رياضة

كرة الاتحاد بعد تعادل وهزيمة على فوهة بركان … مشكلات فنية وإدارية والحل بالشخصية القيادية

| حلب– فارس نجيب آغا

تعادل وهزيمة حصيلة أولى لكرة الاتحاد في مفرزات غير متوقعة لكل محبي هذا الفريق وشيء يدعو للقلق خاصة أن البداية تبدو كارثية وبهذا الحجم في عودة للحملة الإعلامية الكبيرة التي أفرد لها مساحات شاسعة على منصات المواقع وصفقات كلفت مئات الملايين لجلب لاعبين يعتبرون من نخبة الصف الأول محلياً ومنهم ضمن عداد منتخبنا الوطني، من يفتش داخلياً بين جنبات الفريق يـعِ تماماً أن هناك حلقة مفقودة وربما يجد حلقات أخرى ما زال البحث جارياً عنها، وكرة التجاذبات والخلافات ترخي بظلالها وتفرز هذا الواقع المؤسف وتعكس ما تحمله الصفحات الموجودة في دفتر الاتحاديين التي باتت غير مفهومة القراءة للشارع الرياضي والذي رسم في مخيلته شيئاً وتابع شيئاً مخالفاً للصورة التي رسمها، ولعل قضية الانتخابات التي أسدل الستار عنها يوم السبت الماضي كان لها حيز من الضغط على الفريق وجعلها عصا تلوح بها المعارضة التي لم توفر شيئاً إلا وقدمته في حفلة الانتخابات التي خلت من الديمقراطية وقلبت لمهاترات سجال بين جمهور الطرفين في موقف يعبر عن الحقد والكراهية وزيادة الضغط على رئيس النادي الحالي والتهجم عليه شخصياً من البعض وسقوط للقيم الرياضية وانزلاق أخلاقي معيب تابعناه بالصوت والصورة على مدرج صالة الأسد الرياضية، وبدلاً من ترجيح العقل وتقديم الحكمة ومد يد العون والتكاتف نرى البعض يزرع الفتنة والضغينة ويساعد على انشقاق الصف الاتحادي فيما يدّعي حبه وإخلاصه للنادي وينصّب نفسه حاكماً بأمره.

خلافات ومسؤوليات مشتركة
الخلافات تبدو في أوجها وهي موجودة حتى ضمن الفريق للأمانة مع انقسامات مكشوفة للمتابع الفطن الذي يجيد قراءة ما بين السطور والنتائج التي أفرزتها الجولتان تؤكد ما أشرنا له وشددنا عليه في أسابيع ماضية حول الخوف والتوجس من صورة ربما لا تنثر طيف ألوانها كما يريد المشجع الاتحادي وقد تأتي قاتمة اللون وهو ما حدث حتى الآن بالضبط ولعل الكل يتحمل بل يتقاسم المسؤولية، ولن نستثني أحداً فالنادي يحتاج للتضامن والتكاتف والعمل بإخلاص ونعتقد أن مجلس الإدارة والشركة الداعمة فعلوا ما عليهم وزيادة وقدموا كل ما يستطيعون، لكن العقلية التي يحملها جل اللاعبين تحتاج لمطرقة تهبط على الرؤوس حتى تغير من فكرها خاصة أن معظمهم لا يفقه من الاحتراف إلا المال فقط بعيداً عن قضية انتماء وما شابه حتى وإن حيدنا الانتماء الذي لم يعد موجوداً هذه الأيام، فلم نجد من يؤدي بروح وإخلاص للقميص مقابل ما قبضه من ملايين يسيل لها اللعاب والكل متقاعس ويتهرب من تحمل مسؤوليته داخل البساط الأخضر ولعل لقاء الغد مع الطليعة سيكون مفصلياً وسيحدد أيضاً مصير الجهاز الفني رفقة بعض اللاعبين الذي سيعاد النظر بأمرهم نتيجة تدني مستواهم الفني وتعدد مخالفاتهم الإدارية وكأنهم هواة.

إقالة أولى
الفريق بلا شك يحتاج لصدمة كبيرة ونعتقد أن مجلس الإدارة بات مطالباً بهذا الأمر عبر البحث عن شخصية قوية تستطيع ضبط جماح اللاعبين الذين ينفشون ريشهم كالطواويس فيما نراهم بأرض الملعب كحمل وديع كما أن المدرب يتحمل هو الآخر ما يحدث وطريقة التعامل بينت أن هناك أخطاء غير مقبولة بداية من التشكيل ومروراً بتعامله مع اللاعبين ونهاية بعدم تمكنه من إنزال عقوبات رادعة بالمتمردين داخل الفريق، وربما أول الغيث قطرة كما علمنا هو إقالة المعد البدني للفريق نتيجة تدخله وتجاوز صلاحيته وتناوله المدرب في الأمور الفنية ومحاولة التعدي لفظياً على مساعد المدرب كما وصلنا، كما أن مردوده ضعيف ونظن أن ترحيله أمر طبيعي في ظل ما يصلنا من ممارسات داخل أرض الملعب ليس من صلاحيته وحتى تدخله فنياً في عمل المدرب خلال سير المباريات ما حدا باجتماع عاجل مساء السبت واتخذ قراراً جماعياً بترحيله وهو قرار صائب مئة بالمئة.

فوضى إدارية
كان البعض يتوجس من ضياع الوقت وعدم دخول الفريق بفترة تحضير جيدة لكن قرار تأجيل الدوري الممتاز أفسح المجال للمدرب قيس اليعقوبي لإقامة معسكرات داخل المحافظة وخارجها ولعب ما يقارب ثلاث عشرة مباراة ودية لم يشعر خلالها المتابع بتطور الفريق فنياً وهو شيء بلا شك يدعو للقلق حتى حانت ساعة الصفر مع انطلاق بطولة الدوري التي بينت وجود خلل كبير وفوضى إدارية عارمة وهي سبب في تقاعس اللاعبين، فعندما لا تفرض بحقهم عقوبات رادعة سيكون من الطبيعي توسع رقعة المخالفات والتجاوزات التي لعبت دوراً مهماً فيما آلت إليه الأمور لعدم وجود رادع والانشغال بمستحقاتهم المالية وهو همهم واهتمامهم فقط دون النظر لما يقدمه كل فرد منهم داخل الملعب وهل أدى واجبه بكل أمانة وإخلاص؟
منطقياً خلال المواجهتين لم نشاهد لاعباً يمكن الإشارة له بالبنان حول تفوقه على زملائه بل الجميع في بوتقة واحدة مع وجود تصدع يؤدي لعدم التكاتف واللعب على قلب واحد والمدرب له دور مهم في تحفيز لاعبيه وخلق لهم جو المنافسة وشحذ الهمم ومنحهم الثقة بالنفس مع بعض النقاط التي يتحملها شخصياً حول عملية التشكيل من خلال ردات الفعل التي لا تتطابق مع العقلية الاحترافية نهائياً والتمايز بين البعض دون العمل على سوية واحدة وهذا قد يكلفه الكثير مستقبلاً.

عملية ردع
الفريق مطالب بتحقيق نتائج عطفاً على الحملة الإعلامية التي أوصلت الفريق ليكون أحد أشد المنافسين على اللقب مع تعاقدات لا يحلم بها أي لاعب وقد نال كل منهم ما يرغب وزيادة لكن انشغالهم بمشاكلهم الداخلية وعدم الالتفات لمستواهم يجعل الوضع صعباً ويضع النادي والشركة بموقف حرج نتيجة مردودهم المخجل الذي لم يرتق لما قبضوه من ملايين والمطلوب عودة الوئام وتصفية النيات بين اللاعبين أنفسهم لأنهم هم السبب الرئيسي بهذه النتائج، كما أن مجلس الإدارة مطالب بإنزال عقوبات رادعة دون التوقف عند اسم اللاعب مهما كان حجمه ولا بد أن يراجع قيس اليعقوبي نفسه قليلاً ويعود لدفاتره ويقرأ ما دونه منذ حضوره حتى الآن وهل فعلاً يسير بالطريق الصحيح؟ مشكلة فريق الاتحاد ليست بهذا الحجم الذي يصعب حله لكن غياب الانضباط وحلول الفوضى وعملية التسامح أوصلت الفريق لهذا الحال ونؤكد بأن الفريق يحتاج لرجل شجاع يمتلك شخصية قوية لضبط عنجهية وغرور اللاعبين ويضع حداً لهذه الفوضى التي تعتبر سبباً رئيسياً خاصة أن مرحلة الانتخابات والتكتيكات قد انتهت ويجب التفرغ للفريق الكروي ومعالجة مشاكله بشكل جذري ومن يعتبر نفسه أكبر من نادي الاتحاد فليرحل غير مأسوف عليه وهو ما يصلنا يومياً وبقلب محروق من الجماهير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن