رياضة

في رابع الدوري الممتاز.. قمة في الجلاء والمتصدرون في سباق … صلابة في اللاذقية والوحدة أمام مفترق طرق

| ناصر النجار

توزعت مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب الدوري الممتاز على ثلاثة أيام، فالجمعة تقام خمس مباريات والسبت والأحد مباراة واحدة في كل يوم.
وسبب التأجيل (نق) الأندية من ضغط المباريات وخصوصاً فريقي الفتوة والساحل اللذين سيواجهان الكرامة والوثبة المرتاحين من اللعب في الأسبوع الماضي، لذلك جاء التأخير من باب تكافؤ الفرص، وهذا الأمر غير متعارف عليه في كل دول العالم التي تمارس كرة القدم.
فالأندية (مثلاً) التي تخوض مباريات قارية لا تُفصّل لها المباريات المحلية على مقاسها ولا يُقال إنها مضغوطة ولعبت مع فرق مرتاحة.
وهذا يؤكد هشاشة الاحتراف الذي بنيت عليه كرتنا، فالأموال الطائلة التي دفعت على الأندية والتزاحم على التعاقد مع النجوم يفترض أن يعطينا فرقاً جاهزة قادرة على اللعب في كل زمان ومكان، وكما هو متعارف عليه فإن الفرق المحترفة تلعب وسطياً مباراتين في الأسبوع، لكن عندنا اعتادت فرقنا على الدلال فتجد في ضغط المباريات مشقة كبيرة، فأي استعداد قامت به الأندية إن لم يكن لاعبوها جاهزين بدنياً على الأقل.
وللأسف وجدنا هذا الأمر بأعيننا على أرض الملعب، فالكثير من فرقنا بدت ضعيفة بدنياً في لوحة رسمت أكثر من إشارة استفهام؟
وهذا يجعلنا نشير إلى ضرورة تعيين معدّ بدني لكل فريق والوقت اليوم مناسب تماماً وخصوصاً أن أيام الفيفا القادمة بعد أسبوع تمنح الفرق الفرصة لرفع جاهزيتها البدنية عبر أخصائيين.
الأسابيع الثلاثة الماضية أسقطت أشباه اللاعبين، وكم من ناد يضرب الآن كفاً بكف على مال صرفه على بعض اللاعبين الذين كانوا عالة على فرقهم، بل على الدوري الممتاز، وهذا يضعنا بصورة الاختيار والاختبار الذي جاء في بعضه من باب المنفعة الشخصية سواء للاعب أو للذين اختاروه.
والأسابيع المقبلة ستتسع الدائرة وسيسقط لاعبون آخرون فقساوة الدوري لن ترحم من كان بغير مكانه الصحيح.
الأسبوعان الرابع والخامس قد يكونان حاسمين بشأن المدربين الذين استقال بعضهم، ففترة التوقف ستكون مجالاً للتفكير بالتغيير وخصوصاً من الفرق التي لم تحقق ما تصبو إليه جماهيرها.
مباريات الأسبوع الرابع لا تختلف كثيراً عن مباريات الأسابيع التي رحلت، فالفرق ما بين تعزيز وتعويض، وهو حال سيستمر حتى النهاية.
ففرق المقدمة ستسعى إلى تعزيز صدارتها بفوز آخر يبقيها في مربع الكبار وهذا الوصف ينطبق على تشرين وحطين والوحدة، وفرق الصف الثاني تحاول الخروج بنتيجة طيبة والحفاظ على سجلها خالياً من الخسارة كفرق الشرطة والفتوة والنواعير والوثبة الذي يعود للدوري بعد استراحته الأسبوع الماضي، والاتحاد يطمح لتعزيز فوزه السابق علّه يلحق بالكبار بعد أن فاته القطار في أول أسبوعين.
التعويض سيكون حال الفرق التي أحبطتها الخسائر في الأسبوع الماضي كالجيش والساحل والطليعة وخصوصاً أنها ستلعب على أرضها، أما الكرامة والجزيرة وجبلة فتنتظرها مباريات صعبة قد لا تخرج منها بسلام.
كل المباريات قوية وصعبة لكن أشدها إثارة وتنافساً ستكون في الفيحاء والجلاء، حيث يستقبل الشرطة ضيفه الاتحاد، بينما يحل تشرين ضيفاً على الجيش.
في حماة الطليعة يستقبل جبلة وفي اللاذقية النواعير سيحل ضيفاً ثقيلاً على حطين وفي حلب يلعب الجزيرة مع الوحدة، أما السبت فيلعب الوثبة مع الفتوة بحمص والأحد يتقابل الساحل مع الكرامة بطرطوس.

قمة منتظرة
على ملعب الجلاء قمة منتظرة بين الجيش وتشرين، وهي من أصعب المباريات التي يخوضها الفريقان، فالمباراة امتحان لدفاع الجيش، وامتحان أيضاً لهجوم تشرين.
والملاحظ أن تشرين يملك أكثر من لاعب فعال قادر على التسجيل، المرمور أخطرهم والمصطفى بالمرصاد، ومالطا متحفز وحاضر والدالي جاهز من كل الجهات، وتشديد الرقابة على هؤلاء الرباعي أمر يحتاج إلى الكثير من الصلابة والدقة والتحضير الذهني العالي.
أما دفاع تشرين فيوازي هجومه بالجاهزية والحضور.
المستضيف لم يثبت جاهزيته حتى الآن، وما زال الانسجام بالفريق ضعيفاً، والفوز الوحيد الذي حققه على الكرامة كان جيداً كنتيجة لكنه لم يقنع كأداء.
وعلى ما يبدو أن الجيش تنتظره مباراة شاقة وقوية تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، فصورة الفريق المنافس لم تعد موجودة والمهام ثقيلة على المدرب ولاعبيه وعليهم أن يثبتوا وجودهم.
وهذا لا يقلل من هيبة البطل ولا من خطورة هداف الدوري، ولكن الواقع الجديد فرض نفسه.
كلامنا لا يشير إلى تفوق تشرين بالمطلق، لكنها أفضلية فرضها الواقع، وهذا لا يعني بالضرورة أنه ذاهب إلى نزهة في ملعب الجلاء، فالجيش قادر على فعل المزيد إن عرف كيف يوقف طموح البحارة.
في الموسم الماضي تبادلا الفوز، فكسب تشرين جولة اللاذقية بهدف محمد عقاد، ونال الجيش نقاط البطولة في الإياب بهدف باسل مصطفى في آخر دقيقة، وخرج بالحمراء لاعبا الجيش عبد الملك عنيزان ومحمد فارس أرناؤوط.

غفوة وحلم
المباراة تبدو من ملامحها قوية ومثيرة وخصوصاً أن أهلي حلب استفاق من غفوته وبدأ يرص صفوفه ويشحن عزائمه، وهو بعد الفوز على الطليعة كسر جمود الفوز وذاق حلاوته وبات يحلم بفوز آخر ليلحق بركب المتقدمين.
وصفوف الاتحاد كاملة والجالسون على مقاعد الاحتياط قد يكونون أخطر من الأساسيين، فالهامش أمام المدرب التونسي كبير ليدير المباراة كما يجب ويشتهي.
صاحب الأرض والضيافة الشرطة لا يملك ربع ما يملكه ضيفه، لكنه كسر حاجز الخوف من لقاء الكبار وهو أمر مهم جداً، ويملك روح الكبار وعزيمة المنافسة وصلابة التحدي، وبإمكانه فعل الكثير إن كان في جاهزية نفسية عالية، ومدربه الشاب طموح لكي يقول كلمة مدوية، وشبابه الموهوبون قادرون على ملء الملعب حيوية ونشاطاً.
ودياً فاز الشرطة على الاتحاد بدورة الولاء والوفاء بهدف خالد عقلة وفي الموسم الماضي فاز الشرطة ذهاباً 3/2 سجل للشرطة عقبة المرعي ومحمد كامل كواية من جزاء ومدافع الاتحاد محمد دعاس بالخطأ بمرماه، وسجل للاتحاد أحمد كلاسي ومحمد الأحمد وفي الإياب فاز الاتحاد بهدف فادي بيكو.
والنتائج هذه تدل على أن الفوارق الرقمية بين الفريقين بسيطة وحسم المباراة يكون بفارق هدف، وقد يكون التعادل هذه المرة أمراً مفروضاً.
الصلابة الدفاعية
في مباراة اللاذقية بين حطين والنواعير يبقى التساؤل مشروعاً: هل ستنجح الصلابة الدفاعية للنواعير بإيقاف المد الهجومي الخطر للحوت على أرضه؟
النواعير يملك خط دفاع جيداً ومن ورائه حارس أثبت مقدرته وشجاعته لكنه أخفق في المواجهة الهجومية في لقاءي تشرين والطليعة وأبدع مع الجيش، وهذا الفوز منح الفريق جرعة ثقة زائدة ستجعله يواجه الحوت بروح عالية.
حطين واجه صعوبة كبيرة بمواجهة دفاع جبلة، وسيواجه صعوبة أكبر أمام دفاع تمرس على مواجهة الكبار من هنا ندرك أن المباراة ستدور بين هجوم حطين ودفاع النواعير.
المباراة ستكون معلقة على غلطة، ونتيجتها قد يحسمها هدف مبكر، والحذر مفروض في كل تفاصيل المباراة.
من النواحي النظرية المباراة للحوت، والضيوف قادرون على تغيير مفاهيم كرة القدم من جذورها.
في الموسم الماضي فاز النواعير ذهاباً بحماة 3/1 سجل للنواعير محمد ميدو وإبراهيم الطويل وعبد الله جمعة وسجل هدف حطين محمد قطايا وأضاع سامر السالم ركلة جزاء.

مرحلة جديدة
يبدأ الوحدة مع إدارته الجديدة الدوري من بوابة الجزيرة بحلب، الإدارة القديمة تركت فريقها ثالث الترتيب بست نقاط من فوزين وخسارة قاسية أمام تشرين، والحصيلة معقولة، والمطلوب اليوم أكبر مما تحقق والمباراة بشكل عام ستعطينا انعكاساً للمرحلة الجديدة مع كادر تدريبي جديد، فهل سيستمر الفريق على الوتيرة نفسها أم إنه سيتصاعد؟ وأكثر ما يخشاه محبو البرتقالي المخلصون أن يدخل (الدود) على الفريق، فيواجه مصيراً أسود بسبب الخلافات التي نتمنى أن يكون الفريق بغنى عنها.
المواجهة بشكل عام غير متكافئة، والتعادل السلبي الذي كان نتيجة المباراة الودية بين الفريقين الشهر الماضي لا تعكس حال الفريقين واستعدادهما للدوري وجاهزيتهما وأسلحتهما المؤثرة بتغيير المجريات.
إن سارت الأمور طبيعية فإن الوحدة قادم نحو فوز آخر وعليه أن يحذر (لدغات) الجزيرة التي هزت شباك تشرين مرتين، في موسم 2016- 2017 تعادل الفريقان 1/1 سجل للوحدة مدافع الجزيرة شيخموس أوسي بمرماه، وأدرك ياسر عويد التعادل في الدقيقة القاتلة.
وفي الإياب فاز الوحدة 2/1 سجل للوحدة أسامة أومري وماجد الحاج وللجزيرة مجد خشمان.

ورطة جديدة
جبلة الغارق بهموم المركز الأخير والخسارات المتلاحقة يجد نفسه أمام ورطة جديدة عندما يحل ضيفاً على الطليعة بحماة.
والورطة ليس لأن الطليعة أفضل أو لأنه يلعب على أرضه وبين جمهوره، بل لأن مستضيفه هو الآخر بورطة أمام جماهيره العريضة وحاله ليس بأفضل من ضيفه على سلم الترتيب.
من هذا المنطلق فإن إعصار العاصي سيهب بكل ما يحمل من قوة وعنفوان ليصالح جماهيره وليستعيد توازنه قبل أن يلتئم جرح سينزف طويلاً.
جبلة جرحه أكبر وسيحاول أن يداويه مهما كلف الأمر، فإهدار المزيد من النقاط لن يكون بمصلحة الفريق الذي ستكون مهمته البحث عن النقاط يمنة ويسرة.
في مفهوم كرة القدم ولو على الصعيد النظري هناك فوارق يمكن التحدث عنها ونجد أن الطليعة يستحوذ على الكثير من الأفضلية الفنية والبدنية فضلاً عن الأفضلية المعنوية.
لكن في عالم كرة القدم تبدو المفاجآت حاضرة، لأن كل هذه الفوارق يمكن أن تذوب إن عرف الضيف كيف يتعامل مع المباراة ويباغت أهل الدار بنتيجة لا تسرهم أبداً.
في الموسم الماضي فاز الطليعة بحماة بهدف حسام السمان، وتعادلا إياباً 1/1 سجل للطليعة محمد زينو ولجبلة أحمد الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن