الأخبار البارزةشؤون محلية

للسنة الثانية «عواصف تشرين» تغرق معامل في عدرا والمتهم الصرف الصحي … إبراهيم: لجنة للتحقيق في اتهامات إزالة الساتر الترابي

| عبد المنعم مسعود

تكرر سيناريو عاصفة العام الماضي التي ضربت سيولها المدينة الصناعية في عدرا يوم الخميس الماضي علما أن توقيت العاصفتين جاء في الشهر ذاته الذي هوشهر تشرين الأول وبفارق زمني عدة أيام بينهما ففي حين حصلت عاصفة العام الماضي في الأيام الأخيرة من النصف الثاني من الشهر جاءت عاصفة هذا العام في الرابع والعشرين منه والمصادفة الثانية أن نتائج العاصفة ضربت القطاع ذاته الذي تعرضت معامله العام الماضي للغرق بمياه السيول وهو القطاع الشرقي.
واختلفت هذه المرة الاتهامات عنها في العاصفة الماضية والتي كان المتهم بها سد الضمير والسيول التي جاءت منه ومن الجبال المحيطة بالمدينة وفي العاصفة الحالية دخل الصرف الصحي وعدم قدرته على استيعاب كميات الأمطار الهاطلة ما أدى إلى تجاوز السيول الداخلية ودخولها أقبية معامل في القطاع الخامس إضافة إلى تحميل التهمة لإزالة جزء من الساتر الترابي في بعض الأماكن ما أدى إلى توجه المياه إلى معامل دون معامل أخرى يضاف لها عدم تنفيذ العبارتين على طريق الضمير المار بالمدينة الصناعية.
محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم بين أن المدينة الصناعية بعدرا تعرضت لسيول جاءت باتجاه المدينة بغزارة أقوى من غزارة السيول التي ضربتها قبل عام موضحا أن قناة درء السيول التي أقرت العام الماضي باجتماع مع رئيس الحكومة في المدينة الصناعية والتي تمت المباشرة بها قبل تصديق العقود أدت إلى التخفيف من الأضرار والتي لم تكن بحجم أضرار العام الماضي مستدركاً أن العاصفة المطرية حصلت في قلب المدينة الصناعية وليس من خارجها مؤكداً أن آليات المحافظة لازالت تعمل على إزالة الأضرار.
وأكد إبراهيم عدم وجود خسائر بالمعامل مبيناً أن بعض المعامل دخلت المياه إلى أقبيتها لكن الخسائر ليست بحجم خسائر العام الماضي.
وكشف إبراهيم في تصريح لـ«الوطن» عن تكليف شركة الإنشاءات العسكرية بإنجاز عبارتين على الطريق المار بالمدينة الصناعية وذلك عبر إنجازها بشكل مؤقت بحيث تمنع أي فيضان في الفترة القادمة ريثما يتم إنجاز العبارتين بشكل دائم.
وقال إبراهيم: إنه ستتم إعادة دراسة الصرف الصحي في المدينة الصناعية وذلك من أجل وضع أنابيب ذات أقطار أكبر تتحمل أي غزارات مطرية حتى لو كانت الكلف عالية بحيث تصبح المدينة الصناعية بعدرا آمنة مئة بالمئة من أية سيول وغزارات مطرية قادمة مؤكداً أنه خلال الأسبوع القادم سيتم الانتهاء من العبارتين المؤقتتين إضافة إلى قناة درء السيول التي تم إنجاز 90 بالمئة منها موضحاً أن الشركة العامة للمواصلات الطرقية هي المسؤولة عن التنفيذ وبانتظار أن تنتهي من ذلك ستقوم المحافظة بتنفيذ جزء مؤقت لحماية المدينة، لافتاً إلى أنه وزيادة في الأمان سيتم إنشاء قناة ثانية لدرء السيول.
ووفقا للمحافظ الذي التقى الصناعيين يوم الأحد في المدينة الصناعية فإنه سيشكل لجنة تحقيقية في اتهامات ساقها الصناعيون بقيام أحد ما بإزالة االساتر الترابي لبيان ما إذا تمت إزالة الساتر الترابي عن قصد أم لا.
وأشار المحافظ إلى أن المحافظة أعطت المباشرة بقناة درء السيول في 17 تموز حتى قبل تصديق العقود مؤكدا عدم صرف أية مبالغ على العقد حتى الآن رغم أن العقد سيصل إلى نهاية فترته الزمنية قريبا موضحا أن ما تم رصده لقناة درء السيول والعبارات تقريبا مليار ليرة وأن الهدف من القناة هو تجميع مياه السيول قبل وصولها للمدينة الصناعية وتوجيهها باتجاه بحيرة العتيبة وذلك وفقا للدراسات التي أعدتها وزارة الموارد المائية.
مدير المدينة الصناعية بعدرا فارس فارس قال إن الأضرار أصابت معملاً واحداً فقط مبيناً أن المياه دخلت إليه عن طريق قنوات التصريف بارتفاع 5 سم موضحا أن ضغط المياه على قنوات التصريف أدى لخروجها لقبو المعمل ومبيناً أن السبب وراء أضرار هذا العام هو السيول والأمطار القادمة من الجبال المحيطة بالمدينة الصناعية وليس سد الضمير كما حصل العام الماضي مبينا انه بعدها أجريت دراسة لدرء السيول عن كل المنطقة لكن الدراسة تم تعديلها لدراسة إسعافية لحماية المدينة الصناعية فقط وذلك لأنها أقل تكلفة وتمت المباشرة بها من قبل عدد من شركات القطاع العام وذلك تسريعا للمشروع المتضمن تنفيذ قناة مائية وعبارتين على طريق الضمير
وأكد فارس في حديث لـ«الوطن» استلام المواصلات الطرقية للجزء الخاص بها وهو تنفيذ العبارتين اليوم للبدء بتنفيذهما عازيا التأخر للبدء بتنفيذ كامل المشروع حتى منتصف تموز الماضي لتعديل الدراسة من شاملة لكل المنطقة إلى إسعافية تشمل المدينة الصناعية فقط لحمايتها من السيول القادمة من الجهة الشرقية.
ووفقا لمدير المدينة فإن السيول التي جاءت هذا العام كانت قوية وتنفيذ القناة أدى إلى استيعابها لكن غزارة الأمطار أدت إلى فيضانها مبيناً أن العمل لإقرار دراسة جديدة للصرف الصحي في المدينة يأتي بسبب التغيرات المناخية والتي تقتضي تغييرات في المصارف المطرية في المدينة الصناعية وليس من أجل حماية المدينة من السيول بل لاستيعاب الأمطار الهاطلة ضمن المدينة الصناعية.
مدير الموارد المائية في دمشق وريفها محمود الكعر بين لـ«الوطن» أنهم كموارد مائية لا علاقة لهم بما جرى في المدينة الصناعية وانه لم يدخل إلى السدود في المنطقة مياه أمطار إلا جزء بسيط جدا وبالتالي فإن الجريانات التي توجهت للمدينة الصناعية هي من المسيلات المحلية الموجودة في المنطقة الجبلية شمال وشمال غرب المدينة موضحاً أنهم درسوا مشروع درء السيول عن المدينة العام الماضي وأن الجهة المعنية بتنفيذه هي إدارة المدينة مبيناً أنه وفقاً لمعلوماته تم تنفيذ خندق الصرف وأمس (الاثنين) بصدد تسليم موقع العمل بالنسبة لتنفيذ العبارة التي تحول المياه باتجاه الجنوب باتجاه بحيرة العتيبة والذي ستقوم بتنفيذها المواصلات الطرقية مبينا أن المشروع درس بشكل متكامل وعدم تنفيذه بكليته بالأكيد سيخلق خللاً.
مدير المواصلات الطرقية في دمشق وريفها أحمد عطا اللـه بين لـ«الوطن» إنه لا يوجد تأخير في تنفيذ الجزء الخاص بالمشروع من قبل المواصلات الطرقية مؤكدا أن لا علاقة لعدم تنفيذ العبارتين بما حصل من فيضان داخل المدينة وأن المباشرة بالموقع ستبدء من اليوم مشددا انه لا يوجد تأخير وأن العمل كان بانتظار صدور العقود الخاصة بالمشروع ونقل الكابلات المارة بجانب الطريق فلا يمكن المباشرة بالعمل في ظل وجودها والآن بعد أن تم نقلها ستتم المباشرة من اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن