سورية

السعودية وفرنسا تغردان خارج السرب وتعيدان المطالبة بحظر جوي و«رحيل» الرئيس الأسد … لليوم الثالث على التوالي.. مكافحة الإرهاب والأزمة السورية تتصدران المباحثات في أروقة الجمعية العمومية

الوطن- وكالات :

يواصل ملفا مكافحة الإرهاب، والأزمة في سورية تصدرهما لنقاشات ولقاءات زعماء العالم في الدورة 70 للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، فرغم توافق جميع الدول الأعضاء على ضرورة مكافحة الإرهاب، إلا أن اختلافها على الآلية والتطبيق وقيادة العمليات والتحالفات باتت أشبه ببوابة تنافس بين معسكرين (شرقي- غربي)، تكشف فيه الأزمة في سورية – من جديد – أن الهوة بينهما ما زالت كبيرة.
ويرى مراقبون أنه ورغم حديث البعض عن وجود تنسيق أو قنوات اتصال مخفية بين القطبين الروسي والأميركي في هذا المجال، إلا أن خروج قمة الرئيسين الأميركي والروسي وخطاباتهما في الجمعية بمستوى ونقاط توافق أقل من المأمول، فتح المجال أمام حلفاء واشنطن خصوصاً لممارسة جولة جديدة من التغريد خارج سياق السرب الدولي، لتعود فرنسا نحو محاولة تسويق فكرة إقامة «منطقة آمنة» شمال سورية، ويكرر السعودي أسطوانته الممجوجة بضرورة «رحيل» الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
وبمقابل هذا الدور، يواصل حلفاء سورية نشاطهم الدبلوماسي في نيويورك، لتأكيد ضرورة محاربة الإرهاب، وضرورة حل الأزمة في سورية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس أن وضع شروط مسبقة غير منطقية لإنهاء الأزمة في سورية يؤدي إلى إطالة هذه الأزمة.
وأطلع ظريف نظيرته الكرواتية وسنا بوسيتش خلال لقائهما في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العمومية على الأفكار الإيرانية لحل الأزمة في سورية، معتبراً وفق ما نقلت وكالة «سانا» أن السبيل لإنهاء المعارك والتوصل إلى حل في سورية هو «تشكيل حكومة انتقالية شاملة بمشاركة الأطراف المعنية والتخلي عن وضع شروط مسبقة غير منطقية يؤدي إلى إطالة الأزمة في سورية».
من جانبها أشارت وزيرة الخارجية الكرواتية إلى أزمة اللاجئين السوريين وتأثيراتها على الدول الأوروبية بما فيها كرواتيا، وقالت: «إن هذه الظاهرة بإمكانها أن تؤثر إيجاباً على جدية الدول الأوروبية لتسوية الأزمة في سورية سياسياً وسلمياً».
من جانبه، أعلن الرئيس التشيكي ميلوش زيمان أن الحكومة السورية تواجه اليوم جبهة واسعة من القوى المتطرفة بينها تنظيما داعش وجبهة النصرة.
وقال زيمان في تصريح للصحفيين على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إن المعارضة التي يعترف بها الاتحاد الأوروبي لا تملك قوى مقاتلة على الأرض اليوم لأن المسلحين التابعين لها ابتلعتهم المجموعات المتطرفة».
ورداً على سؤال فيما إذا كان الرئيس بشار الأسد يمثل جزءاً من الحل؟، قال زيمان: «هل لدينا مرشح آخر بديل عنه.. لا أعتقد أننا نمتلك مثل هذا المرشح.. ومن الضروري أن نسأل دائماً فيما إذا كان لدينا بديل».
يشار إلى أن زيمان التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في نيويورك مساء الثلاثاء وأكد موقف بلاده الداعم للشعب السوري وحكومته الشرعية وطلب نقل تحياته إلى الرئيس الأسد.
كما نقلت «رويترز» عن وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب تأكيدها «ضرورة اجتثاث تنظيم داعش من جذوره».
من جهته أكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أن بلاده تدعم الجهود المبذولة على الصعيد الأممي التي تحيي الأمل مجدداً في التوصل إلى حل سياسي توافقي جامع للأزمة في سورية يبعد عنها مخاطر التفكك والتقسيم.
وبمقابل هذه التصريحات، عادت كل من فرنسا والسعودية للتغريد خارج السرب، حيث قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده ستبحث مع شركائها في الأيام المقبلة اقتراحاً طرحته تركيا وأعضاء في المعارضة السورية بإقامة منطقة حظر طيران في شمال سورية.
ولا يشكل هذا الإعلان تطوراً جديداً في الخطاب السياسي الفرنسي، فقد أيدت باريس العام الماضي طلب تركيا إقامة منطقة آمنة، لكن أهمية تصريح الرئيس الفرنسي تكمن في توقيته، حيث جاء بعد أسبوع من إعلان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن أوروبا ليست بحاجة إلى المنطقة الآمنة شمالي سورية، لأن الأتراك يقترحون إقامة المنطقة على مساحة ثمانين كيلو متراً مع تواجد أوروبي أميركي وسيطرة عسكرية ومنطقة حظر جوي وتواجد على الأرض.
بدوره عاد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لتصريحاته العدوانية تجاه سورية، معتبراً أن على الرئيس بشار الأسد أن «يرحل» أو أن يواجه «خياراً عسكرياً».
ورفض الجبير في حديث إلى الصحفيين نقلته وكالة فرانس برس، المبادرات الدبلوماسية الروسية بخصوص سبل محاربة الإرهاب وتسوية الأزمة السورية والتي تدعو إلى قيام تحالف دولي ضد داعش.
وقال: «هناك خياران من أجل التسوية في سورية، هما خيار عملية سياسية يتم خلالها تشكيل مجلس انتقالي، والخيار الآخر خيار عسكري ينتهي أيضاً بإسقاط (الرئيس) بشار الأسد».
ولم يتطرق الجبير إلى تفاصيل «الخيار العسكري»، لكنه ذكر بأن الرياض تدعم قوى وصفها بـ«المعارضة المعتدلة» التي تقاتل الجيش السوري ومقاتلي داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن