لجميع فرقنا، ونتمنى من إدارات الأندية تحديداً ألا تتسرع في قراراتها لعل الاستقرار يخلق حالة فنية أفضل مما هي الآن، وهذا ما يهمّنا بالدرجة الأولى.