رياضة

في لجنة احتراف السلة.. أخطاء جسيمة والمحاسبة غائبة

| مهند الحسني

على طريقة المسلسلات البدوية والمجالس التراثية، وعلى بساط المحبة وتبويس الشوارب، وضع ملف قضية الخطأ في انتقال لاعب نادي الكرامة السابق والمستقبلي أشرف الأبرش، القضية التي تتطلب الوقوف على تفاصيلها، ومجرياتها بدقة ومحاسبة من أخطأ فيها، أو مال بكفته لمصلحة هذا أو ذاك، واليوم وقبل الغد اتحاد كرة السلة مطالب بموقف جريء يعرض فيه تفاصيل هذا الخطأ الفادح ومحاسبة مرتكبيه، وإلا سيثبت ما أثير عنه سابقاً بتستره على المخطئين والمقصرين.

حل ولكن
الحل الذي توصلت إليه الأطراف، أثبت بالدليل القاطع صحة موقف نادي الكرامة في مطالبته وموقفه السليم، الذي كاد أن يذهب أدراج الريح، بسبب هفوة أو جهل أو غير ذلك، صدر عن لجنة الاحتراف في اتحاد كرة السلة التي وافقت على انتقال اللاعب إلى صفوف الوثبة خلافاً للأنظمة والقوانين، ولولا التحرك السريع من طرف نادي الكرامة لتابع اللاعب مشاركته ضمن صفوف ناديه الجديد، وخسر نادي الكرامة فنياً بسبب عدم الاستفادة من حقه المحفوظ في اللائحة بالتعاقد مع اللاعب، أو حقه بالحصول على بدل مالي لقاء منح اللاعب تنازلاً للانتقال لنادي جديد.
الوثبة والكرامة ليسا طرفين في مواجهة أو خصومة مباشرة بينهما في هذه القضية، فكل منهما التزم باللوائح والأنظمة واتباع التسلسل الإداري السليم، فالوثبة سعى لضم اللاعب والكرامة تمسك بالحفاظ عليه.

أخطاء
الخطأ واضح وصريح، ولا يحتاج لاجتهادات، إلا بالتحقيق مع مرتكبه، فإذا كان صادراً عن لجنة الاحتراف بكامل أعضائها وبعلمهم وموافقتهم، فهم جميعاً لا يستحقون البقاء في هذا المكان، وأما إذا كان قراراً فردياً صادراً عن أحد أعضائها من دون العودة لباقي الأعضاء، فالمحاسبة يجب أن تكون مشدّدة بمخالفتين كبيرتين، الأولى عدم الالتزام بأصول العمل التنظيمي، وضرورة اتخاذ القرارات بطريقة جماعية، والخطأ الآخر الجهل الفاضح بالأنظمة والقوانين واللوائح، فارتكاب خطأ واحد أو اثنين في قضية بهذا المستوى من الدقة والأهمية، كفيل بإشعال فتيل أخذ وجذب بين ناديين جارين لولا حكمة مجلسي الإدارتين وتعاملهما الإيجابي مع القضية، والاستجابة السريعة من اتحاد كرة السلة لتدارك الخطأ ومعالجته لترقيع ما تفتق عن لجنة الاحتراف من أهوال ومصائب تنظيمية يندى لها الجبين.

الحظ يخدمك مرة
من اعتمد على الحظ في تدارك مشكلة انتقال اللاعب هذه المرة، قد لا يخدمه الحظ في مطب آخر، فالموسم في بدايته واللاعب شارك في مباراة واحدة، ونتيجة المباراة التي شارك بها قبل اكتساب الوضع القانوني ليست ذات أهمية كبرى لفريق النواعير الذي خسر أمام الوثبة بمشاركة اللاعب، وإلا لكان الاعتراض مشروعاً وواجباً على نادي النواعير للمطالبة بالفوز بالمباراة، وإدارته الحكيمة التي سعت للوصول للعنب بدلاً من قتال الناطور، وابتعدت عن التشنج الذي حاول البعض إثارته، فظفرت بسنة تعاقدية إضافية مع اللاعب، وحققت مكسباً مادياً كبيراً، وأرضت جماهيرها التي طالبت بعودة اللاعب للفريق، فحققت مكسباً إضافياً بتعهد إدارة الوثبة بعدم مشاركة اللاعب بمواجهات الكرامة لتحقق النقاط الكاملة، فنياً ومالياً وإدارياً، ولم تفتح جبهات عدائية مع اتحاد كرة السلة والاتحاد الرياضي العام.
الوثبة من جهته كسب جهود اللاعب لهذا الموسم، وألقى بالتبعات المالية لهذه الصفقة على عاتق اتحاد كرة السلة والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وحافظ على نقاط فوزه على النواعير التي كانت مهددة بالإلغاء.
والخاسر في هذه القضية هو العمل الإداري في اتحاد كرة السلة، وربما في مرفق لجنة الاحتراف تحديداً التي خلطت جساساً بفرناس بإجراء ليس له أساس، لتصبح أضحوكة بين الناس.

خلاصة
اتحاد كرة السلة وقبل مؤتمره الانتخابي مطالب أكثر من أي يوم مضى نفي تهم التستر على الفاسدين والمقصرين في بعض مفاصل العمل الإداري، لأننا لم نجد أي مبرر لحماية جاهل أو منتفع أو مقصر، إلا إذا كانت تصرفاته بعلم ورضا القائمين على اتحاد كرة السلة، عموماً لن نستبق الأمور بل سننتظر ما سيجود علينا المنظرون من تبريرات هذه المرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن