سورية

واشنطن أوقفت برنامج تدريب مقاتلي «المعتدلة» وأخطرت «الشامية» بذلك

حلب- الوطن- وكالات :

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون عن إيقاف برنامجها لتدريب مقاتلين «معتدلين» من المعارضة السورية بعد إخفاقه في أداء مهامه، على حين أكدت مصادر في المعارضة السورية أن واشنطن أبلغتها «شفوياً» بتوقف البرنامج.
ففي سياق التنسيق بين الولايات المتحدة الأميركية والمجموعات المسلحة في سورية أكد مصدر معارض في «الجبهة الشامية»، أكبر التشكيلات المسلحة في حلب، لـ«الوطن» أن وزارة الدفاع الأميركية أخطرت شفوياً الجبهة وفصائل مسلحة أخرى عزمها على وقف برنامج تدريب المعارضة «المعتدلة» بما يناقض «التفاهم» الذي جرى معها بشأن تدريب مئات المقاتلين لحضها على عدم الانسحاب من ريف حلب الشمالي ومقاتلة تنظيم «داعش» أو وقف تمدده على أقل تقدير. وأوضح المصدر أن بعض مسلحي «الشامية» بصدد العودة من تركيا قبل البدء ببرنامج تدريبهم على حين سيخضع عدد غير كبير منهم للبرنامج الذي استبعد أكثر من 75 بالمئة ممن رشحت أسماؤهم في وقت سابق على خلفية تسليم متدربين فيه سلاحهم لفرع تنظيم القاعدة في سورية «جبهة النصرة» الأسبوع الفائت والصدمة التي لحقت بالبنتاغون جراء ذلك، واضطر للاعتراف به علناً.
ولفت المصدر إلى أن المعلومات الشحيحة المتوافرة والتكهنات تشير إلى أن واشنطن أوقفت البرنامج بشكل كلي في انتظار الانتهاء من تدريب المسلحين الذين يخضعون راهناً لتدريبات مسبقة أو أنها بصدد إعادة النظر بالبرنامج الذي سيكلف 500 مليون دولار أميركي حتى نهاية العام الذي كان من المتوقع أن يخرج 1500 مسلح «معتدل». وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أمس الأول أنها ستتوقف «لفترة» عن تدريب مقاتلي ما تصفها بالمعارضة السورية، حتى تتم إعادة تقييم برنامج التدريب الأميركي الذي أخفق في مهامه.
فعلى حين أعلنت شبكة «روسيا اليوم» أن المتحدث باسم وزارة الدفاع بيتر كوك أوضح أن بلاده توقفت عن إرسال مقاتلين جدد من المعارضة السورية وتدريبهم خارج البلاد حتى تتمكن من إجراء مراجعة للبرنامج الأميركي لتدريب المعارضة السورية. لكن كوك أضاف: إن الجيش الأميركي «يواصل تجنيد» مرشحين تمهيداً لاستئناف عمليات التأهيل، موضحاً أن برنامج التأهيل مستمر للذين بدؤوا بتلقي التدريبات، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأكدت الوكالة الفرنسية أنه على حين كان من المقرر أن يشمل هذا البرنامج تأهيل وتجهيز نحو خمسة آلاف مقاتل سنوياً من مقاتلي المعارضة السورية في معسكرات بتركيا وقطر والأردن والسعودية، لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، لكنه لم يسمح حتى الآن بتدريب أكثر من مجموعتين من 54 و70 مقاتلاً، حسب أرقام البنتاغون. وفي السياق كشفت شبكة روسيا اليوم الروسية أن البنتاغون أنفق على تدريب نحو 60 مقاتلاً من «المعارضة المعتدلة» خلال شهرين 42 مليون دولار، مؤكدة نقلاً عن مصدر عسكري أميركي أن بعضهم قتلوا، على حين وقع آخرون في الأسر ولا يزال مصير 18 من أولئك المقاتلين غير معروف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن