قضايا وآراء

المنظمات الصهيونية وأرض الميعاد

| تحسين الحلبي

كشفت الأنباء المتداولة في أميركا وأوربا وإسرائيل أن الممثلين عن المنظمات اليهودية والصهيونية في العالم كله سيجتمعون في إسرائيل في الثاني من تشرين الثاني المقبل وهو اليوم الذي صدر فيه «وعد بلفور» البريطاني عام 1917 لاحتلال فلسطين وتحويلها إلى دولة لليهود.
وتكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية واليهودية في العالم أن الحكومة الإسرائيلية تعول على هذا الاجتماع الذي سيحضره جميع قادة لجان ومنظمات العمل الصهيوني في العالم بهدف إيقاف حركة الهجرة المعاكسة لليهود من إسرائيل إلى الأوطان التي جيء بهم منها، وكذلك بهدف تشجيع يهود العالم على الهجرة إلى إسرائيل بعد أن تناقص عدد المهاجرين القادمين إلى أدنى الحدود في العقدين الماضيين بموجب اعتراف الوكالة اليهودية ووزارة الاستيعاب، وهما أكبر منظمتين تتوليان مهمة تهجير اليهود منذ الإعلان عن «دولة» إسرائيل عام 1948.
وذكرت المجلة الإلكترونية الإسرائيلية «روتار» بالعبرية أمس أن الاجتماعات التمهيدية قد جرت في مدينتين هما «نيوجيرسي» في الولايات المتحدة وفي مدينة «ميلانو» الإيطالية، وأشارت المجلة الإسرائيلية إلى أن أهمية هذه الاجتماعات برزت حين تبين أن جميع المشاركين فيها طلب منهم عدم إدخال أي هاتف خليوي أو كومبيوتر صغير أو مسجلة صوت لأن الاجتماعات في هاتين المدينتين وضعتا على جدول العمل «المهمات المقبلة» لجميع المعنيين والمختصين بتهجير اليهود إلى إسرائيل ومنع هجرة يهود إسرائيل إلى أوروبا وأميركا وروسيا، وأطلق على هذه الاجتماعات اسم «المختبر الإستراتيجي»، وهذا يعني أن خطة العمل قد وضعت في هاتين المدينتين بشكل سري للبدء بتنفيذها وذكرت المجلة الإسرائيلية أنها خطة لعشر سنوات على المدى البعيد وللسنوات القليلة المقبلة على المدى القصير.
كما أضافت المجلة الإسرائيلية: إن المجتمعين أكدوا لوسائل الإعلام الإسرائيلية أنهم قرروا التحرك على ثلاثة مستويات الأول هو السياسي الذي سيتطلب منهم عقد اجتماعات مع رؤساء الدول والحكومات التي يوجد فيها جالية يهودية لكي يتناقشوا معهم بحجة «وجود معاداة لليهود» في دولهم واستغلال ذلك لكي يطلبوا منهم حماية اليهود، على حين أن المشروع الصهيوني يتطلب الآن تهجير اليهود أو أكبر عدد منهم إلى الأراضي المحتلة بدلاً من تزايد أعدادهم في أوروبا وأميركا وروسيا وهي المناطق التي يعيش فيها أكثر من سبعة ملايين من اليهود.
وتقرر على المستويات الأخرى زيادة عدد الأعضاء المجندين في الوكالة اليهودية في منظماتها ولجانها في العالم من أجل تشجيع اليهود على زيارة إسرائيل أو الخدمة في جيشها أو الدراسة الجامعية المجانية فيها، وذكرت المجلة أن الوكالة طلبت من المجندين فيها إرسال عشرات الآلاف في كل سنة لهذا الغرض لكي تتمكن المؤسسات الإسرائيلية من إغرائهم بعدم العودة إلى أوطانهم.
وذكرت المجلة الإسرائيلية أن الوكالة اليهودية جمعت عدداً من أهم المفكرين في «مختبريها» في نيوجيرسي وميلانو لكي يقترحوا أفضل الوسائل لتهجير اليهود في هذه الظروف الحديثة والليبرالية في القرن الحادي والعشرين وهي ظروف لم يعد فيها وجود لما يسمى «المشكلة اليهودية» التي استند إليها رئيس المؤتمر الصهيوني الأول تيودور هرتزل في مطالبة قادة أوروبا بتهجير اليهود إلى فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى لتأسيس وطن قومي.
في عالم ما بعد الحداثة في هذا القرن زالت أشكال الاضطهاد المزعوم ضد اليهود في أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ولذلك لا يمكن استبعاد أن تتولى الحركة الصهيونية وبشكل سري جداً تنفيذ خطط وعمليات «معادية للسامية» أي لليهود لكي تدفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل تحت شعار «اليهودي الآمن هو الذي يقيم في إسرائيل»، علماً أن الإسرائيليين هم الوحيدون من بين يهود العالم ممن لا يتمتعون بالأمن بسبب اغتصابهم لفلسطين ورفض العرب وجود إسرائيل في المنطقة، وبسبب مقاومة الفلسطينيين والعرب للمشروع الصهيوني العدواني على شعوب المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن