سورية

أكد أن لولاءاتهم حدوداً أخرى مختلفة … سكيف: الفاصل بين الوفد الوطني ووفد المعارضات هو مفهوم الانتماء لسورية

| جنيف - الوطن

أكد عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن الوفد المدعوم من الحكومة السورية، نزار سكيف، أن الفاصل بينهم وبين وفد المعارضات هو مفهوم الانتماء لسورية، مبيناً أن لولاءاتهم حدوداً أخرى مختلفة عن ثقافة الوفد الوطني، ومشيراً إلى وجود تناقضات في طروحاتهم تعكس تنوعهم وتشعبهم بالفكر وبالانتماء.
وفي لقاء خاص مع «الوطن» من جنيف على هامش أعمال اللجنة الدستورية المصغرة، قال نقيب محامي سورية، نزار سكيف: «كل مداخلة من مداخلات الأطراف المتشعبة والمتنوعة كانت تحاول طرح رؤية أو فكرة محددة والبعض كان أشد خبثاً ومحاولة لاستظهار ذكاء أو محاولة عبث بعقل المجموع وتعليب العقل باتجاه معين من خلال طرح رؤية على أساس أنها رؤية لنقاش أو حوار، لكن هي بمضمونها شكل دستوري بتكويناته المادية والمعنوية، وهذا أمر فيه فوضى واستهتار بعقول من يفكر أو من يستمع».
وأضاف سكيف: «كان هناك خلال اجتماعاتنا طروحات متنوعة، إذ أكدنا كوفد مدعوم من الحكومة السورية على نقطتين مهمتين: النقطة الأولى مكافحة الإرهاب ومقاومته وتحديدات مفاهيمه، والنقطة الثانية هي أن من يريد أن يصنع دستوراً لسورية يجب أن يدين ابتداء الإرهاب وثانياً الاحتلال التركي الذي يرتكبه النظام التركي بحق السيادة السورية»، وأوضح «السيادة هنا هي سيادة دستورية بامتياز لذلك كان هناك أحياناً عصف فكري وأحيان أخرى عصف باتجاه محاولة ملامسة أمور هي من أساس بنية الدولة السورية، وهذا أمر لا يجوز بكل المعاني وبكل المعايير وبمعيار الانتماء بشكل خاص لا يجوز وهذا كاف».
وحول ردة فعل الطرف الآخر بخصوص طرح الوفد الوطني مبدأي إدانة الإرهاب وإدانة الاحتلال التركي، قال سكيف: «الطرف الآخر كان صامتاً، إلا أن أحدهم تجرأ على أن يقول إنه احتلال وإنه ضد الإرهاب ومع مكافحته وضد التنظيمات المسلحة تحت أي عنوان تسميتها كان، لأن هذا يلامس أمن وأمان السوريين ويلامس استقرار الدولة السورية».
وأكد عضو اللجنة الدستورية المصغرة، أن «التأطير الزمني هو وأد للدستور وقتل له، قتل للمنتج الذي يمكن أن يخرج مقارنة بطموح الشعب السوري»، وأما بالنسبة للأمور الأخرى التي يشيع الحديث عنها في أوساط الإعلام الداعم لوفد المعارضات، والمرتبطة بقضايا من قبيل الصلاحيات وغيرها، قال سكيف: «لا أعتقد أنه تم طرح مثل هكذا أمور حتى هذه اللحظة لكنها ستطرح في لحظة ما».
وفيما إذا حصل أي تواصل بين الوفد الوطني والطرف الآخر خلال أعمال اللجنة حتى الآن، قال سكيف: «لا لم يكن هناك أي تواصل فنحن نجلس على طاولة خاصة بنا ولم يحدث أي تواصل إلا من خلال استماعنا لأفكارهم واستماعهم لأفكارنا وفي حال حاولوا القيام بفعل كنا نقوم بردة فعل عاقلة وموضوعية ومنطقية، لكن التواصل بمعنى التواصل الشخصي لم يحدث لأن هناك انشطار عامودياً حقيقياً بين رؤانا ورؤاهم».
وبالنسبة للجنة المصغرة الخاصة بالمجتمع المدني وما تواجهه من خلافات وانقسامات، أشار سكيف إلى أن القسم منهم والذين أتوا من الخارج، وتمت تسميتهم من دول خارجية هم جزء من المعارضة، ولهذا السبب اللجنة المصغرة الخاصة بالمجتمع المدني منقسمة، وأضاف: «من مداخلاتهم يمكن قراءة أنهم منقسمون وأكدت أكثر من شخصية منهم هذا الانقسام الحقيقي والواقعي من خلال طروحاتها»، مضيفاً «البعض منهم متطرف جداً، وهو إن لم يكن جزءاً من المعارضة فهو أكثر تطرفاً من المعارضة»، وقال: «بالنتيجة اختيارهم فيه الكثير من الخبث، وأعتقد أنهم يمثلون روح المعارضة».
وفيما إذا لمس الوفد الوطني تناقضات في طروحات وفد المعارضات، وخصوصاً أنهم معارضات ومنقسمون في توجهاتهم السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، قال نقيب محامي سورية: نعم لمسنا هذا التناقض والانقسام في طروحاتهم لأنهم في النتيجة منصات وفيهم من يمثل التنظيمات المسلحة الإرهابية وبالطبيعي هم متنوعون متشعبون بالفكر وبالانتماء».
وأضاف: «بيننا وبينهم الفاصل المختلف هو مفهوم الانتماء لسورية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى فولاءاتهم لها حدود أخرى مختلفة عن ثقافتنا لأننا نحن من عاش الحرب ونحن من تذوق مرارتها نحن من قدمنا الدماء وحمينا حدود سورية نحن بمعنى السوريين المنتمين الذين لم يغادروا الأرض وكانوا خزاناً للدم السوري الذي ارتقى على الأرض السورية لتبقى سورية عنوان وجودنا وعنوان انتمائنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن