رياضة

مشاهدات من المرحلة الخامسة من ذهاب الدوري الممتاز بكرة القدم … تبادل المواقع مستمر والحوت يتصدر والبحارة يغرقون

| ناصر النجار

ابتسمت مباريات الأسبوع الخامس من ذهاب الدوري الممتاز لفريق حطين الذي تصدر منفرداً بعد فوزه على مستضيفه الفتوة بدمشق 3/1 وتعثر جاره تشرين (المتصدر السابق) بالخسارة المفاجئة أمام الوثبة الضيف بهدف، كما تعادل الوحدة مع الشرطة بلا أهداف، ودخل الاتحاد على خط المنافسة الساخن بفوزه على جبلة 2/1، واستمر الجيش بتخبطه فتعادل مع ضيفه الساحل بهدف لمثله، وانتقل النواعير إلى مواقع متقدمة بفوزه على الجزيرة بهدف، وكان تعادل الكرامة مع الطليعة سلباً.
ولأننا أطلقنا على هذه الجولة جولة المدربين فقد صدقت توقعاتنا باستقالة مدرب جبلة محمد خلف وكذلك مدرب الساحل عساف خليفة ولحقهما مدرب النواعير فراس معسعس رغم نتائجه الجيدة، وسمعنا عن استقالة مدرب الجزيرة والأمر لا يقتصر على هؤلاء فربما نسمع باستقالات جديدة.
وأول المدربين الجدد إياد عبد الكريم مدرباً للوحدة بديلاً للمؤقت هيثم الشريف الذي قاد الوحدة في مباراتيه الأخيرتين.
والصدمة حدثت بمباراة تشرين مع الوثبة، فحقق الضيف النقاط الغالية في د95، كما نال الساحل تعادلاً ثميناً مع مستضيفه الجيش د92.
وهناك الكثير من العناوين، فتشرين دفع ثمن الأنانية غالياً، وسرح ومرح لاعبوه في الملعب دون أن يكونوا فاعلين فكانت الخسارة المستحقة بانتظاره، وفوز الوثبة دلّ على تحضيره الجاد للمباراة وعلى التركيز الذهبي العالي للاعبين، وأداؤهم على الأرض أعطانا فكرة جيدة عن انضباط اللاعبين الفني، فضلاً عن اللياقة البدنية العالية للفريق، فوز الوثبة رسم آمالاً عريضة لأحلام البطولة التي يبحث عنها جميع عشاقه، وأثبتت مباراة الجيش مع الساحل مقولة هدف واحد لا يكفي، فالزعيم سيطر وأضاع وبدد، واستغل الساحل هفوة دفاعية سجل منها.
(والريمونتادا) كانت من نصيب الاتحاد الذي قلب تأخره بهدف إلى فوز جميل 2/1، وبدأت ملامح الاتحاد وشخصيته بالظهور بتحقيقه الفوز الثالث توالياً، والشيء نفسه فعله حطين بفوزه الصريح على الفتوة 3/1 بعد التأخر بهدف.
الوحدة الذي يبحث عن موقع بين المتنافسين (طبّ) بالتعادل السلبي مع الشرطة، وهذا الهدر سيفقد البرتقالي آمال المنافسة مبكراً إن استمر، أما الشرطة فقد أثبت أنه قادر على مقارعة الكبار بفرض التعادل على الأقل، لكن صيامه عن التسجيل لثلاث مباريات متتالية يرسم إشارات استفهام عديدة؟
النواعير حقق المراد بفوز ولو كان ضئيلاً على الجزيرة بهدف، والمباراة كشفت حالة تعكير الجو بين المدرب ومن حوله فاستقال مرفوع الرأس.
فرق المؤخرة التي ما زالت حائرة تبدأ من الطليعة والكرامة وقد انتهت مباراتهما إلى التعادل السلبي بعد أداء سلبي، والفريقان حتى الآن لم يحققا الطموح، وعلى ما يبدو أن أمامهما مشواراً صعباً إن استمرا على هذا المنوال، والكلام نفسه ينطبق على الساحل وجبلة واستقالة مدربيهما جاءت خطوة في سياق الاحتجاج على الأداء وسوء النتائج، ولا ندري إن كان المدربان البديلان قادرين على توجيه خط سير الفريق نحو الأمام.
الهالة الإعلامية لفريق الفتوة التي سبقت الدوري، وضعته بغير مكانه الصحيح، والفريق يعاني من كل شيء، فأين تكمن العلة؟
أما الجزيرة فليس بالإمكان أفضل مما كان، فالظروف والإمكانات تعوق الفريق عن الظهور المناسب بالدوري الممتاز.
ما نود أن نشير إليه أن الدوري سيتوقف حتى 24 الجاري بسبب استحقاقات المنتخبين الأول والأولمبي، وفترة التوقف فرصة طيبة لكل الفرق لمراجعة ما قدمته في الأسابيع الخمسة على أمل معالجة الأخطاء وإنهاء المشاكل الإدارية والخلافات الخفية.

الحق على الكاميرا
لا نعرف المقصود من التحليل التحكيمي، هل نشر ثقافة تحكيمية ليفهم عشاق كرة القدم القرار التحكيمي، أم هو مجرد دفاع أعمى عن الحكام؟
ولأن الحكم بشر يمكن أن يصيب ويخطئ، ولأن الأخطاء التحكيمية ملح كرة القدم فإن الطبيعي أن يخطئ الحكام ولو في بعض القرارات، ومن غير الطبيعي أن يبقى حكامنا معصومين عن الأخطاء بنظر المحللين.
والمشكلة أن بعض المحللين هم من يعينون الحكام، وبالتالي هم يدافعون عن خياراتهم قبل أن يدافعوا عن الحكام، ولنا في مباراة تشرين مع الوثبة مثال مع الإشارة إلى وجود أخطاء عديدة في كل المباريات.
وعندما نمنح حكماً صك البراءة في مباراة تعددت الأخطاء الكبيرة المؤثرة فهذا يعني استخفافاً بكل العالمين بشؤون التحكيم وخبرائه، فالمحلل أجاز ركلة الجزاء الممنوحة للوثبة والتي وقعت الحالة فيها على حدود الجزاء، ووضع الحق على الكاميرا التي لم تظهر الحالة من كل الجهات رغم وضوح الحالة تماماً، وعندما جاءت حالة أقوى بكل عناصرها ولم يحتسبها الحكم جزاء، أرجع الحالة إلى النية، فاكتشفت المحلل أن نية اللاعب السقوط قبل وقوع السقوط!
ومع وجود حالة واحدة على الأقل تستحق البطاقة الحمراء، لم نجد لدى المحلل الضيف الدائم أي حالة تستحق اللون الأحمر.
إذا كنتم تخشون كشف أخطاء الحكام حتى لا يفقدوا هيبتهم أمام الجمهور، فلا داعي لهذا التحليل لأنه لن يزيدنا فائدة وتثقيفاً، وإذا كنتم من خلال دفاعكم عن الحكام تخشون على مناصبكم فلا داعي لوجودكم لأنكم غير أهل لهذه الأمانة.

غلطة الشاطر بألف
هدف التعادل القاتل للساحل على الجيش يتحمله حارسنا الدولي إبراهيم عالمة وغلطة الشاطر بألف ولن نزيد أكثر، والخطأ الذي جاء منه الهدف كان نتيجة الفوضى الدفاعية وسوء التنظيم داخل الصندوق.
لا يمكننا لوم رأفت محمد المدرب الجديد، ولا يمكننا تحميل المدرب السابق طارق الجبان المسؤولية، فالفريق يعيش بين مرحلتين، ولكل مدرب أسلوبه وفكره.
التعادل يدل على أن المدرب السابق لا يتحمل سوء النتائج، والدليل أن التغيير لم يحدث الصدمة الإيجابية والسبب المباشر التغيير الجذري بالفريق، وقد لا يكون اللاعبون الجدد أقل شاناً من الراحلين، لكن الفريق بحاجة ماسة إلى الانسجام، ويحتاج إلى أسلوب لعب يتوافق مع إمكانياتهم.
لا يمكننا الجزم أن الجيش قادر على الدفاع عن لقبه، فالموضوع بحاجة إلى جهد يفوق الإمكانات الحالية، لكن يمكننا أن نجد الحلول الكفيلة بإيقاف هذا التراجع، وهي مهمة مدرب الفريق، وتوقف الدوري جاء بمصلحته، وما علينا إلا الانتظار.

الدهن بالعتاقي
غلة ضعيفة من الأهداف سجلتها المباريات السبع، فبلغت أحد عشر هدفاً وكان نجم المسجلين المخضرم عبد الرزاق الحسين الذي سجل أهداف فريقه (حطين) بمرمى الفتوة فأثبت أن الدهن بالعتاقي، والهاتريك الذي سجله الحسين هو الثاني هذا الموسم بعد محمد مرمور الذي سجل بمرمى الجزيرة فتساوى اللاعبان على قمة الهدافين بأربعة أهداف، وحافظ مهاجم الوحدة عبد الرحمن بركات ومهاجم حطين مرديك ماردكيان على الوصافة بثلاثة أهداف.
رامي عامر مهاجم النواعير وأنس بوطة مهاجم الاتحاد سجلا هدفهما الثاني هذا الموسم، ودخل قائمة المسجلين الجدد كل من: حازم جبارة (الفتوة) ومحمد لولو (جبلة) ومحمد شريفة (الجيش) وأحمد كلاسي (الساحل) وعبد اللـه نجار (الاتحاد) وماهر دعبول (الوثبة).
ركلة جزاء واحدة احتسبت للوثبة أضاعها المتخصص برهان صهيوني فوق المرمى، وبطاقتان حمراوان رفعتا بمباراة الفتــوة مع حطين فخرج محمد الهزاع من الفتــوة ورضوان قلعجي من الاتحاد.

مفكرة النتائج
الوحدة * الشرطة صفر/صفر، الكرامة * الطليعة صفر / صفر، الفتوة * حطين 1/3 سجل للفتوة حازم جبارة د28 ولحطين عبد الرزاق حسين د40 – 45 – 90 وطرد رضوان قلعجي من حطين د67 ومحمد الهزاع من الفتوة د86، الجيش* الساحل 1/1 سجل للجيش محمد شريفة د52 وللساحل أحمد كلاسي د 92، الاتحاد * جبلة 2/1 سجل لجبلة محمد لولو د39 وللاتحاد عبد اللـه نجار د70 وأنس بوطة د82، النواعير * الجزيرة 1/صفر رامي عامر د85، تشرين* الوثبة صفر/1 ماهر دعبول د95 وأضاع جزاء للوثية برهان صهيوني د64.
وفي الترتيب يتصدر اللائحة فريق حطين بـ13 نقطة يليه تشرين والوثبة والوحدة والاتحاد بـ10 نقاط ثم النواعير بـ8 نقاط و الشرطة بـ6 نقاط يليه الفتوة والساحل بـ5 نقاط والجيش بـ 4 نقاط والطليعة بـ3 نقاط والكرامة بنقطتين وأخيراً الجزيرة وجبلة بنقطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن