رياضة

أعراض وأمراض

| مالك حمود

مع مضي مرحلتين من الدوري الممتاز لكرة القدم ثمة ظاهرة غريبة ربما لم نألفها، لم تظهر حتى الآن وهي غياب الإقالات أو الاستقالات عن فرق الدوري، ولا ندري ما إذا كان الوعي قد تسلل إلى عقول إدارات أنديتنا وأدى إلى غياب تلك الظاهرة ولو في أول مرحلتين.
نأمل أن يكون الوعي قد حل مكان التسرع والارتجال والرضوخ لآراء المدرجات وضغوط مواقع التواصل الاجتماعي وما يطلبه الجمهور في اتخاذ القرارات، ونأمل ألا تكون لمسألة انتخابات إدارات الأندية دور في غياب تلك الظاهرة، مادامت الشخصيات الطامحة في أخذ مكانها ضمن مجالس الإدارات الجديدة قد أعلنت حالة العصف الذهني في الترتيب والتنسيب والتثبيت لكسب الأصوات المطلوبة.
ولا ندري ما إذا كانت المرحلة الثالثة ستشهد عودة مسألة تبديل المدربين، لاسيما أن الاستقرار الفني والإداري من أهم عوامل الفوز والنجاح وهذا ما تثبته الأيام، فيما لا تزال رياضتنا بعيدة عن المنطق الرياضي الحقيقي السليم لدى التفكير في مجالس إدارات الأندية الجديدة، حيث يلهث الكثيرون وراء الأشخاص الممولين!
لسنا ضد الممولين والداعمين ولكن شريطة أن يكونوا رياضيين، وإذا لم يكن لهم تاريخهم الرياضي، يجب أن يكونوا أصحاب فكر ومنطق رياضي، فالعمل في الرياضة يختلف في أدواته ومفرداته وتفاصيله بشكل كبير عن العمل في بقية مجالات الحياة، والغريب أن نرى جل التركيز على موقع رئاسة النادي الذي يجدر التعامل معه كمؤسسة رياضية قائمة على عدة أشخاص بمختلف اختصاصاتهم وأدوارهم وتفاصيل عملهم، فيما نرى مرشحين لعضوية إدارات الأندية الكبيرة أيضاً لا يحملون شهادة التعليم الأساسي، فيكف لمن لم يحصل على شهادة الصف التاسع أن يوجه الأجيال الرياضية إلى العلم والرياضة، في وقت بات العلم فيه جزءاً مهماً في فكر الرياضي وتفكيره وحياته، لاسيما مع إخفاق العملية الاحترافية في بناء مستقبل الشاب؟!
إدارات الأندية كانت وستبقى مركز الهم والاهتمام، ومثار الكثير من الجدل والكلام، والواضح أن رياضتنا لم تستفد من كل دروس الماضي، لتعود كي تضع النادي في يد شخص مع احترامنا للجميع، ومن باب أنه القادر على التمويل، في وقت يجدر البحث فيه عن كيفية السعي إلى مصادر التمويل، قبل التفكير في الممول نفسه.
وكل الخشية أن تكون صورة المرحلة الحالية عبارة عن أعراض لما ينتظرها من أمراض!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن