سورية

موسكو شككت بحصول العملية ونجاحها ونفت مزاعم تقديمها المساعدة لتنفيذها … «صانعة» البغدادي تعلن القضاء عليه بريف إدلب!

| الوطن- وكالات

في سيناريو مشابه لصناعة وإنهاء العديد من التنظيمات الإرهابية وقياداتها، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أمس، القضاء على متزعم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، لتدفن معه أسرار الدور الذي قامت به أجنحة في الإدارة الأميركية في إيجاد التنظيم وزعاماته.
وبينما زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن العملية تمت بالتعاون مع روسيا وسورية, نفت موسكو ذلك، وشككت بحصولها ونجاحها.
وفي كلمة ألقاها، أمس، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني قال ترامب: «وضعت الولايات المتحدة الليلة الماضية الإرهابي رقم واحد في العالم أمام العدالة، تم قتل أبو بكر البغدادي».
وأشار ترامب إلى أن القوات الأميركية الخاصة نفذت ما سماها «غارة جريئة» لتصفية البغدادي بمشاركة 8 مروحيات، وذكر أن متزعم داعش انتحر خلال محاولة فراره من العسكريين الأميركيين في نفق تحت موقع مخبئه، حيث فجر نفسه و3 من أطفاله بحزام ناسف.
وأشار إلى أن العملية أسفرت كذلك عن مقتل الكثير من مرافقيه، وأن القوات الأميركية قضت ساعتين في الموقع حيث جمعت معلومات حساسة حول التنظيم.
وقال: إن العملية لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى بين القوات الأميركية، لكنها أسفرت عن إصابة 11 طفلاً كانوا في الموقع، وأضاف: «أود أن أشكر عدداً من الدول، وهي روسيا وتركيا وسورية والعراق. كما أريد أن أعرب عن شكري للأكراد السوريين على الدعم، الذي تمكنوا من تقديمه لنا في هذه المهمة بالغة الخطورة.
وأشار ترامب إلى أن «روسيا تصرفت بشكل رائع معنا، وفتحت المجال الجوي(…)» وأن الولايات المتحدة أبلغت روسيا بالعملية مسبقاً، لكن دون توضيح هدفها، قائلاً: إن الكشف عن التفاصيل، كان من الممكن أن يعرض حياة العسكريين الأميركيين للخطر.
وبعد دقائق معدودة من كلمة ترامب، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان على لسان المتحدث باسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: أنها «لا تمتلك أي معلومات مؤكدة حول تنفيذ العسكريين الأميركيين عملية لتصفية جديدة للزعيم السابق لتنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، في الجزء الخاضع لسيطرة تركيا بمنطقة إدلب لخفض التصعيد».
وأضاف كوناشينكوف: «زيادة عدد المشاركين المباشرين والدول التي قيل أنها شاركت في هذه العملية المزعومة، مع وجود تفاصيل متناقضة على الإطلاق لدى كل منها، تثير تساؤلات وشكوكاً مبررة حول مدى واقعيتها وخاصة نجاحها».
وتابع: «أولاً، لم يتم رصد أي ضربات جوية من قبل الطيران الأميركي أو ما يسمى بالتحالف الدولي على منطقة إدلب لخفض التصعيد في غضون يوم السبت أو الأيام الأخيرة الماضية، وثانياً، لا علم لدينا بتقديم أي مساعدة مزعومة لتحليق الطيران الأميركي في المجال الجوي فوق منطقة إدلب لخفض التصعيد خلال هذه العملية».
وأردف المتحدث: «ثالثاً، كل الأراضي غير الخاضعة للحكومة السورية بمنطقة إدلب لخفض التصعيد تجري إدارتها والسيطرة عليها من قبل جماعة «جبهة النصرة» الإرهابية، التي تمثل ذراعاً سورية لتنظيم القاعدة. وقامت هذه الجماعة دائماً بالقضاء على التنظيم وأي من عناصره مباشرة على الأرض بلا هوادة، باعتبارهم منافسين أساسيين لها على السلطة في سورية. لهذا السبب يستحق الوجود الهادئ للزعيم السابق لداعش على الأراضي الخاضعة لسيطرة القاعدة السورية تقديم أدلة مباشرة منفصلة من قبل الولايات المتحدة وباقي المشاركين في العملية».
وختمت الوزارة بالقول: «رابعاً وأخيراً، منذ لحظة الدحر النهائي لداعش على يد الجيش الحكومي السوري بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية أوائل العام 2018، لا يوجد على الإطلاق أي نبأ جديد عن مقتل أبو بكر البغدادي له تأثير على الأوضاع في سورية أو أنشطة الإرهابيين المتبقين في إدلب».
بدورها، ذكرت وكالة «سانا»، أن هذا الإعلان يعيد إلى الذاكرة عملية تخلص الإدارة الأميركية من زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن الذي أوجدته الولايات المتحدة في أفغانستان وتخلصت منه عند انتهاء مهمته لتدفن معه أسرار العلاقة مع واشنطن.
واعتبرت الوكالة، أنه إذا ما تأكدت رواية مقتل البغدادي في مدينة إدلب فهذا يطرح سؤالاً كبيراً عن الجهات والدول التي دعمته وحمته طوال تلك المدة وعلى رأسها النظام التركي الذي يدافع باستماتة عن المجموعات الإرهابية في إدلب ويحاول تأمين الحماية لها منذ سنوات.
وكانت العديد من وسائل الإعلام ذكرت أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أقرت في مذكرات لها قبل سنوات بأن عدداً من الدول الغربية بينها الولايات المتحدة هي المسؤولة عن إنشاء تنظيم داعش الإرهابي وتمويله وتزويده بالأسلحة ودعمه بمختلف الوسائل.
ولفتت «سانا»، إلى أن رواية مقتل البغدادي على يد القوات الأميركية إذا ما تأكدت تثير تساؤلات كثيرة حول الهدف منها ولاسيما أنه بات معلوماً في كثير من مفاصل الحرب الإرهابية على سورية دور الولايات المتحدة في دعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش ضد الجيش العربي السوري.
وشددت على أن مقتل البغدادي على يد القوات الأميركية لا يعني تبرئة الإدارة الأميركية من صناعة التنظيمات الإرهابية لزعزعة الاستقرار في الدول التي لا ترضى عنها واشنطن ولا من دعم الإرهاب في سورية.
وتؤكد العديد من التقارير أن جهاز الاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ضالعتان بشكل كبير في تشكيل تنظيم داعش الإرهابي في العراق بداية عام 2014 بزعامة البغدادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن