سورية

اتفاق على تنسيق عسكري في قمة أوباما – بوتين.. وخلافات حول وسائل إنهاء الحرب في سورية

وكالات :

التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في ساعة متأخرة من ليل الإثنين في الأمم المتحدة بحثاً عن حلول في مواجهة الفوضى في سورية لكنهما لم يحققا أي اختراق حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة في سورية.
وبعد لقاء استمر نحو تسعين دقيقة وبدأ بمصافحة فاترة، تحدث الرئيس الروسي بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء عن «لقاء بناء وعلى قدر كبير من الانفتاح» مع نظيره الأميركي وأشار إلى تعاون ممكن. إلا أنه شدد في الوقت نفسه على وجود خلافات حقيقية حول وسائل إنهاء الحرب في سورية التي أودت بحياة الآلاف.
ولم ينف بوتين إمكانية توجيه ضربات روسية لتنظيم داعش في سورية لكنه استبعد إرسال قوات برية لمقاتلة «الجهاديين»، مشيراً إلى رغبته في «تقديم مساعدة أكبر للجيش العربي السوري».
وفي إشارة إلى التوتر القائم مع الغربيين، لم يتردد بوتين في انتقاد أوباما والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقال: «أكن احتراماً كبيراً لنظيريّ الأميركي والفرنسي لكنهما ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يشاركا في اختيار قادة دولة أخرى».
وخصص هذا اللقاء الرسمي الأول بين بوتين وأوباما للأزمة السورية والنصف الآخر للأزمة في شرق أوكرانيا. وتعقيباً على تصريحات بوتين، تحدث أوباما عن «إرادة مشتركة» في إيجاد حلول في مواجهة الحرب في سورية التي أدت إلى أزمة هجرة غير مسبوقة. لكنه أشار إلى خلاف حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة.
وقال مصدر قريب من اللقاء: إن الرجلين أكدا أهمية الاتصالات على المستوى العسكري لتجنب أي نزاعات بين البلدين في المنطقة.
وقبل ساعات من ذلك، تحدث الرئيسان الروسي والأميركي عن خلافاتهما علناً على منبر الأمم المتحدة وتبادلا الاتهامات بالمساهمة في التوتر في المنطقة.
ولمواجهة الجهاديين في تنظيم داعش، دعا بوتين من على منبر الأمم المتحدة إلى تشكيل «تحالف واسع لمكافحة الإرهاب» يشبه ذاك الذي شكل لمحاربة «هتلر» خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال الرئيس الروسي في خطابه الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عشر سنوات: «علينا أن نعترف أن لا أحد سوى القوات المسلحة للرئيس (السوري) يقاتل فعلياً الدولة الإسلامية».
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقاء الرئيسين في حديث لقناة «روسيا اليوم» أن روسيا سيسرها دعوة المعارضة السورية لتنسيق عمليات مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن موسكو لا يمكن أن تسمح بتفكك سورية، وإلا فالبديل سيكون «داعش».
وقال: إن الرئيسين بوتين وأوباما ناقشا في لقائهما إمكانية تعاون بلديهما في حل القضايا الملحة وبالدرجة الأولى الأزمة السورية، مضيفاً: «اتفقنا أن هدفنا هو الانتصار على داعش ومنعه من تنظيم الدولة التي يخطط لإقامتها على مساحة شاسعة».
وذكر أن الرئيس بوتين أوضح لنظيره الأميركي أن تشكيل قيادة موحدة للقوات المناهضة لتنظيم داعش أمر غير واقعي، إلا أنه أكد ضرورة تنسيق العمليات «على الأرض» وتنسيق الضربات الجوية.
وأوضح لافروف: «نحن على قناعة بأن جميع القوى التي تحارب «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية يجب أن تنسق عملياتها»، مضيفاً: «لأن التحالف يقوم فقط بتوجيه ضربات جوية، أما قوات سورية والعراق وكذلك الوحدات الكردية فهي التي تحارب «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما على الأرض».
كما أضاف وزير الخارجية الروسي: إن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة والتحالف الدولي تنسيق الضربات الجوية على مواقع داعش مع عمليات القوات البرية على أساس مركز بغداد المعلوماتي الذي يجري إنشاؤه حالياً. وقال: إن موسكو تتعاون مع حكومات العراق وسورية وإيران، معرباً عن أمله في أن تبادل المعلومات هذا سيساعد في مكافحة الإرهاب.
وأكد لافروف أن الإصلاحات السياسية في سورية يجب أن تجري من دون تكرار أخطاء العراق وليبيا حيث أدخل التدخل الخارجي بهدف نشر الديمقراطية البلدين في فوضى وعرضهما لأخطار التجزؤ إلى دويلات صغيرة.
وقال: «موقفنا يتلخص في أن مهمتنا الرئيسية في المرحلة الراهنة هي منع الإرهابيين من تدمير الشرق الأوسط، كما نعرفه، الشرق الأوسط مهد الديانات الثلاث».
وأكد ضرورة الإصلاحات في سورية شرط ألا تفرض من الخارج، بل يجب أن تخرج من الداخل، من الحكومة والمعارضة. وقال لافروف: «أكد الأميركيون أن موقفهم هو المحافظة على وحدة وسيادة سورية والعراق وبلدان المنطقة الأخرى. على هذا الأساس نستطيع التعاون. بكلام آخر يجب أن تجري محاربة الإرهاب بالتوازي مع الإصلاحات السياسية ولكن من دون أن تفرض من الخارج، بل يجب أن تخرج من الداخل، من السوريين أنفسهم، من الحكومة وكل المجموعات المعارضة. كلهم يجب أن يطلقوا عملية سياسية ويناقشوا مستقبل بلدهم».
وأضاف: «حين يتوصلون إلى اتفاق كما يتطلب بيان جنيف الموقع منذ 3 سنوات في يونيو 2012، والذي يدعو إلى الإصلاحات السياسية في سورية على أساس متين من الوفاق بين الحكومة والمعارضة، عندها آمل أننا سنحقق هدفنا، وسنكون على ثقة بأن الشعب يقرر مصيره بنفسه».
هذا وكان لافروف قد صرح للصحفيين في وقت سابق بأن روسيا لا تنتظر اختراقاً في حل الأزمة السورية، لكن الوضع يجب ألا يتدهور، واصفاً مباحثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالرائعة.
وقال لافروف: «نحن لا ننتظر اختراقاً (في سورية) لكن الوضع يجب ألا يتدهور».
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إن الرئيسين الروسي والأميركي ناقشا تبادل المعلومات بشأن الأزمة في سورية خلال اجتماعهما في نيويورك.
وأضاف بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن مركزاً للمعلومات سيقام في بغداد لتبادل المعلومات بين روسيا وإيران والعراق وسورية. كانت روسيا اتفقت أيضاً على آلية مماثلة منفصلة مع إسرائيل.
وأوضح بيسكوف أنه لا توجد لديه معلومات عن أي ضربات جوية روسية على أهداف في سورية.
وقال: إن العلاقات بين واشنطن وموسكو ليست في أفضل حالاتها لكنه عبر عن استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة في حل الأزمات الحادة بما في ذلك الأزمة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن