رياضة

في اتحاد السلة… لجنة الاحتراف جهل أم عدم إنصاف؟

| مهند الحسني

ليست المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل مباراة بدوري سلة الرجال، بسبب انشغال الصالات وما شابه ذلك، وكنا حينها نجد الكثير من الأعذار لاتحاد السلة لهذه التأجيلات لأننا نعرف البير وغطاه بأن أمر الصالات خارج عن إرادة الاتحاد، لكننا اليوم نقف أمام أسباب جديدة ومختلفة جلها يتعلق بالشق الإداري الذي طالما أتحفنا فيه اتحاد السلة وعمله المؤسساتي ولجانه المفعّلة إلى آخره، ليؤكد الاتحاد بأن هفواته التنظيمية باتت كثيرة، وبعضها مؤثر وكاد أن يساهم في إحداث مشكلة بين ناديين كبيرين لولا قيام الاتحاد بتأجيل المباراة المرتقبة بينهما لحين البت بقضية هذا اللاعب.
ما سنذكره ليس من وحي الخيال، ولا هو مشهد من أفلام الأكشن، وإنما هو حقيقة جرت فصولها في اتحاد يدّعي الاحترافية.

حقائق
لم نصدق الروايات والأحاديث المتداولة بين جماهير الأندية حول قضية اللاعب أشرف الأبرش الذي نعجز اليوم أن نقول إنه لاعب الكرامة السابق أم الحالي، أم لاعب الوثبة الحالي القادم من الكرامة، كل ذلك بفضل جهابذة لجنة الاحتراف الذين خلطوا أوراق مشاركة هذا اللاعب، وقاموا وخلافاً للوائح بالسماح له بالمشاركة مع نادي الوثبة، وهو الأمر الذي يرسم عدة إشارات استفهام حول كفاءة القائمين على اللجنة وقدرتهم على استيعاب نصوص لائحة الاحتراف وموادها، وهل هم فعلاً مؤهلون ليكونوا حكماً بين الأندية في قضايا اللاعبين التعاقديّة، فإذا كانت اللجنة عاجزة عن استيعاب وفهم النصوص فكيف سنطالب الأندية بتنفيذها الصحيح.

أخطاء
اللجنة بقرارها المبهم والمخالف للوائح افتتحت الدوري بكارثة تنظيمية تتحمل وحدها مسؤوليتها، الوثبة اتبع النظام وطلب نقل اللاعب فجاءته الفتوى بجواز انتقال اللاعب أشرف الأبرش إلى صفوفه وتوقيع عقد لاعب محترف معه، من جهته نادي الكرامة بات في موقع قانوني سليم لأن من حقه تقديم عرض مالي للاعبه الذي لم يتجاوز ٢٧ عاماً للاحتفاظ به، وهو ما قام به نادي الكرامة فعلياً، والنواعير من حقه الاعتراض على نتيجة مباراته بسبب مشاركة غير قانونية للاعب أشرف الأبرش مع الوثبة، ونادي الوثبة من حقه المطالبة بتثبيت نتيجة الفوز لأن مشاركة اللاعب كانت بمباركة وموافقة من لجنة الاحتراف.
الأندية ستطالب بفرض عقوبة على نادي الوثبة، وتطبيق لائحة الانضباط في حالات مشاركة غير صحيحة لأحد اللاعبين، الوثبة من جهته لن يقف مكتوف الأيدي، وسيرد بأن المشاركة صحيحة بفتوى صادرة عن من يفترض أنهم أهل الخبرة والمعرفة.
الإعلام سيسأل هل القضية هي خطأ وجهل، أم هناك نوايا مبيتة ومصالح ضيقة؟
اتحاد السلة سيجيب طبعاً، سنجري تحقيقاً في الموضوع، وسوف نعاقب من يثبت خطأه، وستكون العقوبة في حال اعتبار الفتوى خطأ بشرياً بحرمان من أصدرها.

خلاصة
التساهل في محاسبة المخطئين والتستر على أخطائهم السبب المباشر في حالة الاستهتار التي صدر على أساسها قرار لجنة الاحتراف، خيراً فعلت أمانة السر بإيقاف مشاركة اللاعب لحين البت في القضية، ولكن لا يكفي هذا الإجراء الوقائي الاحتياطي، بل لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها وتطبيق اللوائح بحذافيرها، مع إمكانية حل لجنة الاحتراف، ومنع أعضائها من شغل أي مهمة في لجان الاتحاد لمدة محددة لمنحهم فرصة كافية لقراءة اللوائح وفهم نصوصها، وغير ذلك سيجعلنا نطبق المثل الشعبي القائل( فالج لا تعالج).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن