سورية

الإرهابيون يستميتون لبلوغ المشفى الوطني وقواتنا المسلحة تصليهم ناراً حامية…المعركة الحاسمة اقتربت.. الجيش عند مدخل جسر الشغور الشرقي ويطبق نارياً على محاورها

إدلب- الوطن – حماة – محمد أحمد خبازي

واصل الجيش العربي السوري أمس تقدمه باتجاه جسر الشغور ووصل إلى معمل السكر عند المدخل الشرقي للمدينة في الوقت الذي فرضت وحداته حصاراً نارياً على جميع محاور بقية المداخل ولاسيما الجنوبي منها حيث يسعى الجيش للوصول إلى المشفى الوطني لفك الحصار عن ضباطه وجنوده الأبطال المحاصرين فيه.
وفي إشارة إلى عزم الجيش بدء المعركة الحاسمة لاستعادة المدينة بكاملها، ألقت حواماته آلاف المنشورات الورقية فوق المدينة وفي محيطها تطالب فيها الميليشيات المسلحة، التي احتدمت الخلافات والصراعات فيما بينها بتهم التخوين والعمالة والتقصير، بإلقاء سلاحها وتسليم مقاتليها إلى الجيش ودعوة الأهالي إلى الابتعاد عن تجمعات ومراكز تلك الميليشيات داخل المدينة حفاظاً على أمنهم وسلامتهم، وفق مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن».
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش أحرزت تقدماً جديداً بعد سيطرتها أخيراً على تلتي قرطة وخطاب وقرية المشيرفة جنوب شرق المدينة وباتت عملياتها تدور بالقرب من مدخل المدينة الشرقي عند معمل السكر ومفرق قرية بشلامون اللذين يشهدان اشتباكات عنيفة في ظل تقهقر المسلحين وانخفاض روحهم المعنوية وانهيار خطوط دفاعهم جراء الخسائر البشرية والعسكرية الكبيرة في صفوفهم، ما يعزز فرصة تقدم الجيش إلى داخل المدينة من جبهة عريضة تشرف عليها التلال التي أحكم سيطرته عليها.
وبيّن المصدر، أن جبهة النصرة، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، وحلفاءها في التنظيمات الإسلامية المتشددة أصبحوا في وضع لا يحسدون عليه أمام داعميهم الإقليميين والدوليين الذين عولوا عليهم بتنفيذ مخطط كبير أفشله الجيش العربي السوري. فها هي تحصيناتهم تنهار أمام تقدم الجيش جنوب جسر الشغور باتجاه المشفى الوطني تحت ضغط الكثافة النارية وعزيمة عناصره فك الحصار عن المحاصرين في المشفى واتخاذه نقطة انطلاق لتطهير باقي أحياء المدينة بالتوازي مع تقدمه من المحور الشرقي.
وتمكن عناصر حماية المشفى وسلاح الجو في الجيش العربي السوري من تفجير عربة مفخخة هي الثانية في غضون أسبوعين قبل وصولها إلى أسواره وتم إحباط هجوم واسع شنته «النصرة» التي تقود «جيش النصر» على المشفى الذي ضم محيطه جثث وأشلاء عشرات القتلى من المسلحين وأغلبيتهم من جنسيات غير سورية وخصوصاً من الشيشانيين.
ونفذ طيران الجيش غارات مكثفة على تجمعات ومراكز الميليشيات المسلحة داخل جسر الشغور وفي محيطها، الأمر الذي ساعد وحدات الدعم والإسناد الناري في الجيش على إحكام فرض الطوق الناري على مداخل المدينة التي غدت على مرمى أيام من استعادتها إلى حضن الشرعية وتغيير خريطة الصراع في المنطقة برمتها لما للمدينة من أهمية كبيرة بسبب موقعها الإستراتيجية المؤدي إلى محافظة اللاذقية وحماة عبر سهل الغاب وتمر عبرها خطوط الإمداد التي تصل الساحل بوسط وشمال سورية.
وفي حماة أفاد مراسل «الوطن» بأن المجموعات الإرهابية تحاول بلوغ مشفى جسر الشغور بشتى الوسائل والسبل، وتستميت لتحقيق أهدافها في اقتحامه وتسجيل أي نصر على الأبطال الصامدين فيه من رجال الجيش الذين يتمتعون بمعنويات عالية وبعزيمة لا تلين، متجاوبين مع كلمة الرئيس بشار الأسد في هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء في السادس من الشهر الجاري، التي أكد فيها أن الجيش سيصل قريبا إلى الأبطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور لمتابعة المعركة من أجل دحر الإرهاب.
وتمنع القوات العاملة هناك الإرهابيين من تحقيق أهدافهم ومبتغاهم، وتعطل تقدمهم إلى منطقة المشفى التي أمست ميدانا لسيارات الإرهابيين المفخخة، وذلك برمايات المدفعية والطيران الحربي، بحسب مصدر فضل عدم ذكر اسمه، لكنه أكد لـ«الوطن»، أن قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات المدافعة عن المشفى الوطني تستهدف التكفيريين في محيط المشفى وعند المدخل الجنوبي والشرقي للمدينة موقعة قتلى وجرحى بينهم.
وبإصرار من حامية المشفى تم تدمير عدد من المفخخات قبل وصولها إلى أسوار المشفى.. ولم يستطع أي إرهابي الاقتراب ولو شبراً واحداً من الخط الأحمر الذي رسمه الجيش للإرهابيين ريثما يتمكن من تحرير الجنود المحاصرين الصامدين. وقال المصدر: تتابع القوات شق طريقها باتجاه المشفى ضمن باقة نارية كثيفة للعدو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن