عربي ودولي

«حزب اللـه»: استقالة الحريري مضيعة للوقت والتدخل الأميركي سبّب الفوضى … الرئيس عون: سنواصل الحرب على الفساد ونريد حكومة من وزراء ذوي «كفاءة وخبرة»

| روسيا اليوم- رويترز- الميادين

تعهّد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثالثة لتوليه سلطاته الدستورية بمواصلة الحرب على الفساد بعيداً عن أي انتقائية أو تعميم، وتعهّد ببذل كل الجهود لبناء الدولة المدنية العصرية وإنهاء الطائفية السياسية.
كما توجه إلى الكتل النيابية بمطالبتها «بتسهيل ولادة الحكومة الجديدة وللشعب اللبناني بمساندتها».
وأضاف: إنّ لبنان يمر اليوم بأزمة حادة «لكننا شعب لا تضعفه الأزمات بل تزيده إصراراً على مواجهة التحديات» على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، قال عون: إنّ تشكيل الحكومات في لبنان يخضع عادة لاعتبارات وتوازنات سياسية هي غالباً من أبرز أسباب الفشل المتكرر. مضيفاً: إنّ شرط الإجماع حال دون التوصل إلى الكثير من القرارات الضرورية.
واعتبر أنه يجب «اختيار الوزراء في الحكومة الجديدة وفق الكفاءات والخبرة وليس وفق الولاءات السياسية»، وذكر أنه على الحكومة الجديدة أن تحقق ما عجزت عنه الحكومات السابقة بإعادة الثقة إلى الشعب بدولته.
وشدد على أنّ آلية استرداد الحقوق والأموال المنهوبة لن تؤتي ثمارها من دون قيام سلطة قضائية منزهة ومستقلة.
واعتبر الرئيس اللبناني أنّ الطائفية مرض مدمر يستخدمه أعداء الوطن كلما أرادوا ضربه، وأشار إلى أنّ أولى ركائز الدولة المدنية هي القبول الشعبي بها لأن فرضها سيؤدي إلى فشلها.
وتحدث عون عن الأزمة الاقتصادية الضاغطة، قائلاً إنها «ناتجة عن مزاريب الهدر والفساد معطوفة على أزمات الإقليم».
وقال: «بذلت جهود كبيرة للمعالجات الاقتصادية لكنها لم تأت بالنتائج المرجوة بعد بانتظار تنفيذ الخطة الاقتصادية».
ولفت إلى أنّ «الملف الاقتصادي بات بانتظار الحكومة الجديدة بعد استقالة الحكومة».
كما توجه الرئيس اللبناني للشباب اللبنانيين الذين شاركوا في الاعتصامات، قائلاً «تمكنتم من إيصال صوتكم الذي صدح للمطالبة بحكومة تثقون بها».
وقدم عون خلال كلمته كشف حساب بما تحقق وما لم يتحقق في النصف الأول من ولايته الرئاسية، وقال: «التزمت تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني وإعداد قانون انتخابي عادل ومكافحة الفساد وعودة النازحين السوريين»، وأضاف: إنّ من الخطوات التي تحققت إحالة موازنة 2020 ضمن المهل الدستورية بعجز ضئيل.
وفي وقت سابق اعتبرت الكتلة البرلمانية لـ«حزب اللـه» اللبناني أن استقالة رئيس الوزراء، سعد الحريري، مضيعة للوقت، مشددة على أن «التدخل الأميريكي» في شؤون لبنان يمثل السبب الأساسي للفوضى فيه.
وأوضحت كتلة «حزب اللـه»، في بيان أصدرته أمس أن استقالة الحريري «مضيعة للوقت اللازم لإجراء الإصلاحات» في البلاد، داعية الرئيس إلى إطلاق المشاورات مع القوى السياسية حول تشكيل حكومة جديدة.
وطالبت الكتلة الأجهزة الأمنية والجيش بأداء مسؤولياتهما وحماية المواطنين ومنع التعرض لهم، داعية مصرف لبنان إلى اتخاذ كل الإجراءات لعدم خروج الوضع المالي عن السيطرة.
واتهمت كتلة «حزب اللـه» الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاضطرابات التي يمر بها لبنان في الوقت الراهن، قائلة: إن «التدخل الأميريكي هو السبب الرئيس للفوضى المنتشرة» في البلاد.
وأدان «حزب اللـه» عبر البيان ما وصفه بتدخلات الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية في لبنان والدول الأخرى.
ويعمل الجيش اللبناني منذ صباح أمس على إعادة فتح الطرقات، التي عادت التحركات الشعبية إليها بشكل مفاجئ مساء أول أمس، ولا سيما في بيروت ومحيطها والمتن وكسروان.
وتزامنت عودة المحتجين إلى قطع الطرقات، مع تحرك لمناصري «تيار المستقبل» الذي يتزعمة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، في معظم المناطق، حيث قطعوا بشكل مفاجئ طرقات رئيسية عدة في البقاعين الأوسط والغربي وفي طرابلس والمنية والعبدة والساحل الجنوبي.
أما في العاصمة، فجابت الدراجات النارية أكثر من منطقة، دعماً للحريري، ورفضاً للأصوات التي تدعو إلى عدم تسميته مجدداً لرئاسة الحكومة.
في غضون ذلك، نفى الجيش اللبناني في بيان إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول في المناطق اللبنانية، داعياً المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات. ومن المنتظر اليوم أن تفتح المصارف أبوابها للجمهور بشكل اعتيادي «وكأن شيئا لم يكن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن