سورية

فيسك: موسكو و دمشق تخططان لتحرير تدمر «معاً» خلال أسابيع

وكالات :

كشف الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الجيشين السوري والروسي يخططان حالياً لعملية يتم من خلالها تحرير مدينة تدمر بريف حمص من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
ففي مقال له بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية قال فيسك: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال دعمه لسورية «يريد النصر على اعتبار أن الجيش السوري هو المؤسسة الوحيدة التي تعتمد عليها الحكومة السورية – وفي الواقع أجهزة الدولة بأكملها – حيث يتمّ تدريبه وإعادة تسليحه لشن هجوم عسكري ضد تنظيم داعش».
وفي معرض تحليله للواقع العسكري في تدمر ومحيطها كشف فيسك أن الجيش السوري قام بتأجيل هجوم كان يعد له خوفاً من أن يقوم تنظيم داعش بتدمير باقي المدينة الأثرية ولكن مثل تلك المخاوف تلاشت الآن بعد أن أظهر داعش رغبته بتدمير المعابد الرومانية دون أي هجوم عسكري على قواته، وقال: «أظن أن تدمر الآن على قائمة المناطق التي سيتم تحريرها من داعش، قد يحدث هذا في غضون 3 أسابيع مقبلة، كما قد نشهده في مطلع تشرين الثاني قبل أن يبدأ اجتياح هطل الأمطار عبر الصحراء من العراق».
ولفت فيسك في مقاله إلى أن الجيش السوري يُعد العدة لاستعادة المدينة القديمة تدمر من يد المسلحين، موضحاً أن مقاتلات روسية وصواريخ مضادة للدروع جديدة ودبابات روسية طراز T-90 يتم تجهيزها لكي تتماشى مع الطبيعة الجغرافية لصحراء تدمر، مضيفاً إن الجيش السوري وأحد أهم القواعد الجوية الحديثة على بعد 50 ميلاً من مدينة تدمر خططوا لشهور عديدة لشن هجوم على المدينة.
واستطرد فيسك «إن الرئيس الروسي لم يرسل جنوده إلى سورية فقط لإظهار التضامن مع الحكومة السورية، كما لم يرسل جنوده إلى القواعد الروسية في طرطوس لبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وبوتين ليس قلقاً بشأن فقدان الميناء الوحيد الذي لا يزال في يد موسكو في المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط.
واعتبر فيسك أن الخطط العسكرية تتأخر بشكل دائم، وفي سورية تتغير بين ليلة وضحاها، «ففي اللحظة التي تقوم فيها أول مدفعية بإطلاق أول قذيفة لها، تتجه الخطط في اتجاه آخر».
وأكد الكاتب البريطاني أن مشاركة روسيا في العملية ستعتبر نصراً لموسكو على حساب واشنطن بقوله «بالنسبة لبوتين، فإن أي هجوم قد تشنه روسيا سيكون رمزاً ملحمياً لها في منطقة الشرق الأوسط. أما بالنسبة لأوباما وكاميرون وبقية القادة الغربيين، الذين تخبطوا في الأزمة السورية لمدة أربع سنوات، سيكون استرجاع تدمر بمساعدة روسيا بمنزلة درس مهين لهم».
يذكر أن تنظيم داعش يسيطر على مدينة تدمر منذ العشرين من أيار الماضي وارتكب خلال الفترة الماضية أبشع الجرائم بحق المدنيين وعلى رأسها قتل عالم الآثار السوري خالد الأسعد بأسلوب وحشي نددت به معظم دول العالم، كما امتدت جرائم داعش إلى آثار تدمر إذ قام التنظيم بتفجير معبدي بل وبعل شمين إضافة إلى مدافن جمباليك وإلاله بل وكيتوت على التوالي ويستمر في جرائمه بحق التراث الحضاري السوري في تدمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن