ثقافة وفن

حكاية القلم والصحفي

| يكتبها: «عين»

عجائب مهنة الصحافة
للقلم حكاية في عالم الصحافة وكنا نتندر بسماع قصص الأقلام في جيوب الصحفيين والكتاب أيام شبابنا، فنسمع عن كتّاب لا تروق لهم الكتابة إلا بقلم الرصاص (حكمت محسن مثلاً)، كان كاتباً مبدعاً، ونسمع عن كتّاب يحملون أكثر من خمسة أقلام في جيوبهم دائماً، وإلا فلا يستطيعون المشي ولا الجلوس ولا معايشة طقوس الكتابة (الروائي المصري جمال الغيطاني مثلاً)، وكتاباته رائعة.
وعندما كنا نسمع الكاتب المبدع الصديق حسن م. يوسف يتحدث عن ولعه بالحاسوب والكتابة عليه وفي خلفية الجلسة تسجيل لزقزقة عصافير في غرفته الصغيرة بمساكن برزة، كنا نقول إن عالم الكتابة عالم له خصوصية الأمزحة.
حتى الآن أستغرب عندما أجد صحفياً لا يحمل قلماً بجيبه، نعم هناك صحفيون لم يحملوا أقلاماً طيلة حياتهم المهنية، ولا أعرف عما إذا كانت ذاكرتهم تنفي الحاجة إلى قلم.
والغريب هذه الأيام أن هناك نماذج من الصحفيين لا يعرفون الكتابة، ولم يقرؤوا في حياتهم كتاباً واحداً، وهذه بسيطة، ولكن ما رأيكم بهذه الإحصائية البسيطة التي جمعتها بجهد شخصي من الأوساط التي أعمل بها:
أولاً: حصل على أجهزة الحاسوب المحمول اللابتوب عدد من العاملين يساوي 5% من مجموع العاملين، والحديث هنا عشية الحرب، ولم أشاهد أياً من هؤلاء يكتب على لابتوب خاص في العمل!
ثانياً: تم تركيب منظومات حاسوبية منذ زمن طويل، ولكل صحفي حساب خاص، تم تركيب منظومات للأخبار موصولة بوكالة سانا والوكالات الأخرى.
ثالثاً: تصل نسبة الذين يجيدون استخدام الحاسوب وشبكة الإنترنت إلى 90 بالمئة.
كل هذه الميزات التقنية، هناك صحف تنشر مقالات مذيلة بعبارة (بقلم فلان)، علماً أن فلاناً لا يكتب بالقلم، وهناك صحفيون يعجزون عن كتابة صفحة واحدة بالقلم، وتنشر لهم الصحف مقالات بعدد شعر الرأس!
وأجمل طرفة سمعتها هي أن نسبة استهلاك الأقلام لم تتراجع بل زادت، وكذلك يمكنك أن تسأل أولئك الذين يستلمون الأقلام: معك قلم يا زميل، فيهز رأسه نافياً، فأين اختفت الأقلام، أم إن المسألة مسألة نخوة؟!
هذه من عجائب الدهر!

قرار التقاعد!
صدر قرار بإحالة نحو خمسين عاملاً في الإذاعة والتلفزيون على التقاعد لبلوغهم الستين من العمر، وعند التعرف على أسمائهم نكتشف أن هناك نحو 50% هم مساعدون فنيون والبقية معينون بصفات أخرى غير إعلامية، لايوجد منها سوى محررين ومصورين، وواقعياً يعمل ثمانية من هؤلاء الخمسين بالإخراج التلفزيوني، وأهم المخرجين فيهم هو من الفئة الرابعة!

لو كنت..!
• لو كنت مكان الصحفي رائف مرعي، وعدت من بيروت بعد أسبوع من معايشة الحراك الواسع هناك، كنت كتبت مقالاً مهماً عنه.
• لو كنت مكان الكاتب الدرامي مروان قاووق كنت رفعت أجر الساعة الدرامية التي أكتبها إلى ثلاثة أضعاف ما يعطوني!
• لو كنت مكان الفنان تيم حسن كنت أوقفت مسلسل الهيبة لأنه صار يضر بسمعتي.
• لو كنت مديراً للتلفزيون كنت شرعت في كتابة مذكراتي.
• لو كان معي من المال ما يكفي لكنت أنشأت محطة تلفزيونية جديدة لتشارك التلفزيون وقنواته في الدفاع عن سورية.

سريّ
همس لي أحد المخضرمين في الإذاعة والتلفزيون أن جد فلان الفلاني كان يعمل في الإذاعة والتلفزيون، ووجود أبيه مسألة طبيعية، وسألني: طيب أين يعمل ابنه بعد أن درس الإعلام المفتوح؟!

سؤال؟
ما علاقة قناة نور الشام بالرقابة والأسعار والمنوعات؟!
نقترح الاكتفاء ببرامجها الجيدة التي تتطابق مع هويتها، والبحث عن أفكار جديدة تخرج عن أناشيد الفرق ذات الطقم والكرافة والطربوش!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن