تعاني السلة السورية من مشكلات جمة أثرت على تطورها، جلها يتعلق بالحالية الفنية، بعد سلسلة من المنغصات التي أرهقتها ووضعتها في المنطقة الخطرة، ويأتي غياب النجوم الكبار الذين تألقوا وتركوا بصمة مشرقة في المحافل العربية والقارية من أهم تراجع مستوى اللعبة، لكنه من الواضح أن سلتنا بشكل عام تعاني في الآونة الحالية من مشكلة أشد تعقيداً، وسوف يكون لها نتائج سلبية في المدى القريب في حال لم تكن هناك حلول سريعة وناجعة وجذرية لمشكلة غياب لاعبي الارتكاز في أنديتنا، فباتوا معروفين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، دون أن يكون هناك بدائل لهم، وهذا سيجعل سلتنا تصل في يوم ما إلى خسارة هذا المركز طالما أن الحلول التي تنتهجها الأندية ما زالت آنية وغير مجدية، ولن تكون فعّالة طالما أن أغلبية هذه الأندية لا تقوم بالبحث وصناعة هذا اللاعب بشكل علمي، وإنما تسعى لاستقدامهم بطريقة مسبقة الصنع من أجل تدعيم صفوف الفريق لا أكثر.
فما سبب غياب لاعبي الارتكاز، وعلى من تقع مسؤولية ندرتهم، وهل بمقدور اتحاد السلة إيجاد الحل المناسب، أم إن الأندية لا تعمل بطريقة علمية وفنية جيدة.
«الوطن» حيال ذلك استطلعت آراء أهل اللعبة من لاعبين ومدربين، ومعكم نمضي:
ياسر حاج إبراهيم مدرب النواعير: «اختيارات المدربين»
يتمتع لاعب الارتكاز بصفات خاصة أهمها الطول، واللاعب الطويل في صالاتنا أصبح عملة نادرة، وهناك أسباب لذلك، أولها يتعلق بمعدل الطول العام للسوريين، حيث لا نعتبر من الشعوب التي تمتلك معدل طول مرتفع، والثاني اختيارات المدربين للاعبين في فئتي الصغار والميني باسكت، كونها تهتم بالنتائج الآنية، والفوز بالبطولات للفئات العمرية على حساب التخطيط لنتائج مستقبلية، حيث يكون تطور اللاعب القصير مهارياً في هاتين الفئتين أسرع من تطور اللاعب الطويل، مما يدفع بعض المدربين لإهمال اللاعب الطويل، والاعتماد على اللاعب القصير الأكثر مهارة وسرعة لتحقيق نتائج مرحلية وآنية لا تغني ولا تسمن من جوع.
السبب الثالث هو عدم وجود كشافين للأندية للبحث عن خامات ولاعبين طوال القامة، والاكتفاء بمن يأتي بنفسه للعب والتسجيل في الأندية.
اللاعب شريف العش نادي الوحدة: «قلة الاهتمام»
ضعف لاعبي الارتكاز يعود إلى قلة الاهتمام بهم من الأندية بالدرجة الأولى، أما قلة لاعبي الارتكاز فيعود لسببين، الأول قلة وجود هذه الفئة (طوال القامة) في سورية بشكل عام، والسبب الثاني عدم اكتشاف هذه الفئة.
الحلول ممكنة، هناك ما يدعى كشّاف، وهو وظيفة موجودة بجميع أندية العالم المحترفة، وهي وظيفة مثلها مثل الإداري والمدرب والمعالج… إلخ، مهمتها البحث في كل مكان لديه احتمال إيجاد هذه الفئة مثل المدارس، وهي الأهم والتواصل معهم ومع الأهالي في حال اضطر الأمر ليلتحقوا بتدريبات النادي بحسب عمرهم (صغار – أشبال – ناشئين في حالات خاصة) وهنا يبدأ دور المدرب والأندية بكشف المواهب والعمل عليها، وتخصيص ميزانية خاصة للاهتمام بهذه الفئة نظراً لندرتها.
عبود شكور مدرب الجلاء: «مسؤولية الأندية»
نسبة الطول بسورية ليست عالية، وهي من أهم الأسباب لعدم وجود اللاعبين الطوال القامة (فوق المترين) إضافة إلى ضعف اهتمام الناس بكرة السلة، إذا ما أخذنا نسبة من يمارس كرة السلة بالنسبة لعدد سكان.
طبعاً لا يوجد اهتمام كاف بطوال القامة الممارسين لكرة السلة سابقا وحاليا (مادياً، معنوياً، فنياً) من جميع الأندية.
الحل يقع على الأندية من خلال تخصيص فريق عمل للبحث عن طوال القامة في كافة الأمكنة، وجذبهم وإقناعهم لممارسة كرة السلة، كما هناك مسؤولية على اتحاد السلة الذي يجب عليه الترويج للعبة أكثر، وزيادة شعبيتها، بالتنسيق مع الإعلام من نقل مباريات، دعايات للمباريات،
بالإضافة للاهتمام باللاعبين طوال القامة الممارسين للعبة من كافة النواحي (كونهم نقطة ضعف سلتنا) مادياً من ناحية الرواتب، وفنياً بإرسالهم دورياً لمعسكرات خارجية على حساب الاتحاد.
أبي دوجي المدير الفني لسلة الجيش «النوم بالعسل»
غياب لاعبي الارتكاز له العديد من الأسباب، يأتي في مقدمتها، مدربو القواعد بالأندية، والحل ضرورة وجود كشافين بكل ناد، ودفع رواتب لمدربي القواعد مثل مدرب الرجال بالأندية، مثال راتب مدرب رجال بأي ناد درجة أولى نحو 400 ألف ليرة بالشهر أو أكثر، فيما مدرب القواعد لا يصل راتبه الشهري إلى عشرين ألفاً.
إذا تساوى الراتبان فمن المؤكد أن نرى قواعد الأندية بخير، لكن اتحاد السلة ما زال نائماً بالعسل، فقط إعلام ودعاية دون أي اهتمام.
هيثم جميل مدرب الكرامة: «عملة نادرة»
لاعب الارتكاز بمثابة العملة النادرة في أنديتنا، ووجوده ليس بالأمر السهل، يجب البحث والمتابعة من أجل إيجاده والاهتمام به، وتأمين كل السبل لتطوير مستواه، المسؤولية تقع على اتحاد السلة وإدارات الأندية معاً، اتحاد السلة يجب أن يضع شروطاً على الأندية بفرق الأشبال وجود لاعبين طوال، وكذلك الشباب والرجال.
لاعبو الارتكاز لا يأخذون حقهم بالرعاية والاهتمام لأنهم بحاجة لعمل كبير.