رياضة

هل التغيير الشامل بكرة الجيش أحبط روح الفريق؟ … أداء متراجع ومستوى متواضع وترتيب في أدنى المواقع

| نورس النجار

صدمة كبيرة خلفها فريق الجيش زعيم الكرة السورية وحامل اللقب في السنوات الخمس الأخيرة لعشاقه من خلال نتائج سيئة مترافقة مع أداء لا يلبي الطموح ولا يعكس سيرته العطرة، وتعتبر البداية الجيشاوية من البدايات السيئة النادرة ولم تحدث معه منذ 2006/2007، وبدأ الجيش مبارياته بالدوري بلقاء جاره الوحدة الذي فاز بهدف، ثم فاز على الكرامة 2/صفر، وعاد ليخسر في حماة أمام النواعير 1/2 ثم خسر أمام تشرين بهدف, وآخر مبارياته تعادل مع الساحل بهدف لهدف, والحصيلة فوز وحيد وتعادل وخسارة ثلاث مباريات، أربع نقاط من 15 ممكنة وسجل أربعة أهداف وعليه خمسة.
أهدافه الأربعة سجلها ورد السلامة (2) وعلي خليل ومحمد شريفة، وعلى لاعبيه (11) إنذاراً واحتسبت عليه ركلة جزاء واحدة أضاعها لاعب الوحدة مؤيد العجان، وفي العقوبات فرضت غرامة خمسمئة ألف لشتم الجمهور حكم المباراة مع الوحدة ورمي أرض الملعب بالحجارة، كما تم توقيف مدير الفريق أيهم الباشا لمباراتين وتوجيه إنذار لمدرب الفريق طارق الجبان، وهذه العقوبة سابقة لا مثيل لها بتاريخ الزعيم في البطولات الرسمية حيث لم يتعرض لأي عقوبة في تاريخ مشاركاته سواء بالدوري أم الكأس.
هذه لغة الأرقام في مسيرة الجيش بالمباريات الخمس التي خاضها حتى الآن، ونوعية المباريات كانت قسماً مع المنافسين خسرها على أرضه أمام الوحدة وتشرين بهدف، وهذا يدل على أن الفريق خارج حسابات المنافسة هذا الموسم.
أما القسم الثاني فكانت مع فرق من الصف الثاني من الدوري ومن المفترض أن يخرج بحصيلة جيدة، لكنه لم يفز إلا على الكرامة الذي لم يظهر حتى الآن بالمظهر الجيد بهدفين وخسر أمام النواعير 1/2، ثم تعادل مع الساحل 1/1 وتلقى هدف التعادل بدقيقة قاتلة وأخطاء ساذجة مرتكبة من الدفاع والحارس وهذا كله يعني أنه في خبر كان على صعيد الخطوط كلها وربما لمع نجم لاعب أو لاعبين، لكن أغلب اللاعبين ظهروا بلا روح وقدموا أداء متواضعاً بدءاً من الحارس العالمة وصولاً إلى آخر لاعب لمس أرض الملعب.
وإذا عدنا إلى الوراء وتابعنا مباريات الفريق الاستعدادية، فلم يلعب محلياً إلا مع الشرطة والفتوة وبعض أندية الدرجة الأولى القريبة من دمشق في مرحلة الاستعداد الأولى، وخارجياً لعب بمعسكر في لبنان مرتين ففاز على الأنصار وخسر أمام النجمة بنتيجة واحدة 2/1 ولعب في البطولة العربية مع نواذيبو الموريتاني فتعادل في الذهاب 1/1 وخسر إياباً صفر/1 وخرج، والإيجابي هذا الموسم بطولة كأس السوبر التي فاز بها على الوثبة 2/صفر وفاز قبل انطلاق الدوري على الطليعة 3/1، وكان من المفترض أن يساهم تأجيل الدوري لمرتين أن يطور من أدائه ولياقته وموضوع الانسجام، ولكن هذا الأمر لم يحدث أبداً.
التغيير الجذري
السبب الرئيسي من كل ما سبق من أداء متردد ونتائج لا تلبي الطموح يكمن في التغيير الجذري بالفريق، حيث غادر أغلب أساسييه وجيء بفريق آخر من أندية شتى، والجدد مختلفو المستوى، لكنهم يملكون خبرة الدوري، وبعضهم ذو ثقل كإبراهيم عالمة، وورد السلامة، أو كالحارس الاحتياط محمود اليوسف الذي كان ضمن عداد المنتخب الأول في مواسم سابقة وجاء من الدوري السعودي وكذلك ثائر كروما القادم من السويق العماني.
ومن لاعبي الخبرة قصي حبيب، إضافة لمنهل طيارة وعلي خليل وطه العايق من الكرامة ومحمد كروما وعبد الرزاق البستاني من الوثبة، وحسن بوظان من المجد، ويزن عرابي حارس المنتخب الأولمبي، إضافة لهؤلاء نجد من الفريق السابق لاعبي الدفاع من فارس أرناؤوط ويوسف الحموي ومن خط الوسط مؤمن ناجي ومحمد شريفة ومن المهاجمين محمد الواكد وأحمد الخصي.
ودعم الفريق صفوفه بالعديد من اللاعبين الشبان أبرزهم مازن عمارة ووسام سلوم لاعبا منتخب الشباب.
نناقش موضوع التغيير في فريق الجيش من زاويتين اثنتين، أولهما: أن التغيير الذي حصل هذا الموسم شامل، وهذا ما يعترف الجميع به، لكن حصلت تغييرات عديدة بفرق الجيش في مواسم سابقة لم تكن شاملة إنما كانت كبيرة ولم يتأثر بها الفريق وكما نلاحظ أن من بقي من الفريق السابق هم من أعمدة الفريق السابق وهم أعضاء في المنتخبات الوطنية الحالية كالعالمة والأرناؤوط والحموي والسلامة وعرابي والعمارة والسلوم وغيرهم.
وإضافة لهؤلاء هناك لاعبو خبرة كثر سبق أن مثلوا المنتخب كالواكد وقصي حبيب ومؤمن ناجي، وإذا نظرنا إلى هذه الأسماء مجتمعة لاستطعنا تشكيل فريق مميز، فالتغيير الشامل ليس بالضرورة أن يؤدي إلى مثل هذا الانحدار وقد يؤدي أحياناً إلى الابتعاد عن المنافسة.
ثانيها: الكثير من الأندية اضطرت إلى تغيير قد يوازي التغيير الذي حدث مع الجيش أو أقل منه بقليل، لكن بعض هذه الأندية لم تتعثر تعثر الجيش، وقدمت أداء جيداً بغض النظر عن النتائج كالشرطة مثلاً، رغم عدم جواز المقارنة بين الفريقين من ناحية نوعية اللاعبين ومستواهم، ونستخلص من هذا الاستعراض أن التغيير في لاعبي الفريق لا يجب أن يؤدي إلى الهاوية فيحقق مثل هذه النتائج مع أداء غير مقنع.

تسرع
أهل مكة أدرى بشعابها والقرار الذي اتخذته الإدارة بتغيير طاقمها الفني كان متسرعاً بنظر الكثيرين، وخاصة أن مثل هذا التغيير يحتاج إلى الصبر والوقت، فالانسجام لا يتحقق بين يوم وليلة والاستقرار الذي عهدناه في الجيش بتنا نفتقده هذه الأيام وخصوصاً أن الإدارة تغير المدربين في كل موسم وبعد انطلاقته سواء لسبب محلي أم لسبب آسيوي، والمدربون الذين تعاقبوا في السنوات الأخيرة كانوا كثراً كأنس مخلوف وأحمد الشعار وحسين عفش وطارق الجبان ومحمد خلف، ولأن إدارة النادي استقرت اليوم على رأفت محمد وطاقمه الفني، فإن الأمل ألا تتخذ خطوات مستعجلة جديدة، فالاستقرار الفني يعطي نتيجة مثمرة ولكن بعد حين.
نخلص إلى نتيجة أخرى وقد تحتاج إلى علاج نفسي، وهي سوء الأداء، فتشكيلة اللاعبين المفترضة بإمكانها أن تحقق الأفضل، وقد يكون الفريق غير قادر على الحفاظ على لقبه، لكنه بكل تأكيد قادر على إثبات وجوده وترك بصمة جيدة، بروح عالية وشخصية قوية، وهذا ما عهدناه من فريق الجيش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن