ثقافة وفن

الدب «بالو» في «ماوكلي» من أكثر الشخصيات المحببة … جمال نصار لـ«الوطن»: في الحرب على سورية استبعدت عن الأعمال الدرامية ومشاركاتي نادرة!

| هناء أبو أسعد

أعتقد أنه يجب أن يكون للمسرح حصة درسية في المدارس مقارنة بباقي المواد العلمية، والمهرجانات التي تقام لمسرح الطفل مهمة جداً في هذا المجال ولكنها ليست كافية.
طاقة فنية متميزة.. تميز بصوته الرخم في الدوبلاج والإذاعة، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، شارك كممثل بالعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، إضافة إلى عدد من الأعمال الإذاعية، عضو في نقابة الفنانين منذ عام1988، عشق المسرح والإذاعة وله العديد من الأعمال فيهما.
في المسـرح: «كانون الثاني- القضية- جوارب النجاة- علاء الدين والمصباح السحري – علي بابا والأربعين حرامي- القط أبو جزمة».
«الوطن» استضافت الفنان جمال نصار في حوار شامل عن المسرح والدراما:

صوت جمال نصار من الأصوات السورية المميزة التي تألقت في الدوبلاج والإذاعة، حدثنا عن أهم الأعمال والشخصيات التي قدمتها في الدوبلاج.. وعشقك للإذاعة؟
بداية كل الشكر لصحيفة «الوطن» على هذه الاستضافة التي أرجو أن تكون ممتعة للقارئ الكريم.
طبعاً الدوبلاج من الأنواع الفنية التي يبرز فيها الفنان ملكته الفنية وذاته الفنية أيضاً.. بدايتي كانت في دبلجة مسلسلات الكرتون للأطفال قبل أن تضاف إليها دبلجة الأعمال الدرامية والوثائقية. شاركت في عدد كبير، وما زلت أستطيع أن أتذكر شخصية الدب «بالو» في المسلسل الشهير «ماوكلي» وهي من أكثر الشخصيات المحببة لدي. هنا يمكن أن نبين الفرق بين دبلجة الشخصيات الكرتونية والشخصيات الدرامية الحياتية، حيث إنك كممثل تلحق الممثل الأجنبي في الدراما بإحساسه وانفعالاته وتلتزم بها أكثر من الشخصية الكرتونية، وهنا تكون انفعالاتك وأحاسيسك ملكاً لك وتحمّلها للشخصية الكرتونية.. طبعا هناك مئات بل آلاف الساعات التي شاركت بها في الدوبلاج.

نعود إلى المسرح وقد قدمت العديد من الأعمال وخاصة للأطفال متى بدأت نشاطك المسرحي للطفل؟
من الطبيعي وأنا خريج معهد مسرحي أن يكون المسرح هو ميداني الأول والمفضل لتفجير طاقاتي كممثل، لذا فقد اتجهت إلى خشبة المسرح فور تخرجي في المعهد لا بل قبل ذلك، وكان اختياري لمسرح الطفل منذ البداية لإيماني بالرسالة النبيلة للمسرح والتي تزداد نبالة بالعمل في مسرح الطفل، وأنا من المؤسسين لمسرح الطفل التابع لمديرية المسارح والموسيقا منذ انطلاقته بإشراف الفنان المرحوم عدنان جودة، وكانت البداية بمسرحية «علاء الدين والمصباح السحري» وبعدها كان لي شرف المشاركة بكم كبير من المسرحيات وما زلت إلى اليوم مواظباً على نشاطي مع الأطفال.

المهرجانات التي تُروج لمفهوم المسرح لدى الطفل باتت كثيرة، ولكن، هل هذا كاف برأيك لجذب الطفل الذي يتربَّى اليوم على الكمبيوتر والآي باد؟
لاشك أن الإنترنت والكومبيوتر قد أثرا كثيراً في تربية الأطفال وحتى الكبار أيضاً ولكن يبقى لمسرح الطفل خصوصيته وبريقه حتى ولو خفت، والمهرجانات التي تقام لمسرح الطفل مهمة جداً في هذا المجال ولكنها ليست كافية. في البدايات كنا نذهب إلى الأطفال في مدارسهم ونقدم لهم العروض، وهم يأتون إلى المسرح عن طريق مدارسهم، أما الآن للأسف ما عدنا نذهب إليهم ولا نرى المدارس تجلبهم إلى المسارح إلا نادراً.
لكن هناك نشاطات للمسرح المدرسي اطلعت على بعضها ولكن أعتقد أنه يجب أن يكون للمسرح حصة درسية مقارنة بباقي المواد العلمية، كي نرسخ المسرح كعلم وكفن راق في عقول الأطفال منذ نشأتهم الأولى وترسيخ الرسالة الفكرية لهذا الفن النبيل لديهم.

هل ممثل مسرح الطفل يختلف عن ممثل مسرح الكبار؟
عمل الممثل هو واحد في مسرح الكبار والصغار ولكن طبيعة النص وتوجهه مختلفة في مسرح الطفل، أدوات الممثل هي نفسها مع ملاحظة أن ممثل مسرح الطفل يجب أن يكون قريباً من الطفل أكثر ومن عالمه وحتى إنه يضطر أحياناً إلى اللعب مع الأطفال.

هل تفضل النصوص المسرحية المكتوبة باللهجة العامية أم الفصحى؟
أنا أفضل النصوص المكتوبة بالفصحى وخاصة المقدمة للأطفال، شريطة تطويع هذه اللغة وتبسيطها حتى لا يشعر المتلقي بالغربة بينه وبين هذه اللغة التي يسمعها، وأنا مع المحافظة على لغتنا الجميلة وتشريبها لأطفالنا والمسرح أحد الأدوات لذلك.

شاركت بالعديد من الأعمال المسرحية، هل تؤمن بمقولة أزمة النص المسرحي؟
ذكّرني سؤالك بزيارة قام بها المخرج العراقي الكبير المرحوم إبراهيم حلال للمعهد المسرحي وعندما كنّا طلاباً في السنة الثانية، وقد كان مواظباً على الذهاب إلى أميركا وهو خريج كلياتها ومتابعة المسرح الأميركي حيث قال عن هذا الموضوع بالذات: ونحن نتحدث إلى النقاد الأميركيين عن المسرح قال أحدهم: أستغرب أن يشكو المسرحيون العرب من قلة النصوص المسرحية، فأنتم تعيشون في منطقة ساخنة ومجتمعاتكم تعاني زخماً كبيراً من المشكلات لدرجة أن الكاتب بلحظة يمد يده إلى جيبه فيجد فكرة يكتب عنها، لذلك الموضع متعلق بكيفية معالجة مشكلاتنا مسرحياً وللأسف نحن نعاني هذا الأمر.

ما رأيك بظاهرة المخرج الممثل؟
لست ضد ظاهرة المخرج الممثل ولكن شريطة أن يكون لديه خبرة تراكمية من عمله على المسرح، وأن يكون معه مخرج مساعد وخاصة عندما يكون على خشبة المسرح ممثلاً، فأنا أعرف من خلال عملي أن الممثل على الخشبة يجب أن يضبط من خلال عين ثالثة مهما كان موهوباً علماً أن العمل المسرحي جماعي.

ننتقل إلى الدراما، أين أنت من الدراما؟
أنا موجود ولكن أين الدراما والقائمون على الدراما مني؟
لقد شاركت في الكثير من المسلسلات التلفزيونية بأدوار قصيرة ومتوسطة وبطولات كذلك، ولكن في سنوات الأزمة التي مرت وتمر على وطننا الحبيب ابتعدت أو بالأحرى أُبعدت عن الدراما التلفزيونية، وكان لي مشاركات نادرة كان آخرها بمسلسل «حارس القدس» بدور قصير كضيف على العمل، هناك أسباب موضوعية ربما لابتعادي تتعلق بالأدوار السيئة التي كانت تعرض عليّ أو بالمقابل المادي البخس الذي تقدمه الشركات إن وجد الدور المناسب، وهناك أسباب غير منطقية بإبعادي عن الدراما التلفزيونية والتي تتمثل بطبيعة الإنتاج حالياً وأنا لا أفضل الخوض فيها.

هل بات الإنتاج الدرامي تحت سيطرة شركات الإنتاج؟
للأسف الدراما والإنتاج الدرامي وشركات الإنتاج كلها فريسة مزاج المحطات التلفزيونية لأنها هي التي تختار الوجبة وما على البقية إلا الطبخ على هوى المحطات وذوقها. بالنسبة إلينا كسوريين قائمين على جميع مفاصل العمل الدرامي من فنانين وفنيين وكتاب ومنتجين لا يُنقذ درامانا إلا رأس المال الوطني كي لا نكون منفذين لرغبات غيرنا، ولا نكون حلقة من حلقات تدوير رؤوس أموالهم، وطبعاً الاقتصاد والمال هما عصب الإنتاج الدرامي فإذا مرض الاقتصاد فتمرض الدراما.

نجد مؤخراً أن الدراما السورية وقعت في فخ التكرار، من المسؤول عن هذا التكرار؟
برأيي غزارة الإنتاج وطبيعته أحياناً ورغبة المحطات جميعها يسهم في تكرار الموضوعات، مثلاً نجاح أي عمل ما يجعل المحطات تطالب الشركات بإنتاج لون معين من الدراما، فنجاح الجزء الأول من باب الحارة جعل المحطات تطالب بأجزاء أخرى وبأعمال البيئة الشامية حتى بات الأمر لعبة تجارية، وفي فترة ما كانت المحطات تطالب الشركات بإنتاج مسلسلات ما يسمى حينها بالفانتازيا التاريخية، ولو عاد الأمر للكتاب والمخرجين والفنانين أعتقد أنهم لا يفضلون الوقوع في فخ التكرار.

كثرت الأعمال التي لامست واقع الحرب التي مرت على البلاد، هل برأيك نقلت الواقع؟
مهما اقتربت الدراما من الحرب المسلطة على سورية والسوريين منذ سنوات، أعتقد أنها لن تصل إلى الواقع، فما نراه ونسمعه عن هذه الحرب وانعكاساتها على المجتمعات السورية يبقى أعمق وأكثر هولاً، ويلزم الدراما سنوات حتى تستطيع أن تلامس ارتدادات هذه الكارثة.

ما الصعوبات التي تتعرض لها الدراما السورية وماذا ينقصها؟
أعتقد أننا لو أنتجنا برأس مال وطني كما أسلفت وكان لدينا محطات تلفزيونية وطنية تعرض إنتاجنا بمقابل مادي لن يكون هناك صعوبات في الدراما السورية وهذا يختصر كل شيء.

هل الفن مصدر للرزق؟
للأسف الفن مصدر رزق للبعض وليس لأغلبية الفنانين وخاصة في هذه الظروف المعيشة الصعبة التي يرزخ تحت وطأتها السوريون كافة. فإذا قارنا وضع الأوروبي مثلاً مع ممثلينا نصعق لواقع الحال، الممثل هناك يعيش مرتاحاً لقاء مشاركته في بضعة أعمال فنية، أما الممثل هنا فهو مضطر للعمل في التلفزيون والمسرح والإذاعة وينتقل للعمل في أكثر من استديو دوبلاج باليوم نفسه وبالكاد يحصل على ما يكفيه لقوت يومه.

أيهما الأقرب إليك «مسرح- تلفزيون– إذاعة»؟
لكل صنف من الأصناف الدرامية طعم ومذاق وجميعها ساحة لإبراز إمكانات الممثل من حيث المبدأ، فالمسرح هو الأب، والميدان المفضل بالنسبة لي، من خلاله أستطيع أن أحقق ذاتي الفنية وأستعرض ملكاتي كممثل، التلفزيون يلبي رغبة الممثل في الشهرة لأنه الأقرب إلى أكبر شريحة من الناس، أما الإذاعة فلها خصوصية فالميكروفون صديقي الذي أشعر بالغربة لو ابتعدت عنه.

مشاريعك الفنية القادمة؟
بدأت بالتحضير لمسرحية للأطفال لمصلحة مديرية المسارح من إخراجي، وسترى النور قريباً ومعي مجموعة من الزملاء الأساتذة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن