الحكومة تستعد للشتاء وتوجه وزاراتها بتوزيع الكهرباء والمحروقات بشكل عادل للمواطنين … اعتماد إستراتيجية الطاقات المتجددة يوفر 750 مليون يورو سنوياً ويؤمن 5 آلاف فرصة عمل … جذبة لـ«الوطن»: إحصائيات لاستنهاضها الحرف المندثرة والتراثية من جديد
| هناء غانم
قضايا عديدة تتعلق بالواقع الخدمي للمواطن ناقشها مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت أمس تناول فيها واقع الخدمات والمشتقات النفطية والكهرباء في المحافظات باعتبارنا على أبواب فصل الشتاء.
وخلال الاجتماع كلف رئيس مجلس الوزراء عماد خميس كلاً من وزارتي الكهرباء والنفط باستخدام الإمكانات المتوفرة من الوقود لتزويد المحافظات بالطاقة الكهربائية وفق برنامج توزيع عادل يراعي الوضوح والشفافية مع المواطنين، بما يضمن استمرارية التزود بالتيار الكهربائي خلال فصل الشتاء وفق الإمكانات المتاحة من مادتي الفيول والغاز، بحيث يتم الإعلان عن البرنامج والالتزام به، وضبط الأسواق وتوفير المواد الأساسية بالجودة والأسعار المناسبة في صالات السورية للتجارة المنتشرة في المحافظات.
إستراتيجية الطاقات المتجددة
وبحسب بيان للمجلس (تلقت «الوطن» نسخة منه) وافق المجلس على بدء تنفيذ إستراتيجية وزارة الكهرباء للطاقات المتجددة حتى العام 2030 بهدف زيادة نسبة مساهمتها في ميزان الطاقة، والمساهمة بالحفاظ على البيئة، واعتمد المجلس الإستراتيجية التي ستوفر 750 مليون يورو سنوياً من الوقود الأحفوري المستهلك وتؤمن 5 آلاف فرص عمل جديدة.
وكلف المجلس اللجان الثلاث (الاقتصادية والموارد والطاقة والخدمات) دراسة التسهيلات الواجب تقديمها لتشجيع توطين صناعة تجهيزات الطاقات المتجددة من خلال إدراجها ضمن برنامج إحلال المستوردات وتقديم قروض ميسرة للصناعيين ودراسة إعفائهم من الضرائب والرسوم وتخصيصهم بالأراضي اللازمة بأسعار تشجيعية ومنح ميزات تفضيلية لأسعار شراء الكهرباء من مشاريع الطاقات المتجددة وتشجيع صناعة السخانات الشمسية عن طريق صندوق دعم الطاقات المتجددة.
وتقرر خلال الجلسة إعادة تفعيل لجان حفظ الطاقة في المؤسسات العامة ودراسة الجدوى الاقتصادية لتشجيع استيراد السيارات التي تعمل على الطاقة الشمسية والتسهيلات الواجب تقديمها لذلك، وإعداد آلية لتحفيز المدن والمناطق الصناعية في المحافظات بتأمين احتياجات مؤسساتها الإدارية من التيار الكهربائي عبر مشاريع الطاقة المتجددة وتأمين آلاف فرص العمل.
وتم تكليف لجان مجلس الوزراء «الاقتصادية والموارد والطاقة والخدمات» دراسة إلزام المدن والمناطق الصناعية باستخدام وتوطين صناعة الطاقات المتجددة وإدراجها ضمن برنامج إحلال المستوردات ودراسة تخفيض الرسوم الجمركية الخاصة بها وتوسيع استخداماتها بالمشروعات الزراعية وتقديم القروض الميسرة بفائدة مدعومة للراغبين بالانتقال إلى الطاقات المتجددة في الاستخدامات المنزلية والتجارية والزراعية والاستثمارات الصناعية وإعادة تفعيل لجان حفظ الطاقة في الوزارات وتطوير قانون السخان الشمسي وتشكيل فرق من لجنة الطاقة لمتابعة برنامج التنفيذ كل ستة أشهر. وطلب المجلس من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية تحديث وتطوير آليات منح إجازات الاستيراد لتواكب متطلبات المرحلة المقبلة والتوسع بالإنتاجين الصناعي والحرفي.
فرص استثمارية
وتم التأكيد على الوزارات لإيلاء مشاريع «التشاركية» اهتماماً خاصاً لجهة إعداد قوائم بالفرص الاستثمارية الكبيرة والتسويق المناسب لها وتقديم التسهيلات اللازمة لجذب القطاع الخاص المحلي والخارجي للمشاركة فيها، وتشكيل فرق عمل مدربة وخبيرة في كل وزارة للمساهمة بفعالية في تنفيذ المهام المتصلة بالتشاركية.
وطلب المجلس من وزارة الصناعة التنسيق مع اتحاد الحرفيين لمراجعة واقع الصناعات الحرفية بالمحافظات لناحية الإنتاج والانتشار والتنظيم وتأمين متطلباتها ووضع رؤية متطورة لتنشيط هذه الصناعات لتكون رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني. وكلف المجلس وزارة الإدارة المحلية تخصيص محافظة اللاذقية بعدد إضافي من باصات نقل الركاب لتسييرها من النواحي الرئيسية في جبلة إلى اللاذقية مباشرة لمعالجة مشكلة الازدحام خلال فترة الذروة. ووافق المجلس على تخصيص500 مليون ليرة سورية لمحافظة السويداء لتحسين الواقع التنموي والخدمي فيها.
وطلب من وزارة الإدارة المحلية والبيئة التأكيد على ورشات مديريات الخدمات الفنية في المحافظات استكمال إجراءات صيانة شبكات تصريف المياه واتخاذ الإجراءات الاحترازية للتأكد من توفر المصارف المطرية الكافية لتصريف المياه من الطرقات المحلية وتفادي الاختناقات.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد وزير الصناعة محمد معن جذبة أن وزارة الصناعة تعمل على الاهتمام بالحرف باعتبارها تشكل الهوية السورية موضحاً أن هناك دراسة إحصائية لواقع الحرف المسجلة التي أقلعت والحرف المندثرة والتراثية لاستنهاضها من جديد لتكون رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن الوزارة سوف تعمل على تأمين كل المحفزات والمستلزمات لاستمرار عمل هذه الحرف وتسويق منتجاتها لتكون بأوج عطائها.