ثقافة وفن

محمد الركوعي لـ«الوطن»: «جدائل الروح 2» رسالة من دمشق إلى فلسطين

| رامه الشويكي

سبعة وعشرون عملاً فنياً استطاع من خلالها الفنان محمد صالح الركوعي أن يعبر عن موضوعات إنسانية مرتبطة بحياة الإنسان ومعاناته، ساكباً عليها شيئاً من روحه ومقدماً إياها عبر تكوينات فنية مبتكرة تظهر في معالجته الفنية للوجوه البشرية والطبيعة الصامتة محاولاً التجديد في أسلوبه عن معرضه «جدائل الروح 1» الذي أقيم العام الماضي.
«الوطن» حضرت افتتاح المعرض المقام في نادي الرواق العربي في الرابع من تشرين الثاني 2019 والمستمر لمدة أسبوع والتقت الركوعي الذي يرى أن لوحاته تحمل رسالة من هنا من دمشق إلى فلسطين، وتتمحور موضوعاتها حول التراث الفلسطيني من خلال تشكيلات معاصرة ضمن اللوحات وغير تقليدية، حاول من خلالها تقديم شيء جديد مختلف عن معرضه العام الماضي «جدائل الروح 1» في محاولة لتطوير الفن التشكيلي ليرتقي إلى مصاف العالمية، مستخدماً تقنية الإكريليك، والتلوين بالحبر في لوحاته السبع والعشرين من نتاج عام 2019.
من الحضور التقينا التشكيلي معتز العمري الذي يرى أن المعرض يحوي أعمالاً متنوعة فيها نمط جديد مختلف عن أعمال الركوعي السابقة من خلال استخدامه تقنية عالية بالألوان، والعناصر مع تكثيفها واختزالها، ويحمل شيئاً من روحه الممتزجة مع الجدائل كما هو اسمه جدائل الروح، وكل عمل من أعماله يحمل قصة، يستطيع المتلقي تفسيرها وفق رؤيته الخاصة عن الأرض، الإنسان، المعاناة، ويمتاز المعرض بالتنوع والحس الفني العالي، ويضيف العمري بأن هذا المعرض يختلف عن معرض الركوعي السابق «جدائل الروح 1» من حيث تقنية العمل واللون المستخدم، والموضوعات المختزلة، مع إدخال عنصر جديد له علاقة بالطبيعة الصامتة لم يستخدمه سابقاً، كمعالجته الشجرة وزهرة الغاردينيا بأسلوب مختلف، إلى جانب معالجة الوجوه بأسلوب معاصر حيث تتطور رؤية الفنان مع مرور الزمن.
يوضح الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا التكوينات الفنية للوحة بقوله: محمد الركوعي من الفنانين التشكيليين الذين أثبتوا حضوراً على الساحة العربية، وسيؤكد حضوره على الساحة العالمية لأن أعماله تخدم القضية الفلسطينية بمستوى عالٍ، استطاع عبر اللوحة المعاصرة أن يضع رموزاً ومشاهدات من فلسطين وتراثها بشكل معاصر يستطيع أن يغزو قلوب الغرب، تمكن عبر اللون، الخط والتكوين أن يشكل لوحة متماسكة لونياً وموضوعاً وخطياً، لأن لوحته متكاملة العناصر بشكل متوازٍ وقوي، واعتمد على خياله وليس النقل، والخيال صانع الفن والحضارة ولولاه لا توجد حضارة، محمد الركوعي أدرك منذ كان في السجن حيث ـ حكم عليه لمئة عام ـ وحتى اللحظة أهمية الاعتماد على خياله، عندما كان في السجن لم يسمح له بالرسم ورغم ذلك رسم وقام بتهريب أعماله، وعند خروجه استمر في الحفاظ على هويته الفلسطينية في أعماله وكان موفقاً فيها حيث قدم لنا عملاً معاصراً فيه الخيال وعناصر العمل الفني المتكامل فكراً ولوناً وحساسيةً.

محمد صالح الركوعي في سطور
من مواليد فلسطين عام 1950.
أكمل دراسته وعمل مدرساً لمادة الرسم في ثانويات قطاع غزة.
التحق في صفوف المقاومة ضد الاحتلال.
اعتقل بسبب مقاومته الاحتلال، وحكم عليه مدى الحياة، وأطلق سراحه في عملية تبادل الأسرى.
الآن متفرغ للعمل الفني.
شارك في المعارض الجماعية، وله عشرات من المعارض الفردية.
يقيم في دمشق الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن