شؤون محلية

شواغر قليلة في الجامعات بسبب عدم رفع الملاكات

| فادي بك الشريف

علمت «الوطن» أن بعض الجامعات قامت بشطب عدد كبير من الاحتياجات الخاصة بمسابقة الهيئة التدريسية التي رفعتها الكليات والأقسام، والسبب بحسب المصدر أن الجامعات لا تملك سوى عدد هزيل من الشواغر، ولم يتم توسيع الملاك من وزارة التعليم العالي منذ أعوام، حتى بقيت الشواغر محدودة جداً رغم الأعداد الكبيرة في عدد الطلاب والتوسع في الكليات وافتتاح أقسام عديدة في الجامعات السورية.
وقال أحد الحاصلين على شهادة الدكتورة في جامعة تشرين: إن عملية الشطب والحذف لحاجات الكليات من شأنه إقصاء كفاءات نادرة، ما يعيدنا إلى مربع ما قبل الصفر، ولن يبقى لكل كلية شيء يذكر من الشواغر، متسائلاَ هل يعقل أن تعطى كلية بأكملها ٥ شواغر على حين فيها ٧ أقسام وكل قسم يحتاج ٥ وأكثر؟
كما تساءل الدكاترة على أي أساس سيتم الشطب ومن يدري أياً من هذه الاختصاصات يوجد فيها من يحمل شهادة الدكتوراه، وهل يعقل أن تعتمد هذه المسابقة المنتظرة منذ سنوات على «ضرب المندل»، وهل يمكن لهم معرفة من سيتقدم ومن يحمل هذا الاختصاص أو ذاك، وهل قاموا بإجراء لقاءات ودراسات دقيقة لذلك؟.. إلا إذا كانوا قد فصلوا الاختصاصات تفصيلاً؟
ولفت أحد الدكاترة إلى ضرورة عدم ترك الاحتياجات المرفوعة من الكليات كما هي، مع فتح المجال لمعرفة المتقدمين من حملة الكفاءات، وبالتالي يتبين فعليا عدد ونوع اختصاصات المتقدمين ومن ثم تحديد الأولوية بناءً على الشواغر؟ مضيفاً: أما أن يتم شطب الاختصاصات من عالم الغيب، فهذا لا يعقل وليس منطقيا أبداً
وقال: في جميع المسابقات الماضية كان يطلب مثلاً في الجامعة ٢٠٠ أو ٣٠٠ اختصاص، لكن الذين يتقدمون ويتعينون لا يتعدون الـ٦٠، وذلك بسبب قلة الكفاءات التي اختارت البقاء في الوطن؟
وطالب عدد من حملة الدكتوراه بضرورة رفع عدد الشواغر بشكل ينقذ الجامعات ممن بات معظم أساتذتها في سن التقاعد وامتنع ٢٠٠٠ معيد من الشباب الموفدين عن العودة، حيث إن بعض الجامعات الضخمة لا يتعدى عدد شواغرها ٥٠ شاغراً في الوقت الذي تحتاج فيه إلى ٥٠٠ أو ١٠٠٠ على الأقل.
والسؤال إذا كانت الجامعات تعلم أن شواغرها محدودة جدا، فلماذا لم تطالب الوزارة برفع ملاكها، ولماذا طلبت من الأقسام رفع احتياجاتها وعقد الجلسات ورفع القرارات غير المجدية، إذا كانت ستنتهي بالتشطيب وحذف أكثر من نصف الاختصاصات التي رفعتها الكليات.
وفي السياق بينت مصادر رسمية في جامعة تشرين لـ«الوطن» أنه تم رفع كتاب إلى وزارة التعليم العالي بضرورة رفع الملاكات والشواغر المخصصة للجامعة من أعضاء الهيئة التدريسية إلى أكثر من 270، الأمر الذي ينعكس إذا ما تم التصديق عليه من التعليم العالي والجهات ذات الصلة، على توسيع الاختصاصات ضمن مسابقة أعضاء الهيئة التدريسية المقرر إعلانها خلال أيام.
وأضافت مصادر جامعية: إن النقص في الشواغر والملاكات ينطبق على مختلف جامعات القطر، وهو ما دفع البعض للمطالبة بضرورة رفع الملاكات والشواغر كي يكون الترميم حقيقياً للكوادر التدريسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن