عربي ودولي

البطريرك الراعي يطالب بإخراج لبنان من أزمته … التظاهرات مستمرة.. الجيش يفتح بعض الطرقات والبنوك ستظل مغلقة

| الميادين - رويترز - شينخوا

التظاهرات تدخل يومها الحادي عشر في لبنان، فيما يعمل الجيش اللبناني والقوى الأمنية على فتح الطرقات المقطوعة من قبل المتظاهرين في العديد من المناطق اللبنانية.
وتتواصل التجمّعات وقطع الطرقات ليومها الحادي عشر في بعض المناطق اللبنانية، وقد أقدم الجيش اللبناني على إعادة فتح العديد من الطرقات عند أطراف العاصمة ومداخلها وسط دعوات إلى مواصلة التظاهر ولاسيما في وسط بيروت.
وفي منطقة البداوي شمال لبنان أصيب أول من أمس عدد من عناصر الجيش اللبناني والمتظاهرين خلال محاولة الجيش فضّ إشكال بين معتصمين قطعوا الطريق ومواطنين حاولوا المرور بسياراتهم.
وقالت قيادة الجيش في بيان لها: إنه لدى تدخل قوة من الجيش لفض الإشكال تعرضت للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة ما أوقع 5 إصابات في صفوف عناصرها، عندها عمدت إلى إطلاق قنابل مسيّلة للدموع لتفريق المواطنين واضطرّت لاحقاً بسبب تطور الإشكال إلى إطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي حيث أصيب عدد من المواطنين بجروح».
وفي السياق، أعلن عدد من المتقاعدين العسكريين المشاركين في الاعتصام في ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانية عن فك خيمة الاعتصام الخاصة بهم تمهيداً لمغادرتهم الساحة. واعتبر المتقاعدون العسكريون أن مشاركتهم كانت لأجل مطالب اجتماعية ولا يقبلون المشاركة بشتم أحد رجال السياسة أو المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية.
وكانت وزارة الدفاع اللبنانية حذرت من وجود مندسين لافتعال مشاكل أو إطلاق نار خلال المظاهرات الحالية، مشيرة إلى ضبط أحد المعتصمين خلال المظاهرات على جسر الرينغ وسط بيروت وهو يحمل سلاحاً حربياً.
هذا وأعلنت لجنة للإعلام في «التيار الوطني الحر» أنه سيتم اليوم الإثنين الإعلان عن إنجاز الخطوات القانونية والنيابية اللازمة لرفع السرية المصرفية عن حسابات وزراء التيار ونوابه. وكان قد أعلن وزير الدفاع الياس بو صعب أنه سيتقدم اليوم بطلب لرفع السرية عن حساباته المصرفية وحسابات زوجته وولديه، التزاماً بطلب الرئيس عون من جميع الوزراء رفع السرية عن حساباتهم.
في غضون ذلك قالت جمعية مصارف لبنان في بيان: إن البنوك ستظل مغلقة اليوم الإثنين حتى تعود الأوضاع للاستقرار في ضوء استمرار الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
وأغلقت المصارف في لبنان أبوابها على مدى ثمانية أيام عمل مع خروج احتجاجات تطالب الحكومة بالاستقالة دون وجود حل للأزمة في الأفق.
ومن جانبه دعا بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية الكاردينال بشارة الراعي أمس المسؤولين السياسيين إلى «التصرف بوعي وحكمة» من أجل «إخراج لبنان من الأزمة الخطيرة للغاية على مصيره فلا يدخل إلينا «شتاء» ذاك «الربيع العربي» الهدام».
كما دعا البطريرك في عظة ألقاها أمس المسؤولين السياسيين إلى « تلبية حاجات شعبنا وشبابنا والتحرر من أسر مصالحكم وحساباتكم وأفكاركم المسبقة وتأويلاتكم وتحليلاتكم الضيقة».
وشدد على أن «الشعب اللبناني على اختلاف أطيافه له مطالب وطنية محقة لا ينبغي تجاهلها حتى لا يخسر السياسيون ثقة الشعب بشكل نهائي وحتى لا يكبر حجم هذه الانتفاضة وتخرج عن مسارها الوطني الإيجابي بفعل المخربين والمندسين»، ورفض أية «ممارسات تنطوي على ترهيب أو تخوين للمتظاهرين الذين يقدمون التضحيات من أجل تصويب الممارسة السياسية في البلاد».
وأشار الراعي إلى أن «صرخة المتظاهرين هي تأليف حكومة جديدة مصغرة وحيادية مؤلفة من شخصيات مشهود لها بالكفاءة، وتكون محط ثقة الشعب، ومتفق عليها مسبقاً منعاً للفراغ».
وأضاف إن مهمة الحكومة الجديدة «تطبيق الورقة الإصلاحية التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري يوم «الإثنين» الماضي، والتي يقبلها المتظاهرون لكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها».
ولفت إلى أن «الحكومة أمضت سنتين بعد مؤتمر (سيدر) للمانحين لدعم الاقتصاد اللبناني لكتابة الإصلاحات، ولم تقم إلى الآن بأي إصلاح مطلوب من هذا المؤتمر للاستفادة من المال الذي رصده لمساعدة النهضة الاقتصادية في لبنان».
وأشار إلى أن «رئيس الجمهورية ميشال عون اعتبر الورقة الإصلاحية يوم الخميس الماضي الخطوة الأولى لإنقاذ لبنان وإبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه»، كما أكد على «ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي لهذه الغاية».
وأكد أنه « لا ينبغي على أحد أن يختزل الشعب ويفرض رأيه أو إرادته عليه»، ودعا المنتفضين إلى أن «يحافظوا على خلقية انتفاضتهم، ولا يسقطوا في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية».
وطالب المنتفضين «بتسهيل حق المواطنين في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم لئلا تظهرون كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع» داعياً إياهم إلى «التجاوب مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي نحيي جهودها ونثمن حكمتها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن