الإدارات الفاسدة..!!
هني الحمدان :
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، إعلان حكومتنا نيتها لإجراء تقييم أداء المؤسسات الحكومية وإداراتها، كنا قد سمعنا مرارا وتكرارا مثل هذه «الحكايات».. لكن بلا جدوى..!
الملاحظ هذه المرة، اعتراف حكومتنا بوجود إدارات غير فاعلة ومقصرة في الأداء، وسوف تطولها المحاسبة وإعادة النظر بإدارتها المترهلة..!!
الأمر مهم ومعالجته في غاية الأهمية، ويشكل عنصرا أساسيا للإصلاح الإداري «المنشود»، لكن الأهم من ذلك كله قبل أي شيء نتخذه إذا كانت نوايا الحكومة جادة، هو تطوير منظومة عمل متكاملة تحد من سياسة التنفيعات والولاءات المتبعة، وأن يطال الأمر مختلف المناصب والمهام التي اعتمدتها على الاسترضاء في شغرها…!
سلوكيات الاسترضاء والولاء التي اتبعت أوجدت إدارات هزيلة فارغة، بدورها مارست سياسة الإقصاء وشراء الذمم من كوادر ضعيفة غير مؤهلة، فقط لأنها تنشط بمجال الدس وإرضاء إدارتها الضعيفة أصلا، سلوكيات أدت إلى انهيار منظومة الأخلاق المهنية في بعض الإدارات المنتجة وتلك التي تمارس دور الرقابة، الأمر الذي زاد من شعور اليأس لدى معظم العاملين، وخاصة أصحاب الكفاءات الذين تسلل لنفوسهم الإحباط بسبب تعيينات الولاء والاسترضاء لأشخاص غير مؤهلين مهنيا وإداريا..!
إدارات ألحقت الدمار بمؤسسات وتسببت بالخسائر المادية الضخمة، وطفشت موظفيها الأكفاء، وكل همها التغني بأمجاد فارغة، تناست مهامها الأساسية، ولم تعر لسياساتها الإدارية الخاطئة على منتوجها وكادرها الوظيفي أي اهتمام، سوى تقرب أشخاص صغار لهم نكهتهم بالدس والنميمة على زملاء أكثر مهنية وإنتاجا..! وهناك إدارات نالت الرضا من قبل مسؤولين بمناصب عليا، وكانت أخطاء تلك الإدارات المدمرة، صغيرة ولا وقع لها على بيئة العمل، فقط لأنها «مدعومة «..!!
كفى، لمنظومة أعمالنا الإدارية تلك الضربات الموجعة التي تلقتها من إدارات «مفلسة» بالأصل ولا تحمل أي منهاج تطويري واضح لكونها فارغة.. لقد صارت بيئة أعمالنا على أثر تلك التخبطات بيئة أقرب ما تكون طاردة للعمل.. والسؤال: هل تنتهي سياسة التنفيعات….؟!!